أخبار حلب _ سوريا
خاص بأخبار حلب
بقلم: يزن العبودي
شهدت الأيام القليلة الماضية تطورات كبيرة ومتسارعة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على الأصعدة الدبلوماسية والعسكرية والدولية أدت إلى فرض واقع جديد على مستوى الصراع في منطقة الشرق الأوسط ويحسب لصالح محور المقاومة.
مفاوضات معلقة دبلوماسيًا وضعف إسرائيلي سياسي
كادت أن تثمر المفاوضات الغير مباشرة التي تنعقد في القاهرة بين المقاومة والكيان الإسرائيلي عن الوصول إلى اتفاق جدي حول وقف إطلاق النار وتبادل الاسرى، لولا تعنت نتنياهو وحكومته ورفضهم لورقة الوسطاء والهجوم على مدينة رفح جنوبي القطاع واحتلالهم المعبر.
حيث قالت حماس أنها ستجري مشاورات مع قيادات فصائل المقاومة الفلسطينية من أجل إعادة النظر في استراتيجيتها التفاوضية، وأكدت في بيان نشر لها على وسائل إعلامية مساء الجمعة أن رفض إسرائيل مقترح الوسطاء من خلال ما وضعته من تعديلات عليه أعاد الأمور إلى المربع الأول.
وأن هجوم جيش الكيان على معبر رفح واحتلاله مباشرة بعد إعلان حماس موافقتها على مقترح الوسطاء يؤكد أن الاحتلال يتهرب من التوصل لاتفاق، حيث أن نتنياهو وحكومته المتطرفة يستخدمان المفاوضات غطاء للهجوم على معبر رفح ومواصلة حرب الإبادة.
ويوم الخميس 9 أيار صرح مصدر أمريكي لمصادر إعلامية أنه تقرر وقف المحادثات المنعقدة بالقاهرة بشأن وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى بسبب الوضع الحالي في رفح.
همجية عسكرية عدوانية وعجز ميداني
بدأ الجيش الإسرائيلي هجوماً على المناطق الشرقية في رفح يوم الاثنين الماضي واحتلت قواته الجانب الفلسطيني من المعبر بينما يواصل سيطرته عليه لليوم، ويمنع دخول المساعدات الغذائية والدوائية لجميع محافظات القطاع كما يمنع سفر المرضى والجرحى للعلاج ويواصل محاولاته التوغل في غزة.
وبذلك تكون قد ارتفعت حدة الاشتباكات من جديد حيث استخدم الكيان القصف الجوي والمدفعي على القطاع ومدينة رفح، مما دفع المقاومة إلى التصعيد من عملياتها ضد هذا العدوان الهمجي وعلى عدة جبهات فتقوم ولأول مرة منذ كانون الأول بقصف بئر السبع بدفعتين من الصواريخ كما نفذت سلسلة من العمليات ضد قوات الاحتلال في محاور توغلها برفح وفي كرم أبو سالم‘ والذي أسفر عن مقتل 4 جنود صهاينة، وهذه الضربة هي تأكيد من قبل المقاومة لأهالي القطاع أن محاولاتها إجبار الاحتلال على وقف إطلاق النار تأتي من موقع قوة وليس موقع استسلام أو تعب.
وفي السياق تحدثت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” في مقال لها عن الفشل الذي مني به الاحتلال بتحقيق هدفه المتمثل بالقضاء على حماس، وعجزها عن شن هجوم متزامن ضد حزب الله، وأشارت الصحيفة إلى “أن حماس لم تتمكن من البقاء وحسب بل أنها تبدو جريئة على نحو متزايد بشأن فرصها في ضمان عودتها إلى السلطة في غزة”
جبهة ملتهبة في الشمال
تزداد وتيرة عمليات المقاومة اللبنانية كماً ونوعاً على الجبهة الشمالية لفلسطين، وتشهد عمليات مركزة ومركبة من عدة هجمات كان آخرها العملية التي نفذت في مستوطنة المطلة يوم الجمعة 10 أيار التي أسفرت عن مقتل جنديين صهيونيين حسب مصادر إعلامية، حيث نجح حزب الله في تحدي سلاح الجو الإسرائيلي وإدخال مسيرات واستخدام صواريخ طويلة المدى مضادة للدبابات لضرب أهداف عسكرية في العمق الإسرائيلي، وتستهدف يوم السبت 11 أيار دشم وتحصينات وحامية موقع “راميا” الإسرائيلي عند الحدود مع فلسطين المحتلة وقاعدة “خربة ماعر” ومستوطنة “كريات شمونة” وثكنة “يفتاح” بصليات صاروخية وعلى فترات زمنية متفرقة.
وأفاد جنود الاحتياط الذين يخدمون على الحدود الشمالية أن حزب الله يراقبهم على مدار الساعة طوال الأسبوع ويبدو القلق لدى الكيان من الجبهة الشمالية واضحاً والذي عبر عنه رئيس قسم الأبحاث في مركز “ألما” الإسرائيلي للدراسات “تل بيري” بقوله “أن حزب الله يمتلك ترسانة صواريخ جيدة ومستعد للحرب”، وأضاف “حتى لو أبرمت الحكومة اتفاقاً دبلوماسياً فإنها ستؤجل فقط الحرب التي ستنشب عندما يختارها حزب الله وبشروطه حسب تقديره في موعد لا يتجاوز نهاية 2026”.
انتصارات وإنجازات غير مسبوقة دولياً
يظهر الموقف الأمريكي الداعم لإسرائيل بموقف المرتبك، بسبب الدعم الغير محدود لجيش الكيان، وصفقات الأسلحة التي استخدمها في قتل المدنيين وارتكاب مجازر جماعية، مما اضطر الجانب الأمريكي إلى تعليق مؤقت لصفقة أسلحة وقنابل كانت متجهة للكيان.
ويشير تقرير الخارجية الأمريكية الذي نشر مساء الجمعة أنه “من المعقول أن إسرائيل استخدمت أسلحة أمريكية بقطاع غزة في حالات تتعارض مع التزامها بالقانون الدولي”، ومع أن التقرير انتقد طريقة استخدام إسرائيل للأسلحة إلا أنه تحدث عن عدم وجود أدلة كافية عن انتهاكها القانون الدولي.
ويأتي التقرير بعد يوم من إقرار الرئيس الأمريكي “بايدن” أن القنابل الأمريكية تسببت بمقتل المدنيين في غزة.
و يتكلل الصمود الأسطوري للمقاومة بانتزاع اعتراف دولي بعضوية كاملة لفلسطين في منظمة الأمم المتحدة، بعد تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية ساحقة 143 صوت مساء السبت 11 أيار 2024 لصالح فلسطين؛ الأمر الذي دفع السفير الإسرائيلي “جلعاد أردان” لفقد أعصابه وتمزيق ميثاق الأمم المتحدة على منصة الجمعية.
تابعنا عبر منصاتنا :
تيلجرام Aleppo News
تويتر Aleppo News
أنستغرام Aleppo News