أخبار حلب _ سوريا
بعد سنوات من الدعاية والتنظير الأمريكي الكاذب الذي ظن أنه يخلق قطيعاً مسيساً يمشي وراء الجرس الصهيوني؛ يبدو أنه من الجدير بنا إعادة تصحيح المفاهيم وتوضيح المصطلحات المغشوشة والموجهة، فلم يخطر ببال أحد أن يكون هذا الجيل الذي أطلق عليه جيل الانترنت أو ما عرف ب “Gen. z” حراً ورافضاً للظلم.
حيث تحوّلت بلاد الحريات الموهومة إلى ساحات مظاهرات وقد بلغ عدد الجامعات التي أعلنت تضامنها مع فلسطين 44 جامعة ومنها “كولومبيا، نيويورك، اتلانتا، جورج تاون، ميشيغان، دالاس، بيركلي، فلوريدا، أوهايو، أريزونا، برينستون” وهم من أهم الجامعات الأمريكية وعلى مستوى العالم، وقد بدأت عدوى التظاهر لأجل فلسطين تغزو “school high” أو ما يعرف بالمدارس الثانوية الأمريكية وليس هذا فقط بل انتقلت العدوى إلى كبرى الشركات العالمية كشركة Google” Cloud” التي بدأ فيها الموظفون تظاهراتهم وردة فعلهم الإنسانية تجاه ما يحصل في غزة.
الشرارة الأولى كانت “جامعة كولومبيا” ووصلت إلى استراليا وكندا ودول أوروبا، لكن أهم ما يثير الانتباه في خبر التظاهرات في أمريكا هو أن هذه الأنظمة وخاصة “الإدارة الأمريكية” التي تبجحت بالحرية وأعلنت نفسها أمام البشرية بأنها راعية حقوق الإنسان والحريات والديمقراطيات وسفكت دماء ملايين الناس تحت هذه الحجة؛ عجزت عن تحمل بضعة طلاب في جامعة “كولومبيا” تجمعوا ليطالبوا الجامعة بسحب استثمارها من الكيان الإسرائيلي بسبب ما تفعله من مجازر في الفلسطينيين، بضعة طلاب جعلوا البيت الأبيض ونواب في الكونغرس الأمريكي وأعضاء في مجلس الشيوخ يستدعون الحرس الوطني لقمع الطلاب المتظاهرين ووضعهم في زنازين معدة لمن يطالب بالحرية والسبب واضح كقبة الصخرة وشمس فلسطين هو “المساس بالكيان”، حتى وصلت الأمور إلى الاعتداء على دكتورة جامعية تناهز الستبين عام اسمها “كارولين فوهلين” في جامعة “ايموري” في أتلانتا في بلاد “العم سام” حيث قامت الشرطة بقمعها بطريقة لم تحدث حتى لشخص إرهابي انتحاري فقط لأنها أعطت تصريحاً للإعلام بأنها تؤيد مطالب المتظاهرين.
الدولة العميقة.. دولة فوق القانون!
عندما يصل الأمر للكيان ف “مرحبا حرية” يتحول الأمر لعصابات إرهابية “معادية للسامية” حسبما قال “نتنياهو” في كذبته الجديدة على قطيعه وكي يجبر شخصيات مهمة لها وزنها بالتضامن مع هذه القضية التي تعتبر أكبر كذبة في التاريخ ما زالت قائمة منذ أكثر من 100 عام وما زال يقتل الأطفال والنساء وتنهب الثروات وتسرق البلاد تحت شعار كذبة “معاداة السامية”.
ما لا تعرفه عن كذبة “معاداة السامية”
تعني في معتقدهم أن كل إنسان لا يعتقد أن اليهود لهم حق في إنشاء وطن قومي في فلسطين وهذه بين قوسين (أفكار التلمود) فهو بنظرهم معادي للسامية ويحمل لليهود العداء والشر كما فعل النازيين بهم في ثلاثينيات القرن الماضي، ومن المفارقات العجيبة في فكرة “معاداة السامية” أن القائمين على هذه الفكرة أغلبيتهم ليسوا من الساميين، بل أن الساميين اليهود في فلسطين لا تزيد نسبتهم عن 7%.
