أخبار حلب _ سوريا
لا شك أن موقع مدينة حلب المميز جداً جعلها من أكثر مدن العالم عرضةً للصعوبات والأزمات التي شهدتها في الأعوام الماضية، كما أطلق عليها مهد الحضارات لجمال معالمها وشوارعها الجميلة، وحملت هذه المدينة الكبيرة سبع مفاتيح لسبعة أبواب هامة، حيث شكلت هذه الأبواب مراكز هامة لحماية حلب ولكل باب حكاية ومنهم “باب الفرج”.
يعد باب الفرج مركزاً لمدينة حلب، ويحتوي على باب من أبواب حلب القديمة يعود لعصر الملك “الظاهر غازي”، لكن مع الأسف تم هدمه عام “1904” ولم يتبقى منه سوى الطرف الجنوبي.
وسُمي بباب الفرج تفاؤلاً لما وجده الأهالي من الفرج بفتح الباب في زمن الملك “ظاهر غازي”، وكان يطلق عليه قبل ذلك باب العبارة لأنها على جانب مقبرة “الخراساني_تربة العبارة”، ويقال أن قبل ذلك سُمي بـ “باب الثعابين”، وقيل فيه أبيات شعر للشاعر “يوسف الدمشقي” نقيب أشراف حلب:
قل لمن رام النوى عن بلدة ضاق فيها ذرعه من حرجْ
علل النفس بسكنى حلب إن في الشهباء باب الفرج.
وارتبط الباب ببرجية ساعة أطلق عليها “بيغ بن” الشرق الأوسط وهي ساعة باب الفرج نسبة لاسم الباب وموقعه.
ساعة باب الفرج ليست كسائر ساعات العالم
هي ليست ساعة عادية فحسب؛ إنما منارة لحلب الشهباء يتميز هذا الصرح المعماري المميز موقعاً في الجمال ودقة البناء، حيث تم بناؤها
في زمن السلطان العثماني “عبد الحميد”، بإشراف المهندس السوري “بكري صدقي” ومهندس آخر فرنسي، وتحتوي الساعة على عدة جوانب كل منها يتضمن فتحة مدورة مع عقارب ليتمكن المارون معرفة التوقيت من كل الجهات.
وتجدر الإشارة إلى أن ساعة باب الفرج لم تسلم من أيادي الظلام منذ الأزل، حيث توقفت عن العمل خمسين عاماً، ولكن عادت للحياة عندما تم إعلان نصر سوريا على الإرهاب وتحرير حلب هذه المدينة الأكثر أهمية.
كما أفادت صحف سورية أنه عند صيانة الساعة وترميم برجها الداخلي، تم الكشف عن آثار تعود لأحقاب زمنية متفاوتة يمتد وقتها إلى 400 عام، وضمن الاكتشافات أيضاً كانت قناة “حيلان” وهي قناة رومانية هامة سابقاً.
ما هو الصرح الوطني الثقافي لباب الفرج؟
يتوسط باب الفرج صرح وطني ثقافي كبير؛ تم الإعلان عن تأسيسه عام “1924” بقرار صادر عن حكومة دمشق، وهو “دار الكتب الوطنية” أو ما يعرف بـ “المكتبة الوطنية”، حيث تضم هذه المكتبة العريقة قاعات للمطالعة، واستعارة الكتب والمحاضرات ومسرحاً تقام عليه الأمسيات الأدبية الوطنية الثقافية الشعرية الهامة.
ولكن لابد أن نذكر عن دار الكتب الوطنية وما تعرضت له من دمار وضرر وذات المصير الذي واجه الساعة، أثناء الازمة الإرهابية التي عاشتها بلدنا سوريا، ولكن بعد ذلك أبصرت الدار النور ضمن مبادرة وطنية من المهندسين المعماريين المختصين من أبناء حلب، وإشراف مديرها السابق الأستاذ “محمد أنمار حجازي”.
كما تشتهر منطقة “باب الفرج” في حلب بسوقها المتنوع الغني بخيرات حلب، كالتمور الفاخرة وزيت الزيتون، وصابون الغار الحلبي، والزعتر المميز والتوابل الحلبية والبن والمحامص.
واعتبر أهالي حلب هدم باب الفرج عام 1979، أكبر جريمة بحق هذه المدينة القديمة التي تمتد حضارتها لآلاف الأعوام، ويطلق عليها الكثير من البلدان حلب مهد الحضارات.
ختاماً، مهما شهدت مدينة حلب من ظلم وظلام وأزمات، لن تنل من عزيمة هذه المدينة العريقة الحاضنة لكافة الشعوب والأطياف وستبقى الشهباء حاضرة بكامل ألقها في سوريا قلب العروبة النابض.
تابعنا عبر منصاتنا :
تيلجرام Aleppo News
تويتر Aleppo News
أنستغرام Aleppo News