أخبار حلب _ سوريا
خاص بأخبار حلب
بقلم: يزن العبودي
تجاوزت عمليات معركة طوفان الأقصى الـ 200 يوماً دون أن يتمكن الكيان الإسرائيلي من تحقيق أهداف عمليته العسكرية بالرغم من التدمير الممنهج الذي اعتمدته في القطاع وفرق الإمكانيات الكبير بين الطرفين سيما أن الكيان يحظى بالدعم الغربي الكامل وعلى كافة الأصعدة.
لكن الضربات الموجعة التي يتلقاها جيش الاحتلال من المقاومين، وضعت حكومة الاحتلال بموقف محرج، سيما الانقسامات التي تشهدها الحكومة نفسها، والضغط الداخلي الإسرائيلي لحل قضية الأسرى حيث احتشد عشرات الآلاف من الصهاينة مساء السبت 4 أيار مطالبين بالتوصل إلى اتفاق لإعادة الرهائن وذلك قبل استكمال محادثات وقف إطلاق النار.
علماً أن المفاوضات الغير مباشرة بين حماس والكيان تتم منذ أشهر عن طريق وسطاء بغية التوصل إلى هدنة في قطاع غزة، وآخر الجولات هي ما حصل مساء السبت حيث وصل إلى القاهرة وفد من حماس من أجل مناقشة الورقة المقترحة من الجانب الإسرائيلي للاتفاق في ظل رفض نتنياهو إرسال وفد إلى القاهرة لمواصلة المفاوضات بشأن صفقة تبادل الأسرى، وهذا يظهر تعنت نتنياهو وعدم اهتمامه بالأسرى ومطالب عائلاتهم ويتحدى العالم لمواصلة الحرب والإبادة الجماعية عن طريق التهديدات التي يقوم بها بعض المسؤولين الإسرائيليين وهذا ما نقلته إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصدر سياسي إسرائيلي “أن الجيش لن يوافق على إنهاء الحرب وسيدخل رفح سواء تحققت الهدنة أم لا”
إضافة إلى الممارسات الإسرائيلية الدولية التي تتواصل مع الدول الأوروبية بغية قمع إي نشاط سياسي أو قضائي يثبت المجازر التي قام بها جيش الكيان، وهذا ما شهدناه على أرض الواقع عندما قامت السلطات الفرنسية بتوقيف الدكتور “غسان أبو ستة” في مطار “شارل ديغول” بهدف ترحيله، وكانت الغاية منعه من الوصول إلى محكمة الجنايات الدولية للإدلاء بشهادته عن الجرائم الإسرائيلية المرتكبة في قطاع غزة.
أما على صعيد المقاومة فقد أشارت مصادر قيادية يوم السبت أن المفاوضات تواجه عقبات كبيرة بسبب رفض الاحتلال الإسرائيلي الالتزام بوقف إطلاق النار بصورة دائمة، وأن يتضمن الاتفاق نص صريح على وقف إطلاق النار.
وفي السياق ذاته أشارت تلك المصادر إلى أن الاتصالات دائمة بين قيادات المقاومة والمشاورات مستمرة مع الوسطاء للوصول الى اتفاق جاد وحقيقي، وبنفس الوقت جهوزية المقاومة للتصدي إلى أي عدوان جديد قد يشنه الجيش الإسرائيلي.
وبسبب تعثر المفاوضات تحاول بعض الأطراف الإشراف على المفاوضات وهذا ما أشارت إليه مصادر إعلامية حيث أفادت أن وفداً قطرياً ذهب للمشاركة في جولة المفاوضات بين حماس وإسرائيل، وما نقلته وكالة “رويترز” عن مصادر أمنية مصرية أن مدير وكالة الاستخبارات المركزية “CIA” الأمريكية “وليام بيرنز” وصل إلى القاهرة لحضور اجتماعات بشأن غزة.
علماً أن الموقف الأمريكي الذي يسعى لإنجاح المفاوضات لا ينبع من رغبة الولايات بحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني بالطرق السلمية أو التوصل إلى حل عادل بخصوص القضية الفلسطينية، وبدا ذلك واضحاً من الفيتو الأمريكي ضد مقترح جزائري للاعتراف بعضوية فلسطين كاملة في الأمم المتحدة وإنما ينبع من الضغط الداخلي الشعبي الذي ظهر بالاحتجاجات الشعبية التي شهدتها الجامعات الامريكية، في ظل جولات الانتخابات الأمريكية بين “جو بايدن” و”دونالد ترامب” وبعض الدول الأوربية، وسعي الولايات للحفاظ على مصالحها واستمرار سيطرتها في المنطقة التي قد تشهد تضرراً كبيراً في حال ذهبت المنطقة بأكملها إلى صراع وصدام حقيقي على كافة الأصعدة وقد تعيد توزيع خارطة المصالح الدولية.
الهزائم التي تعرض لها الاحتلال قد تدفع حكومته إلى القيام بمغامرات غير محسوبة النتائج؛ كأن تقوم بعملية عسكرية برية في رفح، أو التهديد بها كمحاولة للضغط على المقاومة وترهيب الدعم الشعبي للمقاومة.
وهنا تجدر الإشارة إلى نجاح المقاومة منذ عقود من الصراع في كسر هيبة جيش الكيان الإسرائيلي وقدرتها على فرض شروطها في أي عملية تفاوض وأنها الضامن الوحيد للحفاظ على حقوق الشعوب في المنطقة.
تابعنا عبر منصاتنا :
تيلجرام Aleppo News
تويتر Aleppo News
أنستغرام Aleppo News