أخبار حلب _ سوريا
ما بين عامي 1916-2011 تاريخٌ مكلل بالرجال الذين مضوا على أعواد المشانق تاركين خلفهم شمساً لا تغيب ودماء لا تنضب ففي يوم 6 أيار لعام 1916 تأرجح في ساحة المرجة 22 رجلاً من رجالات سوريا بعدما أيقنوا أن المحافل الدولية وطاولات المفاوضات لا تصنع الحرية فكتبوا تاريخها بحد السيف وفوهة البندقية بعد تاريخ طويل من صراع مع عثمانيين طغاة ومنذ ذلك الوقت كانت شرارة الاستقلال الأولى.
الشهداء هم أحفاد الأنبياء حملوا رسالة واحدة مفادها “الدم فقط من يصنع الحرية” فرفضوا ذليل العيش ومضوا في دروب الجهاد متمردين على طغاة الأرض، ومؤكدين صدق القضية والانتماء فكانت جباههم آخر ما غربت عنه شمس ودمائهم أول نشيد لهذه البلاد.
فالشهيد هو القديس الذي سارع في سوح المعركة، وضحى بروحه في سبيل أن يضع تاج الكرامة على رأس وطنه؛ فعندما نذكر كلمة الشهيد تذهب ذاكرتنا إلى نهر العطاء الذي لا ينضب، حيث يتلاقى خشوع الصمت مع صخب التاريخ ليسطر قصة أبطال استضافتها مراتب المجد والعلا.
في ذكراهم؛ نستحضر جبروت شخصياتهم التي حركت مشاعر قلوبنا، فجمعت ما بين الفخر بهم والحزن على رحيلهم؛ فلابد لقلوبنا أن فخراً عند ذكر شهداء الوطن، فهم رمز للصمود والتضحية.
بداية أحداث 6 أيار
في عام 1915، قاد والي الاحتلال العثماني على سوريا وبلاد الشام جمال باشا الملقب بـ “السفاح” حملة عسكرية لعبور قناة السويس واستعادة مصر من الاحتلال البريطاني، تُعرف هذه الحملة بـ “حملة ترعة السويس” أو “حرب السفر برلك” والتي أعادت لذاكرة السوريين أخبار البربر والمغول فقد كان والي تركيا جمال باشا سفاحاً بحق وراح ضحية هذه الحرب سوريون كثر اجبروا على الدخول في معركة لا تعنيهم.
فأثناء محاولة جيش الاحتلال العثماني اقتحام مصر عبر صحراء سيناء؛ وصلت قواته منهكة إلى ضفاف قناة السويس بسبب صعوبة المسارات، مما يُسهّل عملية صدهم على يد القوات البريطانية المعركة انتهت بخسارة جيش “السفَّاح”.
حيث عمل على استبدال الكتائب العربية في بلاد الشام بكتائب غالبية جنودها من الأتراك، وفصل الضباط العرب البارزين من وظائفهم وأرسلهم إلى مناطق بعيدة، وأخذ باعتقال الزعماء الوطنيين والمفكرين العرب والتنكيل بهم وتعذيبهم حتى الموت.
محكمة قاضيها “سفاح”
أحال جمال باشا “السفاح” أوراق عدد من الوطنيين في سوريا ولبنان إلى محكمة عرفية صورية في مدينة “عاليه” بجبل لبنان، حيث قام بالتحقيق معهم بأساليب وحشية، ورفض الوساطات التي قدمها الأمير “الحسين بن علي” “شريف مكة” وابنه الأمير “فيصل” لإبطاء عملية الإعدام.
فصدرت أحكام بالإعدام ضد عشرات الوطنيين في دمشق وبيروت، حيث تم تنفيذها شنقًا في دفعتين، كانت الأولى في 21 آب 1915 وشملت 10 وطنيين، بينما كانت الثانية في 6 أيار 1916 في ساحة “البرج” ببيروت.
واختير يوم 6أيار من قبل الحكومتين السورية واللبنانية عيداً للشهداء، إذ أن عدد الشهداء الذين أعدموا في هذا اليوم من عام 1916 هو الأكبر عدداً حيث بلغ 22 شهيداً.
2011 ال “سفربرلك الجديدة”
مع اختلاف العدو وقلة الناصر والمعين وتكالب الدول وكثرة السفاحين كانت حرب “الربيع العربي” على أعتاب هذه البلاد وعلقت مشانق لا تحصى وقاتل السوريين بكل ما يملكون من ضراوة وتاريخ رافضين العيش الذليل ومتمسكين بخط الأنبياء. فهذه البلاد مر على وجهها تتار ومغول وعثمانيون وفرنسيون وجنسيات لا تحصى هزمتهم جميعاً وما زالت تفتتح صباحات دمشق التي ثبت الله ساق عرشه في قاسيون حيث الراية التي ما زالت ترفرف مطبع كل شمس أن “ومن كل دم كل شهيد مداد”.
تابعنا عبر منصاتنا :
تيلجرام Aleppo News
تويتر Aleppo News
أنستغرام Aleppo News