أخبار حلب _ سوريا
خاص بأخبار حلب
بقلم: يزن العبودي
ما يقارب ال 9 أشهر ولازال المقاومون في فلسطين يخوضون أشرس وأعنف المعارك ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي المدجج بأحدث انواع الأسلحة البرية والبحرية والجوية وبدعم عسكري وسياسي غربي غير محدود.
أبطال المقاومة المدعومين بإرادة صلبة وأسلحة تقليدية وفكر مبدع وجبهات إسناد لاتكل ولا تمل أرغمت العدو على الاعتراف بعجزه عن تحقيق هدفه الذي يتبناه بتحقيق نصر مطلق في غزة، وسياسياً بتصدر القضية الفلسطينية المشهد العالمي والدولي.
تخبط سياسي وتضارب بالآراء
تعيش الحكومة الإسرائيلية مرحلة انقسام بالآراء بين يسار يدعو إلى الإفراج عن الأسرى وإدارة الحرب بشكل أفضل وعبر عن ذلك الوزير في مجلس الحرب الإسرائيلي “بيني غانتس” بانسحابه من حكومة “نتنياهو” يوم الاثنين 9 حزيران بعد أن وجه اتهامات له بسوء إدارة الحرب، وبين يمين متطرف لا يكترث لأسراه ويسعى إلى إطالة أمد الحرب وممارسة أبشع الجرائم، وفي الحالتين تظهر الطبيعة الإسرائيلية العدوانية في القضاء على المقاومة مع اختلاف في الأولويات فقط.
الأمر الذي وضعها بموقف محرج أمام المجتمع الدولي؛ لتسارع الولايات المتحدة الأمريكية لبزالة الحرج السياسي الذي وقعت به حكومة الكيان الإسرائيلي من خلال مقترح قدمه الرئيس الأمريكي “جو بايدن” مدعياً أنه تم بالاتفاق مع الجانب الإسرائيلي والذي يتكون من ثلاثة مراحل تتضمن وقف إطلاق النار والإفراج عن الأسرى من الطرفين ومن ثم إعادة إعمار غزة، ليعلن رئيس الحكومة الاسرائيلية “بنيامين نتنياهو” رفضه للمقترح بقوله كما جاء في وسائل إعلام العدو “أن الوقف الدائم لإطلاق النار الآن يعني الاستسلام والاعتراف بالهزيمة”، وسيواصل الحرب إلى أن يتحقق النصر المطلق على حسب قوله، ليذهب وزير الأمن القومي الإسرائيلي “بن غفير” ووزير المالية “سموتريتش” إلى أبعد من ذلك ويهددوا نتنياهو بمغادرة الحكومة في حال وافق على المقترح الأمريكي.
ازدواجية دولية
الجدير بالذكر هو موقف الولايات المتحدة الأمريكية من محكمة الجناية الدولية التي تسعى لاستصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وعدد من المسؤولين الإسرائيليين بتهمة ارتكابهم جرائم حرب وإبادة جماعية، ما دفع مجلس النواب الأمريكي لتمرير مشروع قانون بفرض عقوبات على مسؤولي المحكمة الدولية، ليوافق المجلس بأغلبية 247 صوت، وينص المشروع على فرض عقوبات على الأفراد المشاركين في أي جهود لتحقيق أو اعتقال أو احتجاز أو محاكمة أي شخص محمي من قبل الولايات المتحدة وحلفاؤها، وندد “بايدن” بقوة بخطوة المحكمة الدولية عبر وسائل إعلامية قائلاً “أنه لا يوجد تكافؤ بين إسرائيل وحماس”.
