أخبار حلب _ سوريا
مواقف غريبة بدأت تتكرر خلال السنوات القليلة الماضية في نهاية العام الدراسي وهي عندما يقوم طلاب بعض المدارس بتمزيق كتبهم ودفاترهم ورميها أمام مدارسهم، والخوف من توسع هذه الظاهرة عاماً بعد عام، كتقليد ربما لا يعي أطفالنا ومراهقونا انعكاساته على مستقبلهم ومستقبل وطنهم.
حيث نجد من يعلل ذلك بظاهرة التسابق والمنافسة الشديدة للحصول على أعلى العلامات الدراسية في نهاية العام الدراسي، والتي أصبحت تشكل عبئاً نفسياً على الطلاب، حيث يواجهون ضغوطاً كبيرة لتحقيق التفوق والتميز، ويصاحب هذا الضغط ارتفاع مستويات القلق والإجهاد لديهم، ما قد يؤثر سلباً على صحتهم النفسية وربما العقلية، لتترجم كردود فعل عند بعضهم بطرق سلبية، ومنها ظاهرة” تمزيق الكتب والدفاتر” بعد الانتهاء من العام الدراسي.
وفي تفاصيل أسباب هذه الظاهرة كشفت الاختصاصية النفسية الدكتورة “رغدة عطا الله”، أن هذا السلوك غير المرغوب فيه تحدٍ لعملية التعليم، ألا أنه حتماً هناك عدة احتمالات له، وفق رأيها، فمنها ما يعود للإجهاد العاطفي والنفسي، اللامبالاة، أو حتى الرغبة في الانتقام، منوهة إلى أن هذا السلوك يمكن أن يكون انعكاساً لمشاعر سلبية مثل الغضب، الإحباط، أو الضغط النفسي، لافتة إلى أنه بتعزيز الوعي العاطفي وتوجيه الأفراد نحو استخدام وسائل أخرى للتعبير عن مشاعرهم، يمكن أن يساعد في التقليل من سلبية هذا السلوك، بالإضافة إلى ذلك يمكن للدراسات البحثية تحليل أنماط السلوك وعوامل الدافع والعواطف التي تقف وراء تمزيق الكتب بعد الانتهاء منها، وبناء على هذه النتائج، يمكن اتخاذ تدابير تربوية وتوجيهية للتصدي لهذه الظاهرة وتحفيز الأفراد على الاحتفاظ بكتبهم والعناية بها.
وفي السياق ذاته بينت “عطا الله” أنه من التدابير التي يمكن اتخاذها للتصدي لظاهرة تمزيق الكتب بعد الانتهاء منها، وحسبما أكدته بالدرجة الأولى توعية الطلاب، إذ يجب توعيتهم بأهمية الاحتفاظ بالكتب والعناية بها كوسيلة لنقل المعرفة والحفاظ على الموروث الثقافي، وكذلك تشجيع القراءة، من خلال إقامة فعاليات تحفيزية ومسابقات قراءة لدعم ثقافة القراءة وزيادة الاهتمام بالكتب، وثالثاً يمكن توجيه العواطف، عن طريق تعزيز الوعي العاطفي وتقديم وسائل أخرى للتعبير عن المشاعر السلبية والتحفيز على استخدامها بشكل إيجابي، وهناك أيضاً تحليل السلوك، لفهم الدوافع والعوامل التي تقف وراء تمزيق الكتب واتخاذ الإجراءات اللازمة بناءً على النتائج، هذا إضافة إلى التعاون بين المؤسسات التعليمية والأهل والمجتمع لوضع خطط وبرامج للتصدي لهذه الظاهرة بشكل شامل وفعال.
ختاماً السؤال الذي يطرح نفسه، هل يمكن أن يكون السبب في تمزيق الكتب الدراسية هو الفرح بقدوم العطلة الصيفية؟ تجيب “عطا الله” ممكن أن يشعر الطلاب بالحماس والفرح بانتهاء التحصيل الدراسي، فيعبرون عن ذلك بشكل سلبي، لكن يمكن للخبراء التربويين والنفسيين مساعدة الطلاب في التعبير عن مشاعرهم بطرق إيجابية وبناءة، وتوجيههم نحو استخدام وسائل أخرى للاحتفال بنهاية العام الدراسي بدلاً من تمزيق الكتب.
الجدير بالذكر بحسب ما أوضحت الأخصائية “عطا الله” أن من أهم الوسائل التي يمكن أن يعبر بها الطلاب عن سعادتهم بطرق إيجابية من خلال احتفالية صغيرة، بتنظيم حفلة صغيرة تتضمن الأصدقاء والعائلة، ويمكن أيضاً من خلال رحلة ميدانية إلى مكان مميز أو تنظيم رحلة ترفيهية بمساعدة المعلمين، أو أنشطة خارجية، مثل الرياضة والتنزه في الهواء الطلق، كذلك يمكن عقد جلسة تقدير لتبادل الآراء بين المعلمين والطلاب بالإيجابيات أو السلبيات، إضافة إلى مسابقات و ألعاب ترفيهية لإضفاء جو من المرح والاحتفال.
تابعنا عبر منصاتنا :
تيلجرام Aleppo News
تويتر Aleppo News
أنستغرام Aleppo News