أخبار حلب _ سوريا
تحدث الأمين العام لحزب الله السيد “حسن نصر الله” خلال الذكرى الثامنة لاستشهاد القائد “مصطفى بدر الدين” عن الحرب الكونية التي شُنَّت على سوريا، والتي أُريد من خلالها أن تصبح سوريا في دائرة الأمريكيين، أو أن تغرق في حرب أهلية، مشدداً على أنّها “تجاوزت الحرب، وما زالت في موقعها، على الرغم من الحصار والأوضاع الصعبة”.
كما لفت إلى أن أحد أهم أهداف الحرب في سوريا هو خلق نظام مؤيد لأمريكا، أو أخذ البلاد إلى حرب أهلية لعشرات ولربما لسنوات عديدة جداً، مؤكداً أن هذا هو الأمريكي عندما يعجز عن السيطرة على قرار الدول يبدأ بالفتن.
وإضافةً إلى ذلك، أكد أن سوريا اليوم انتصرت عسكرياً وبقيت وما زالت في موقعها الاستراتيجي، وقال: أن “الرئيس الأسد أكد الرؤية الاستراتيجية لسوريا المقاومة في اجتماع حزبه الموسع منذ عدة أيام”، مشدداً على أن سوريا كانت و لا تزال في عصب هذا المحور، تحتضن المقاومة وتساندها لذلك ذهبنا للدفاع عن سوريا، فلكم أن تتخيلوا ما الذي كان سيحصل لو أن سوريا سقطت.
همجية الكيان في غزة
وقد جاء ذلك بعدما تحدث عن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، مبيناً أن من جملة أهداف المقاومة في القطاع هي إعادة إحياء القضية الفلسطينية والتذكير بحقوق الفلسطينيين، لافتاً إلى أن فلسطين اليوم تعد القضية الأولى في العالم والجميع يتحدث بمظلومية الشعب الفلسطيني.
كما نوّه بأن العدوان الهمجي على القطاع واستمرار صمود الفلسطينيين ومقاومتهم وضعا العالم أمام حقيقة أن ما يرتكبه الاحتلال في المنطقة يمكن أن يجرها إلى حرب إقليمية، والعالم مسؤول أن يجد حلاً لذلك، مشدداً على أن صورة “إسرائيل” في العالم اليوم هي أنها قاتلة الأطفال والنساء والمستكبرة على القوانين الدولية وعلى القيم الإنسانية والأخلاقية وعلى كل ما هو خير وصحيح وحسن في العالم.
تأييد العالم لغزة وفشل الكيان
وعن المظاهرات والاحتجاجات الطلابية في عدد كبير من الدول الأوروبية، والتي تحمل علم فلسطين، أشار إلى أنها أغضبت سلطات الاحتلال والإدارة الأمريكية، حيث قال: “إنه على الرغم من الأكاذيب “الإسرائيلية” هناك أكثر من 140 دولة تطالب بوقف العدوان على القطاع وبإعطاء عضوية كاملة لفلسطين.
وقد رأى بعد 8 أشهر من العدوان على القطاع، أن العدو الإسرائيلي عاجزاً عن استعادة المحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية والمستوطنين إلى محيط القطاع وفي الشمال أيضاً، كما أنه عاجز عن تأمين سفنه من الصواريخ القادمة من آلاف الكيلومترات بالتزامن مع تكبده خسائر استراتيجية لحقت بمختلف قطاعاته، مؤكداً أنّ أهمّ مشهد يعبّر عن صورة الانتصار للمقاومة هو رفع مندوب الاحتلال لدى الأمم المتحدة صورة القائد “يحيى السّنوار” في غزة.
وعن عمليات المقاومة في جنوب لبنان، أكد أنها ستبقى متواصلة وتصعد حسب معطيات الميدان، وأن هدفها هو الضغط على العدو الصهيوني واستنزافه من أجل وقف عدوانه على القطاع وتخفيف الضغط عنه في الوضع الميداني.
معالجة ملف النزوح السوري
وفي ختام خطابه، تحدث السيد عن ملف النزوح السوري، حيث أكد أنّ ثمة إجماعاً على معالجته، موضحاً أنّ اجتماع مجلس النواب اللبناني الأربعاء المقبل، هو “فرصة لتقديم طروحات عملية” من أجل هذا الملف، لافتاً إلى أنّ الكل يريد عودة النازحين السوريين، باستثناء بعض الجمعيات غير الحكومية، الأمر الذي يعني أنّ “العقبة أمام ذلك هي من الأمريكيين والأوروبيين”.
وفي هذا السياق، ذكّر بزيارته للسيد الرئيس “بشار الأسد”، قبل أعوام، بحيث شجّع عودة النازحين إلى القصير، مؤكداً أنّ “من كان يمنعهم من ذلك هو الجمعيات المموّلة من الأوروبيين”، منوهاً بأنه “لا مناص من التواصل مع الحكومة السورية من أجل عودة النازحين”، وأنه “لا بدّ من تشكيل وفد لزيارة دول، مثل الولايات المتحدة، من أجل إقناعها بعودتهم”، داعياً إلى “اتخاذ موقف وطني لبناني لفتح البحر أمام المغادرة الطوعية للنازحين السوريين نحو أوروبا”.
كما بيّن أنّ الغرب والأوروبيين “سيأتون إلى لبنان، ويدفعون 20 ملياراً بدلاً من مليار واحد”، عند اتخاذ قرار كهذا، مضيفاً أنه “عندما نكون أسياد أنفسنا، وعندما لا نكون عبيداً ونملك عناصر القوة، نستطيع أن نفرض شروطنا على العدو”، مشدداً على أنّ سوريا قادرة على استعادة عافيتها خلال أعوام إذا أُلغيت العقوبات المفروضة عليها.