أخبار حلب _ سوريا
أوضح استشاري الجراحة العصبية وجراحة أورام الدماغ الدكتور “باسل الرمحين” في دمشق، أن الفريق الطبي الذي ترأسه نجح في إعادة القدرة على المشي والنطق لطفلة بعمر سبع سنوات من خلال إجراء عملية جراحية ضمن الخطة العلاجية التي وضعت لمعالجتها من مرض نادر جداً، يدعى “مويا مويا”، وهو اضطراب في الأوعية الدموية يسبب انسداد الشريان السباتي في الجمجمة أو تضيقه.
وإضافةً لذلك، بين “الرمحين” أن المريضة راجعت بقصة ضعف في الطرفين العلوي والسفلي الأيمن، وكانت غير قادرة على المشي تماماً ولا النطق منذ ثلاثة أشهر، بعد حدوث نقص تروية للدماغ مع احتشاء دماغي في منطقة المحفظة الداخلية، حيث كانت الطفلة قد تعرضت لعدة نوبات لنقص التروية الدماغية أصابت الطرف الأيسر العلوي والسفلي خلال السنتين السابقتين.
وفي هذا السياق أشار إلى أن أجراء صورة رنين مغناطيسي للدماغ والشرايين والأوردة مع حقن مادة ظليلة وتخطيط للدماغ إضافة إلى تحاليل مخبرية شاملة أثبتت تشخيص إصابة الطفلة بمرض “مويا مويا”، وهو مرض نادر جداً يصيب العرق الصيني والياباني، حيث أظهر الرنين المغناطيسي وجود علامات شعاعية مميزة لهذا المرض وحدوث انسداد في الشريان السباتي الداخلي المغذي للدماغ بالجهتين.
وبالمثل لفت إلى أنه تم إجراء مفاغرة شريانية غير مباشرة من شريان فروة الرأس وزرعها على سطح الدماغ، حيث تم إجراء عمليتين جراحيتين بفاصل ستة أشهر استغرقت كل عملية نحو عشر ساعات، واحدة على الجهة اليسرى والأخرى على الجهة اليمنى من الدماغ، لافتاً إلى أن الطفلة بعد ستة أشهر من الجراحة الثانية أصبحت قادرة على المشي والتعبير والتفاعل وهي حالياً تخضع لعلاج فيزيائي.
وقد ضم الفريق الطبي الذي أجرى الجراحة اضافة للدكتور “الرمحين” الدكتور اختصاصي في الجراحة العصبية “أحمد محرز” والممرضة “ياسمين فرج”، وشخص الحالة وتابعها بعد العمل الجراحي استشاري الأمراض الداخلية العصبية وأستاذ الأمراض العصبية بمشفى المواساة بدمشق الدكتور “محمد شحادة آغا”.
وحول تشخيص مرض “مويا مويا” محلياً نوّه بأنه لا يزال عدد الحالات التي شخصت بسورية قليلاً جداً، مشيراً الى أن العمل الجراحي الذي أجري بدمشق يعتبر الإنجاز الأول من نوعه من خلال المعالجة بأحدث الطرق العالمية التي تقدم بمراكز متخصصة بدول أجنبية، نظراً للعناية التي يتطلب تقديمها للمريض قبل وبعد الجراحة.
كما أكد أن المرض يصيب الأطفال والكبار، ولكل فئة عمرية طرق معالجة مختلفة، موضحاً أنه يجري العمل حالياً لتوثيق إنجاز الفريق السوري لجهة نوعية العمل الجراحي في علاج هذا المرض بإحدى المجلات الطبية المتخصصة المحكمة دولياً، ولاسيما أن نسبة الشفاء والعودة للحياة الطبيعية التي حققت للطفلة تقارب نسب الشفاء المسجلة عالمياً وهي 80 بالمئة مع تحسن أكبر بمواصلة العلاج الفيزيائي.
تابعنا عبر منصاتنا :
تيلجرام Aleppo News
تويتر Aleppo News
أنستغرام Aleppo News