أخبار حلب _ سوريا
خاص بأخبار حلب
بقلم: يزن العبودي
يستمر جيش الكيان الصهيوني وعلى مدار قرابة ال 8 أشهر في جرائمه الوحشية وممارسته العدوانية تجاه الشعب الفلسطيني في غزة مستمداً جرأته من الدعم الأمريكي على الصعيد العسكري والدولي، وفي ظل الانتهاكات المستمرة وغياب المواقف الجريئة على الصعيد العربي والإسلامي يبرز دور محور المقاومة في التصدي للمشاريع الغربية وقتاله المستميت دفاعاً عن الحقوق المغتصبة واستعادة الكرامة العربية.
وفي كلمة ألقاها السيد الرئيس “بشار الأسد” خلال الاجتماع الموسع للجنة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي تناول فيها موقع سوريا وتموضعها في الإقليم ودورها الراسخ في دعم كل أشكال المقاومة، و ازدواجية الولايات المتحدة ومن خلفها بعض الدول الأوربية في القضايا العالمية وتحرك الخونة لمحاسبة سوريا داخل الكونغرس الأمريكي وموقف الميليشيات والفصائل المسلحة التي قاتلت داخل سوريا من الإبادة الإسرائيلية للشعب الفلسطيني بقوله “لم نرى الخونة يذهبون كالقطعان إلى الكونغرس لكي يطالبوا بقانون لمحاسبة إسرائيل، هم ذهبوا كالقطعان من أجل قانون محاسبة سوريا ولم نسمع بثيران الثورة أنهم أطلقوا صاروخاً واحداً من أجل كرامة غزة، أو تصريحاً، أو تظاهرة مع لافتات دعماً لها، كل ما يحصل يثبت ما قلناه منذ الأيام الأولى للحرب على سوريا، القضية هي قضية عمالة وخيانة”.
صمود سوري راسخ ودعم غير محدود
كما أكد السيد الرئيس على أن موقف سوريا ثابت تجاه القضية الفلسطينية منذ عام 1948 لكن الجملة الأكثر وضوحاً هي قوله بأن “سوريا بكل الظروف التي مرت بها تاريخياً من انقلابات وحروب واستقرار وغيرها، لا يجرؤ مسؤول في سوريا على التنازل تجاه القضية الفلسطينية”.
وبذلك ربط موقفه الثابت بالتاريخ السوري وبزعماء سوريا عبر الحقب ليغلق الباب تماماً على أية محاولات وضغوط قد تسعى إلى تجريب تليين موقف سوريا وابتزازها ويذهب في صلابة موقفه إلى الحد الأقصى بالقول “طالما أن الوضع لم يتغير والحقوق لم تعد لا للفلسطينيين ولا للسوريين، لا شيء يبدل موقفنا أو يزيحه مقدار شعرة، وكل ما يمكن لنا أن نقدمه ضمن إمكانياتنا للفلسطينيين أو لأي مقاوم ضد الكيان الصهيوني سنقوم به دون أي تردد، وموقفنا من المقاومة وتموضعنا بالنسبة لها كمفهوم أو كممارسة لن يتبدل، بالعكس هو يزداد رسوخاً لأن الأحداث تثبت أن من لا يمتلك قراره لا أمل له بالمستقبل ومن لا يمتلك القوة لا قيمة له في هذا العالم” الجدير بالذكر ان هذه المواقف تأتي بعد حرب طاحنة على سوريا وفي ظل حصار خانق أمل البعض أن يكون لنتائجه تأثير في الموقف السوري وهذا ما أشار إليه السيد “حسن نصر الله” بقوله “اليوم عندما نجد سوريا تجاوزت هذه الحرب الكونية، تصوروا لو كانت النتائج مختلفة، وحصل 7 أكتوبر، ماذا يمكن أن يكون حال المقاومة في لبنان وكل جبهات الإسناد لغزة وفلسطين”.
معادلات تفرض وتنسيق عالي
أطل السيد “حسن نصر الله” منذ عدة أيام على شاشات التلفزة ليتناول الوضع الراهن لعمليات المقاومة اللبنانية واستمرارها بتقديم كل أشكال الدعم للمقاومين في غزة، والنجاحات التي تحققها ميدانياً وانعكاساتها على الصعيد الدولي كالنجاح في إعادة احياء القضية الفلسطينية والتذكير بحقوق الشعب الفلسطيني، ومطالبة 140 دولة في الأمم المتحدة بوقف العدوان على غزة، وتظاهرات واحتجاجات طلابية في عدد كبير من الدول الاوربية حاملة العلم الفلسطيني، والنجاح بإظهار العجز والفشل الإسرائيلي منذ 8 أشهر عن حماية مستوطناته وسفنه في البحر الأحمر والمتوسط وعن حماية كيانه من صواريخ ومسيرات اتية من عشرات الكيلومترات، واستعانته بالآلة العسكرية الامريكية لحمايته، وأشار إلى ذلك بقوله “أن الصهاينة يقولون ان إصرار نتنياهو على مواصلة الحرب يجرنا الى الهاوية هم علقوا في غزة لا يستطيعون البقاء ولا يستطيعون الانسحاب”.
