أخبار حلب _ سوريا
مسرحيةٌ مدروسة ونصوصٌ مفبركة، بطلها وكاتب السيناريو الخاص بها عجوز خرف يحكم أمريكا، ومجدداً يظهر “بايدن” على خشبة المسرح الأمريكي في مواجهة مؤيدين للكيان من حزبه، ظناً منه أن هذا الفصل سيشد نظر العالم، إذا مثّل الطرفان باحترافية، وذلك في قصةٍ عنوانها “وقف شحنات الأسلحة للكيان مؤقتاً”.
ففي حبكة نسجها “بايدن” جيداً بينه وبين مشرعي حزبه، وجه مشرعو حزبه ولأول مرة؛ انتقادات قاسية له بسبب وقف توريد السلاح للكيان ولفترة مؤقتة، على أن يربت المشرعون على كتفه ويعوضونه على تلك الإهانة بعد انتهاء العرض، فأن يتمّ انتقاد الخرف من داخل حزبه ومن مشرعين مؤيدين للكيان، يعني أن هناك خططاً قد رسمتها أمريكا جيداً قبل هذه الانتقادات.
ولزيادة الإثارة أو كما يقولون “الأكشن” في هذا المشهد خرجت المعارضة الداخلية للحزب ورشت البهارات على الانتقادات، حيث أرسل زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ والذي ينمتي للحزب الجمهوري، “ميتش ماكونيل”، ورئيس مجلس النواب والذي ينمتي للحزب الجمهوري أيضاً “مايك جونسون” رسالة إلى “بايدن” يوم الأربعاء يطالبان فيها بتفاصيل حول القرار بحلول نهاية الأسبوع.
ولكن لتصديق مسرحية “بايدن” التي يدعي بها وقف تسليح الكيان مؤقتاً، اختار وقتاً مميزاً وهو اللحظة التي بدأ الكيان بها في اجتياح رفح، وذلك بعدما ادّعى أنه والديمقراطيين قد بذلوا جهداً لمنع ذلك، ولكن هل تتحامق إسرائيل وتسير على هواها دون أوامر أمريكية؟!!
حيث قال “بايدن” يوم الأربعاء إنه إذا غزت إسرائيل مدينة غزة الجنوبية، فسوف يوقف جميع شحنات الأسلحة الهجومية – مثل قذائف المدفعية وقنابل الطائرات المقاتلة، وقد نقل مراسل موقع “أكسيوس”؛ “باراك رافيد” أن الإدارة منعت شحنات الذخيرة والقنابل التي تزن 500 رطل والقنابل التي تزن 2000 رطل.
وقد جاءت عدة تعليقات، هي بمثابة إضافة إشعال المتلقي الذي يراقب بصمت ليفهم، من مؤيدين أولهم النائب الديمقراطي الذي يلتقي مع “بايدن” بحزب واحد “ريتشي توريس”، الذي قال: “إن هذه الخطوة “تسخر من مصداقيتنا كحليف”، انتقادات أكثر حدة للرئيس في مقابلة قصيرة في الكابيتول هيل يوم الأربعاء”، معتبراً أن ذلك استرضاء لليسار المتطرف، وأن سياسات عام الانتخابات هي التي قادت ذلك.
ولتسليط الضوء أكثر على قرار “بايدن” تابع “توريس”: “أود أن يفعل الرئيس الصواب تجاه إسرائيل وأن يدرك أن اليسار المتطرف لا يمثل بقية البلاد”.
ولم يكن “توريس” وحيداً في هذه التعليقات، فقد قال الديمقراطي السيناتور “جون فيترما: “أنا لا أتفق بشدة مع هذا، علينا أن نقف مع حليفنا الرئيسي خلال كل هذا”، كما قال الديمقراطي النائب “لويس فرانكل”: “إن إسرائيل “محاطة بالخطر، وهم بحاجة إلى أدوات للدفاع عن أنفسهم” ويجب على الولايات المتحدة “الوفاء بالتزامنا” بإرسال الأسلحة”.
وغيرهم الكثير من الذين صرخوا بوجه “بايدن” أمام العالم، على وصمة العار التي فعلها تجاه طفلهم المدلل، والذين تحدثوا بلهجة قاسية مع زعيمهم، رغم تأييد بعض المشرعين لقراره، ولم لا؟! فهل يعقل أن تكون مسرحية، وجميع الممثلون بها ضد البطل، أو بالعامية “كلكم عالبطل؟!” لذلك كان لا بد من ترك البعض يجري مجرى “بايدن” خوفاً من أن تكون هذه المسرحية سبباً في خسارته الكرسي بدلاً من أن تكون منقذاً له، لأن معارضة الجميع له على العلن، يعني خسارته الأكيدة في الانتخابات.
إن كل أدوار “بايدن” في مسرحياته المختلفة، متشابه وإن كانت بحلّة مختلفة وكلام مغايرة، فهو لا يستطيع أن يقف ويأخذ دوراً، إلا دور الذي يريد مصالح الإنسانية، والذي يعمل لأجل الديمقراطية، إلا أنه في كل مرة كان هدفه الأول.. البقاء في السلطة.
تابعنا عبر منصاتنا :
تيلجرام Aleppo News
تويتر Aleppo News
أنستغرام Aleppo News