أخبار حلب _ سوريا
خاص بأخبار حلب
بقلم: أديب رضوان
يواصل الجيش اليمني تطوير قدرات ردعه في مواجهة الأساطيل الأمريكية والبريطانية في البحر الأحمر نصرة لقطاع غزة؛ ليسجل مؤخراً جرأة وصفت بـ “المعجزة” عبر استهداف القوات اليمنية لحاملة الطائرات الأمريكية “أيزنهاور” مرّتين، وهي خطوة لم تتوقعها واشنطن وحلفها المعادي في الظرف القائم، وكانت تعد استهداف أيزنهاور ضرب من الخيال؛ هذا الخيال أسقطه الجيش اليمني الذي واصل طوال الفترة الماضية استهداف بوارج ومدمّرات بالصواريخ والمسيّرات.
واشنطن تنفي استهداف “أيزنهاور” والأدلة تؤكد.
رغم النفي الأمريكي للاستهداف دون إثبات هذا النفي والتأكيد اليمني على الإصابة المباشرة للحاملة الأمريكية؛ يبقى الحدث بحد ذاته مثيراً للاهتمام حول القدرات اليمنية في ردع القوات الامريكية في منطقة البحر الأحمر.
كل الدلائل تشير إلى إصابة مفخرة الأسطول الأمريكي “أيزنهاور” والمؤكد أن الجيش اليمني وجه صفعة قوية لواشنطن وجيشها بشكل كبير وفقدت ما كانت تظن أنه هيمنة مطلقة على مستوى العالم؛ الأمر الذي دفع بالعديد من وسائل اعلام دولية للسخرية مما يحصل مع واشنطن في البحر الأحمر.
تدمير صورة الهيمنة الأمريكية عالمياً
وبهذا الصدد اعتبر الإعلام الصيني استهداف صنعاء لحاملة الطائرات الأمريكية بالصفعة المهينة للولايات المتحدة، حيث أكد موقع “غوانتشا” الصيني؛ أن الهجوم اليمني تسبب في تراجع مكانة الولايات المتحدة على مستوى العالم، موضحاً أن “أيزنهاور” حتى ولو لم تغرق أو تفقد قدرتها القتالية فمجرد استهدافها يعني تدمير صورة الهيمنة الأمريكية في العالم.
الموقع الصيني كشف في تقريره أن أي دولة تجرؤ، منذ الحرب العالمية الثانية، على استهداف حاملة طائرات أمريكية بهجوم مفتوح، معتبراً ما فعله اليمن بأيزنهاور إهانة كبيرة للولايات المتحدة، مشيراً إلى أن النفي الأمريكي الذي جاء على لسان قائد حاملة الطائرات من أنها لم تتعرض لأي هجوم من قوات صنعاء لم يكن يحمل أي دليل بل على العكس فإن الصور التي نشرها للحاملة تبين أنها قديمة جداً، ما جعل النفي الأمريكي بحدث ذاته محل سخرية حتى الرأي العام الأمريكي.
الجيش اليمني وضع القوات الأمريكية في مأزق
واشنطن تجد نفسها اليوم في مأزق حقيقي في البحر الأحمر فهي غير قادرة على ردع القوات اليمنية من مواصلة تطوير قدراته، وبنفس الوقت غير قادرة على منع الهجمات على اساطيلها في هذا البحر.
وبهذا الصدد يؤكد محللون عسكريون وسياسيون دوليون أن العمليات اليمنية المساندة لغزة وضعت الأمريكي في مأزق كبير في البحر الأحمر، مشيرين إلى أن استهداف حاملة الطائرات أيزنهاور له دلالات استراتيجية وسيؤدي إلى إنهاء التواجد الأمريكي والغربي من منطقة البحر الأحمر.
ماذا يعني استهداف الحاملة الأمريكية؟
إن استهداف القوات اليمنية للحاملة التي تعتبرها واشنطن من أعتى أسلحتها ومفخرة أسطولها البحري؛ يشير إلى قدرات كبيرة للقوات اليمنية في مقابل وهن واشنطن تجاه الرد على الاستهداف اليمني وتآكل قوة الردع الأمريكية، ومن الواضح أن الجيش اليمني وضع ضمن خططه بنك أهداف متنوع يشمل التعامل مع مصدر أي اعتداءات ضد اليمن سواء في البحر أو في البر، من هنا يتضح أن الإعداد لاستهداف حاملات الطائرات قد وضع مسبقاً، وأن إدخاله حيز التنفيذ مرتبط بمنسوب العدوان الذي قد يتعرّض له بلدهم.
ومن هنا فإن إصابة أيزنهاور يعني أن القوات اليمنية رفعت منسوب الرد على العدوان الأمريكي البريطاني ضد اليمن قواته، كما أن ذلك يعني أن القوات اليمنية ماضية في سياسة إسناد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة حتى النهاية مع عدم وجود خطوط حمر للجيش اليمني في استهداف القوات القواعد والأساطيل الأمريكية والغربية في البحر الأحمر أو غيره.
الخلاصة
لقد وجهت القوات اليمنية ضربة كبيرة لقوة الردع الأمريكية التي تواصل سياسة دعم الاحتلال بالمال والسلاح وتواصل الاعتداء على دول المقاومة في المنطقة من سوريا إلى اليمن؛ فيما بدأت واشنطن تعترف بأن قدرات الردع لديها تتآكل يوما بعد آخر وترى بحسب محللين بأن ذلك قد يؤثّر مستقبلاً على مصالحها وعلى تحالفاتها وشراكاتها في المنطقة برمتها، كما سيؤثر على وجود قواتها فيها، وهنا ليس على واشنطن سوى فك ارتباطها العضوي بكيان الاحتلال والاعتراف بحق الشعب العربي عموماً والفلسطيني خصوصاً في أرضه ووطنه بعيداً عن سياسة الكيل بمكيالين وخاصة عندما يكون الأمر متعلقاً بكيان الاحتلال الإسرائيلي، فعلى واشنطن أن تعي درس استهداف أيزنهاور على المديين المتوسط والبعيد.
تابعنا عبر منصاتنا :