أما الأغلبية فهم ليسوا من نسل “سام بن نوح” عليه السلام فأغلبية اليهود في فلسطين هم من نسل “حام بن نوح” وهم يهود “أشكناز” أتوا من ألمانيا وروسيا وشرق أوروبا أو من “الكوشين” الذين أتوا من الهند والصين وهم من نسل “حام بن نوح” أيضاً أو يهود “الفلاشة” الذين أتوا من الحبشة والتي هي اليوم “أثيوبيا” و “راوندا” و”السودان” وهم من نسل “يافث بن نوح”، فمن أين لهم الحق بالمناداة بفكرة معاداة السامية وهم أصلاً لا ينتمون إلى نسل “سام بن نوح”؟؟
إذاً فكرة “معاداة السامية” من قبل هؤلاء هي لفكرة واحدة وهي إعطاء بعد تاريخي لوجود اليهود في فلسطين فقط لا غير؛ فاليهود الشرقيين الموجودين أصلاً في فلسطين ويدعون “السفارديم” لا يشكلون كحد أقصى ربع اليهود الموجودين الآن في فلسطين، وتجدر الإشارة إلى أن اليهود “الأشكناز” القادمين من أوروبا ينظرون إلى “السفارديم” نظرة مليئة بالفوقية ولا يسلمونهم مناصب حساسة في الدفاع والخارجية وغيرها لأنهم لا يثقون كفاية بهم ولا يثقون بقدرتهم على حمل مشروع الصهيونية العالمية كما يجب لسبب بسيط وواضح وهو أن الرؤوس المديرة والمدبرة لمشروع الصهيونية العالمية هم أصلاً ليسوا يهود، بل هم بروتستانت إنجيليين وكي تتضح الصورة يجب أن تعلموا أنه مقابل كل 30 مسيحي انجيلي يوجد 1 يهودي فقط، فإسرائيل اليوم تمثل مصالح أنظمة وشركات ولوبيات صهيونية ليست يهودية أكثر مما تمثل مصالح اليهود في العالم.
“معاداة الظلم” وليست “معاداة السامية”
خلاصة القول في كذبة القرن أن كذبة “معاداة السامية” لا علاقة لها في الدين “مسلم، مسيحي، يهودي” ولا علاقة لها بالأعراق والسلالات وأكبر دليل هي هذه المظاهرات التي تجتاح الجامعات في أمريكا وانتشرت كالنار في الهشيم في باقي الدول؛ مسلمون ومسيحيون ويهود أيضاً والأبيض والأسود والحنطي أيضاً والكبير والصغير والرجال
والنساء أيضاً يجمعهم كلهم “معاداة الظلم” ولا شيء آخر سواه؛ الظلم الذي وصل مستواه في فلسطين وغزة لمستوى لا يمكن معه لفطرة بشرية أن تحتمله وتصمت دون أن تعبر عنه، لا الدين ولا اللون ولا الانتماء هم من أتوا بهؤلاء الناس للتظاهر فهذه “كلودين جاي” رئيسة جامعة “هارفارد” مسيحية وببشرة سوداء وقفت أمام الكونغرس ورفضت إدانة الطلاب المتظاهرين وأجبرها الكونغرس على تقديم استقالتها عقب هذا الموقف وعلى النقيض الآخر “نعمة شفيق” رئيسة جامعة “كولومبيا” مصرية و مسلمة وسامية أيضاً هي من اتصلت بالشرطة كي يعتقلوا المتظاهرين وعلى أثرها تم اعتقال أكثر من 100 متظاهر.
القضية قضية حق و باطل وفلسطين في المنتصف فالذي لا يستطيع تمييز الحق والباطل الآن فلن يستطيع طوال عمره اتخاذ موقف حق أو التمييز بعد اليوم.
الخلاصة
إذا كان الصهاينة يبحثون عن شعار يشبههم حقاً فليبحثوا عن شعار “معاداة الطوفان” الذي أذلهم وسيعيدهم إلى مكانهم الطبيعي “خارج فلسطين” كما فعل ابن نوح أثناء الطوفان حين ظن نفسه لوهلة أنه أذكى من أبيه فآوى إلى جبل “الجودي” فأخذه الطوفان نحو حتفه الأخير كما يفعل “طوفان الأقصى” اليوم حيث يؤسس لعصر زوال الصهيونية العالمية بكل لوبياتها ومن يقف خلفها.
تابعنا عبر منصاتنا :
تيلجرام Aleppo News
تويتر Aleppo News
أنستغرام Aleppo News