وفي سياق استمرار الدعم للمقاومة الفلسطينية قال “إن الجبهة اللبنانية تفرض معادلات في الميدان ونحن جبهة إسناد لغزة، ومهما كانت التضحيات فإن هذه المعركة تاريخية وتصنع الإنجاز التاريخي والحقيقي، وجبهة الإسناد مستمرة كماً ونوعاً وتفرض معادلات مع جبهة غزة هو أمر قاطع”.
وفي السياق بحث الأمين العام لحزب الله مع وفد قيادي من حركة حماس منذ عدة أيام الأحداث والتطورات القائمة في قطاع غزة خصوصاً وفلسطين المحتلة عموماً وتم التأكيد على وحدة المواقف ومواصلة بذل كل الجهود الميدانية والسياسية والشعبية من أجل تحقيق الأهداف التي سعى لها طوفان الأقصى.
عمليات متصاعدة وجبهات مفتوحة
شهدت عمليات المقاومة في الآونة الأخيرة تحولاً نوعياً من حيث الكم والدقة والتقنيات المستخدمة على الجبهتين الشمالية لفلسطين وفي القطاع.
فشمالاً تستهدف المقاومة اللبنانية مواقع وتحصينات جيش الاحتلال بالمسيرات والأسلحة المناسبة، وكان أبرزها استهداف موقع المنطاد التجسسي الضخم قرب طبريا بطائرة انتحارية ملحقة به أضرار جسيمة وعلق الإعلام الإسرائيلي على هذا الهجوم بأنه “فشل إسرائيلي خطير” كون المنطاد كان من المفترض أن يستخدم كأداة إنذار لسلاح الجو، واستهداف موقع المطلة وحاميته وآلياته يوم الجمعة 17 أيار عبر مسيرة هجومية مسلحة بصواريخ من طراز “ss”، وتشير وسائل إعلام إسرائيلية في هذا الصدد “أن حزب الله يستخدم وللمرة الاولى منذ بداية العدوان على غزة مسيرة مسلحة بصواريخ جو أرض” وفي صباح السبت 18 أيار تعلن المقاومة اللبنانية عن 5 عمليات 4 منها استهدفت فيها تجهيزات تجسسية للاحتلال الإسرائيلي.
وفي إطار قطاع غزة تواصل المقاومة الفلسطينية تصديها لقوات جيش الاحتلال الإسرائيلي في مختلف محاور القتال ولاسيما في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة وجباليا، حيث تصطاد جنود الاحتلال وآلياتهم وتخوض اشتباكات ضارية معهم من مسافات قريبة، وأعلنت كتائب الشهيد “عزالدين القسام” الجناح العسكري لحركة حماس يوم السبت 18 أيار أنها أجهزت على 15 جندي إسرائيلي بعد أن اشتبكوا معهم من المسافة صفر وأعلنت أيضاً عن استهداف دبابة إسرائيلية من نوع ميركافا 4.
بحر يمني أحمر ومرحلة جديدة
منذ بداية العدوان ظهر الموقف اليمني بقوة على الساحة الإقليمية كشريك فعلي لمحور المقاومة في الضغط على الكيان الصهيوني وداعميه قدر الإمكان لإيقاف العدوان الهمجي على الفلسطينيين وفي هذا السياق أشار السيد الحوثي إلى العمليات التي قامت بها القوات اليمنية وتصل لأكثر من 40 عملية ضد العدو الصهيوني ب 211 صاروخاً ومسيرات باتجاه البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي، وإلى الاستمرار بتقديم الدعم الكامل للقضية الفلسطينية والإعلان عن مرحلة جديدة ضد الكيان الصهيوني وداعميه؛ التي تشير إلى إمكانية إحداث تغير جيو سياسي على مستوى المنطقة وقد نشهد ملامحها في الأيام القادمة.
دور غائب وخطوات خجولة
يتجلى الموقف العربي الرسمي واضحاً من خلال القمة التي عقدت في المنامة بدورتها العادية ال 33 والتوصيات التي صدرت عنها والتي لم ترقى لحجم الحدث الحاصل في المنطقة أو لحجم المعاناة التي يشهدها أهالي قطاع غزة، حيث دعت القمة في اختتام أعمالها إلى وقف الحرب ونشر قوات حماية وحفظ سلام أممية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ورفض تهجير الشعب الفلسطيني
ختاماً
بات واضحاً للجميع وعلى مر التاريخ أن النصر لا يمكن أن يتحقق فقط بالمطالبات والتوصيات بل يحتاج إلى مواقف جريئة وإنجازات ميدانية وإرادة صلبة ودعم شعبي واسع، وهذا ما يبدو واضحاً وجلياً لدى محور المقاومة، واستعداده التام لأي تطورات ميدانية ترقى إلى المستوى الإقليمي؛ خاصة في ظل الإجرام الصهيوني وصمت هيئات ومنظمات الأمم المتحدة.
تابعنا عبر منصاتنا :
تيلجرام Aleppo News
تويتر Aleppo News
أنستغرام Aleppo News