أخبار حلب _ سوريا
يتميز حيّ “الألمه جي” في حلب بتكوينه العمرانيّ الفريد والمميز، كغيره من الأحياء القديمة والتراثية المتمثلة بالدّور العربية المتداخلة، بالإضافة إلى حمامه “حمام الألمه جي” الأكثر شهرةً فيهِ، وتعود كلمة “الألمه جي” لمصطلحٍ تركيّ يعني “بائع التفاح” أو “التفاحي” وذلكَ نسبةً لمالك أرض الحي والتي كانت بستاناً خارج أسوار مدينة حلب.
الموقع والآثار العمرانية
ويقع هذا الحيّ بين منطقة “تراب الغرباء” وزقاق “الماوردي”، ويحده قبلةً “تراب الغرباء”، وشرقاً حي “الماوردي” وأما شمالاً حيّ “أقيول” و”كوجك كلاسة”، وأما من جهة الغرب “قسطل المشط ” و”الشرعوس”، وهو حيٌّ ذاخرٌ بالآثار القديمة والمباني التاريخية التي تعود لمئات السنين.
وإضافةً لذلك، يوجد به “جامع الميداني” والذي يعد من أبرز آثاره وأقدمها وهو من أكبر جوامع الحي، وهو جامع واسعٌ معمور يوجد في دهليزه مدفن فيه مزار، وباني هذا الجامع هو “حسين بن محمد الحلبي” الشهير “بابن البابي” كان قد وقف على جامعه هذا أوقافاً جليلة وعمر له حوضاً في داخله وآخر على بابه.
كما أن في الحيّ آثار خالدة، منها “حمام الألمه جي” الذي يقع اتجاه مسجد “الفرا” وحالياً قد تحول الحمام إلى محل للنجارة، ويوجد فيه أربعةُ قساطل وهي:
1_ قسطل الميداني.
2_ قسطل “البازرباشي”
3_قسطل “الفرا”
4_وقسطل “الفتال”.
ويعتبر حي “الألمه جي” صلة الوصل بين المنطقة الشرقية لمدينة حلب والمنطقة الواقعة خلف الجامع الكبير وتسمى “المدينة”، لذلك كان الشارع هو الطريق المختصر للراغبين بالوصول إلى هدفهم، علاوةً على ذلك فإنّ معظم البيوت العربية في الحي هي بيوت كبيرة وتحوي عدد كبير من الغرف، وتشكل هذه الدور الشكل التقليدي للبيت العربي.
مميزات حيّ “الألمه جي”
ولعلّ ما يميز الحي، أنه يضم كافة النشاطات التجارية، إلا أن التوسع الكبير لحلب وأحيائها، وتوفر السلع فيها جعل الناس يحصلون على حاجياتهم دون اللجوء إلى الذهاب إلى وراء الجامع “المدينة” لشرائها، فأصبح يوجد في كل حي ” بائع البهارات والعطارة، والألبان، والبشكير، وغيرها، لذلك قل زائرو الحي ومنهم من كان قد نسيه.
وتجدر الإشارة إلى أنه قد سكن الحي العديد من العائلات الحلبية المرموقة، وكان من بينهم عائلات تعود جذورها إلى الاقطاعية، ومع مطلع الستينات غادرت معظم عائلات الحي إلى مناطق أخرى، وقد تسببت هذه الهجرة للقاطنين لأن يتعرض الحي للهدم في معظم أجزائه أكثر من مرة، ومن أهم العائلات العريقة والشهيرة التي كانت قاطنة فيه: “آل شبارق” و”آل عبه جي” و”آل كتخدا”، و”آل أبو قوس” (سالم) ومنهم: الشاعر عمر والكاتب القصصي علي والكاتب الصحفي عبد الرحمن و المطرب الشهير صباح أبو قوس المعروف “صباح فخري”.
ومع هذه المميزات؛ تميّز الحيّ بالطقوس النصرانية، وذلك بسبب وجود الكنيسة فيه، والتي تلعب دوراً مهماً في ذلك، ولم يكن أحد يدرك أن هناك طائفتان “الإسلام والمسحية” تعيشان مع بعضهما ضمنَ حيٍّ واحد بسبب التعايش المشترك، ومحبة الأهالي لبعضهم البعض.
تابعنا عبر منصاتنا :
تيلجرام Aleppo News
تويتر Aleppo News
أنستغرام Aleppo News