أخبار حلب _ سوريا
يقول المثل الدارج ” من يوم رخصت العبي والعكل كثروا الشيوخ”؛ وانطلاقاً من ذلك سعى الاحتلال الأمريكي وأداته ميليشيا “قسد” للتقليل من أهمية دور شيوخ ووجهاء العشائر في منطقة الجزيرة السورية، والنيل من مواقفهم الوطنية المتمسكة بوحدة وسلامة التراب السوري والرفض المطلق لتواجد الاحتلال الأمريكي وفرض ميليشيا “قسد ” كسلطة أمر واقع في منطقة الجزيرة السورية.
حيث عمدت إلى استهداف واغتيال العديد من شيوخ العشائر وملاحقة الكثير منهم بالتوازي مع فرض أشخاص لم ولن يكونوا يوماً من أهل المشيخة العشائرية، وتنصيبهم كشيوخ ووجهاء يساعدونهم في تنفيذ أجندتهم في منطقة الجزيرة التي تقوم على تقسيم الأرض، و نهب الثروات من قمح ونفط وغاز وآثار، وجنّدت الكثير من الصفحات على وسائل التواصل الاجتماعي التي تحاول تلميع صورة هؤلاء “الرخصاء” الذين باعوا وطنهم وأرضهم وارتضوا أن يكونوا تابعين للاحتلال والميليشيا، ويأتمرون بأمره ويتلقون التعليمات والأوامر من متزعمي الميليشيا من إرهابيي جبال قنديل المشبعين بالحقد العرقي.
لكن ذلك كله لم يجدِ نفعاً في التأثير على أبناء العشائر الذين يتداولون مثلاً آخر يتردد منذ مئات السنين يقول: “الشيخة مو بالعباية والعكال الشيخة قول وأفعال”، لذلك ظل الكثير من أبناء العشائر متمسكين بوطنهم وقيمهم وعاداتهم وتقاليدهم ورافضين لكل ممارسات ميليشيا قسد المدفوعة من قبل الاحتلال لبث الخراب والتفرقة بين أبناء الوطن الواحد ونشر ثقافة لا تنتمي لثقافة الشعب السوري عموماً وأبناء العشائر بصورة خاصة.
هذه الثقافة التي تدعو قبل كل شيء لنبذ الانتماء الوطني، والترويج لأفكار الاحتلال المشوهة والملوثة التي تهدف للنيل من الهوية والدين والأخلاق، وتعمد إلى بث الموبقات وترويج المخدرات.
فكانت المقاومة العشائرية شرسة للغاية في الدفاع عن أرض الوطن، والحفاظ على قيم وأخلاق توارثتها أجيال وأجيال، حيث تصاعدت خلال الأشهر الأخيرة استهدافات أبناء العشائر التي طالت معظم نقاط وحواجز ومقار ميليشيا قسد لتتناغم مع ضربات المقاومة الإسلامية في العراق؛ التي أنهكت بضرباتها المباركة قواعد الاحتلال الأمريكي المنتشرة في كل من دير الزور والحسكة، وامتدت بصورة عظيمة لتصل ضرباتها المباركة الى أرض فلسطين المحتلة دفاعاً عن أهل غزة العزة التي أذهلت العالم بصمودها.
عمليات أبناء العشائر أخذت في الآونة الأخيرة منحى متصاعداً وأكثر تنظيماً على صعيد اختيار الأهداف، وتوقيت العمليات ونوعية السلاح المستخدم والأشخاص المستهدفين الأمر الذي أوجع الاحتلال الأمريكي وميليشيا قسد، وجعلها تتخبط بصورة كبيرة وتتخذ ردود فعل متسرعة وترتكب المزيد من الحماقات، فتارة يعمد الاحتلال إلى تكثيف تحليق طائراته الحربية في سماء المنطقة وخرق جدار الصوت، وتشن قسد عمليات دهم واعتقال عشوائية في المدن والبلدات التي يتم فيها استهداف نقاطها وحواجزها وعناصرها، وتارة تعلن عن فرض حظر للتجول وتقوم بمصادرة الدراجات النارية وقطع الطرقات ومنع مرور الآليات في العديد من الشوارع والطرقات العامة، وتارة تستهدف منازل الأهالي القاطنين في البلدات والمدن الواقعة على الضفة الغربية من نهر الفرات ولاسيما مدينة الميادين بريف دير الزور الشرقي التي تم استهدافها بالكثير من القذائف التي تسببت باستشهاد وإصابة العشرات من المواطنين الآمنين، وتارة تقوم باستهداف محطات المياه ومحركات مشاريع الري الزراعي والمحاصيل الزراعية بهدف إلحاق الضرر بالمناطق الواقعة تحت سيطرة الدولة السورية.
كل هذه الممارسات وغيرها تثبت مدى الألم والإرباك الذي تحدثه ضربات المقاومة الإسلامية في العراق التي تستهدف قواعد الاحتلال، وعمليات العشائر التي تطال جميع مفاصل ومصالح ميليشيا قسد الذين يجب أن يدركوا هم ومن يدور في فلكهم أو يتعاون معه أن الجزيرة هي سورية الانتماء والهوية، وأبناؤها الأصلاء سيظلون متمسكين بوطنهم وترابه و متجذرين في أرضهم؛ أرض الجزيرة السورية التي يشهد التاريخ أنها لفظت جميع المحتلين وطردت كل الغزاة ودفعت بالخونة والمتعاملين مع الأجنبي إلى مزابل التاريخ، وأن العباءة العربية لا تشكل عزاً أو جاهاً إلا لمن يرتديها وفي رأسه نخوة عشائرية وفي قلبه وعقله انتماء لوطنه، وطالما كانت العباءة الاصيلة متكاتفة مع بندقية المقاومة فإن الاحتلال وأعوانه إلى زوال.
تابعنا عبر منصاتنا :
تيلجرام Aleppo News
تويتر Aleppo News
أنستغرام Aleppo News