أخبار حلب _ سوريا
عندما نقول كلمة “رصيف” فهذا يعني الابتعاد عن الخطر والموت بالتزام الرصيف، لكن هذا المعنى لا ينطبق على رصيف غزة أبداً ففي السياسة الأمريكية التزام الطريق هو أكثر أماناً من أرصفة الكيان، وما بين الرصيف المملوء بالقتل فإن خارطة الطريق ستفضي حتماً إلى تحرير تكمن مقومات الحياة ومسببات الموت.
رصيف غزة.. الخوف أولاً
كشفت وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” اليوم الأربعاء، أن الجيش الأمريكي أنجز بناء ميناء غزة العائم، لكن الأحوال الجوية الحالية لا تسمح بنقل المنشأة المكونة من جزأين، من ميناء “أشدود”، جنوب فلسطين المحتلة، وبشكل آمن إلى موقعها المحدد، أمام شواطئ غزة “لتسهيل عملية إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة”.
المعروف أن الميناء البحري الذي شيده الجيش الأمريكي بالقرب من شواطئ غزة، تم تفكيكه ونقله الى ميناء “أشدود”، بذريعة وجود الرياح العاتية والأمواج العالية التي تتسبب في ظروف غير آمنة للجنود العاملين على الرصيف، وفقاً لبيان وزارة الدفاع الأمريكية.
حلول خارج الصندوق أم خارج الميناء
من السذاجة القول بأن “دوافع إنسانية” تقف وراء بناء أمريكا لميناء على سواحل قطاع غزة؛ بكلفة 320 مليون دولا، لتوصيل المساعدات الإنسانية لأهالي غزة الجياع، بينما كان يمكن تخصيص هذا المبلغ لإرسال الغذاء والمساعدات لغزة وعبر معابر مع دول الجوار.
كما ان الحل الناجع لمأساة أهالي غزة، يكمن في وقف الإبادة الجماعية التي يتعرضون لها، وهي إبادة تُنفذ بسلاح أمريكي، وبدعم أمريكي، وبغطاء سياسي أمريكي.
الرصيف ومقومات البقاء
صحيح أن “بايدن” هو أول من أشار إلى تشييد ميناء عائم أمام غزة لتوصيل المساعدات الإنسانية إلى أهالي غزة، رغم أنه لا حاجة نهائياً إلى مثل هذا الميناء، ف “بايدن” يملك سلطة مطلقة على الكيان الإسرائيلي، ويمكنه باتصال هاتفي قصير أن يأمر نتنياهو بفتح جميع المعابر المغلقة، إلا أن فكرة الميناء هي فكرة “نتنياهو” بالأساس، لكن تلقفها “بايدن” في هذا الظرف الحساس لتحقيق عدة أهداف، وهي:
أولاً:
إن “بايدن” و”نتنياهو” يتعاملان مع الميناء على أنه بديل عن الأونروا، التي يُذكّر تواجدها العالم بقضية الشعب الفلسطيني، وحقوق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى أرضهم وبلدهم، وحذف “الأونروا” يعني حذف قضية اللاجئين من بعدها، الحقوقي والقانوني والانساني.
ثانياً:
تمهيد الأرضية لتهجير أهالي غزة، عبر الميناء، إلى خارج القطاع، لاسيما أن الميناء تم ربطه بميناء “لارنكا” في قبرص، وليس بأي دولة عربية.
ثالثاً:
شرعنه التواجد الأمريكي والإسرائيلي في قطاع غزة، تحت ذريعة إدارة الميناء، وبالتالي فرض واقع أمنى جديد في القطاع، وإنهاء السيادة الفلسطينية، وبالتالي تمهيد الأرضية لإعادة بناء المستوطنات الإسرائيلية في القطاع.
رابعاً:
بناء الميناء يمنح أمريكا والكيان فرصة ذهبية لنهب ثروات غزة الطبيعية التي تقدر بمليارات الدولارات، حيث تبلغ احتياطيات النفط والغاز في الأراضي الفلسطينية بنحو 1.5 مليار برميل من النفط الخام، و1.4 تريليون قدم مكعب من الغاز، وفقاً لما جاء في تقرير لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية.
ختاماً
قد تكون حسابات الحقل الأمريكي الإسرائيلي، “دقيقة”، من وجهة نظر “بايدن” و”نتنياهو”، إلا أن هذه “الدقة” لا تنطبق على حساب بيدر غزة، فهناك أرقام عادة ما يستصغرها الطغاة والجبابرة، مثل الإيمان والإرادة والشهادة والتضحية والتمسك بالأرض والدفاع عن العرض والمقدسات، واستصغار هذه الارقام، هي التي كانت وراء هزيمة أمريكا والكيان الإسرائيلي، في أكثر من مكان في العالم، وفي أكثر من منازلة مع الشعوب وفصائل المقاومة، وهذه الأرقام، تضخمت وبشكل كبير، بعد “طوفان الأقصى” وبشكل أذهل العالم، وهي التي ستأخذ، مع عواصف البحر المتوسط، ميناء “بايدن_ نتنياهو”، ومخططاتهما الفاشلة، وتنسفها نسفاً.
علماً أن هذا الميناء بتكلفته الباهظة هو عبارة عن قاعدة تجسس متقدمة المقاومة الفلسطينية تدرك ذلك جيداً والخيارات العسكرية مطروحة منذ فكرة الإنشاء لذلك تبدي أمريكا تخوفها وتضع حجج الأحوال الجوية الواهية.
تابعنا عبر منصاتنا :
تيلجرام Aleppo News
تويتر Aleppo News
أنستغرام Aleppo News