مجازر إسرائيلية بالجملة
في ظل الفشل الاستراتيجي الذي تكبده جيش الكيان، تستمر ممارساته العدوانية ضارباً بعرض الحائط كافة المحرمات الدولية ليتناول القصف الهمجي وبالأسلحة المحرمة دولياً المدارس ومراكز الإيواء وخيام النازحين والأطفال والنساء، وآخرها مجزرة مخيم النصيرات الدموية والتي راح ضحيتها 200 فلسطيني وإصابة 400 طفل حسب وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”، ومجزرة رفح حيث استهدف القصف مركز نزوح لوكالة الاونروا بأكثر من 7 صواريخ وقنابل عملاقة ممل أدى إلى مقتل العشرات ووقوع العديد من الإصابات، إضافة لاستهداف خيام النازحين في رفح بعدد من الغارات وسقوط مالا يقل عن 40 شهيداً ليعود ويتجدد الأمر ذاته باستهداف مدرسة تأوي النازحين بعدد من الطائرات المسيرة الإسرائيلية ليسقط من فيها بين شهيد وجريح، ويتجدد الامر يوم السبت 7 حزيران استهداف مخيم البريج لعدد من الاطفال ما أدى لسقوطهم شهداء وجرحى، وفي شمال القطاع تستمر إلى اليوم عمليات انتشال جثث الفلسطينيين الذين دفنهم الاحتلال بمقابر جماعية تحت السواتر الترابية، وفي ظل الحصار الخانق تعاني المستشفيات من نقص بالمواد الطبية وانعدام الكهرباء لتطلق وزارة الصحة في غزة نداء استغاثة عاجل للمجتمع الدولي لتوفير مولدات كهربائية لمستشفيات القطاع.
مقاومة أسطورية
في ظل الحصار الخانق والقصف الهمجي الإسرائيلي براً وبحراً وجواً، تستمر المقاومة الفلسطينية بالعمليات البطولية، لتعلن عن عمليتين نوعيتين خلف خطوط العدو، حيث اخترقت السياج الفاصل في رفح جنوبي القطاع وهاجمت مقر قيادة فرقة للاحتلال، وفي عملية أخرى فخخت المقاومة عين نفق وفجرته بقوة إسرائيلية راجلة مكونة من 5 جنود مما أدى إلى القضاء على هذه القوة؛ ليتحدث إعلام العدو عن حادث أمني خطير وقع عند حدود غزة على حسب قوله، وإقراره بمقتل جندي من سلاح حماية الحدود جنوب القطاع، واستهداف المقاومين لعدد من الجرافات والدبابات الاسرائيلية في القطاع، ويوم الاثنين 9 حزيران تخوض المقاومة الفلسطينية في رفح عند الحدود المصرية اشتباكات عنيفة وتوقع 4 قتلى في صفوف جيش الاحتلال، وفي ظل العمليات الناجحة التي تقوم بها المقاومة ينتشر الخوف بين صفوف الجنود الإسرائيلي؛ الأمر الذي دعا جندي إسرائيلي
إلى الانتحار بعد تلقيه دعوة للاحتياط للقتال في غزة ورفض الجيش الإسرائيلي إقامة جنازة له.
تغيير معادلات الاشتباك شمالاً
في حين تستمر العمليات النوعية للمقاومة اللبنانية ضد جيش الكيان دعماً ونصرة لغزة، راسمة بذلك خطوط ردع جديدة، حيث تمكنت المقاومة وحسب إعلام العدو من تدمير 4 قبب حديدة على الأقل وإصابة اثنتين، الأضرار بنظام “اورن ياروك” في وحدة التحكم الجوي في الجيش الإسرائيلي وهو نظام من المفترض أن يعطي الإنذارات لعمليات إطلاق القذائف، تدمير منطاد “تل شمايم” في قاعدة “راموت نفتالي”، وتدمير جميع انظمة الكاميرات الخاصة بأمان الحدود، استهداف التجهيزات التجسسية في عدة مواقع منها موقع الراهب، استخدام صواريخ دفاع جوي ولأول مرة تكشف عنها المقاومة اللبنانية للتصدي لطائرات الاحتلال الحربية، استهداف مقرات قيادة للجيش الإسرائيلي آخرها استهداف مقر قيادة الفرقة ال91 في ثكنة “برانيت” وتموضعات الجنود في محيطها؛ أضف على ذلك القدرة الاستخباراتية التي تتمتع بها المقاومة كما جاء على لسان رئيس شعبة الاستخبارات في”الموساد” سابقاً “حاييم تومر” بقوله” لدى حزب الله استخبارات تكتيكية افضل بكثير من اسرائيل ولا سبب للاستخفاف بقدراته”.
وصبيحة يوم السبت 8 حزيران تستهدف المقاومة مربض مدفعية إسرائيلية مستحدث بمسيرة انقضاضية وتخرجه عن الخدمة، وتأتي هذه العملية تتمة للعمليات التي أعلن عنها قبل يوم واحد باستهداف مرابض مدفعية في الموقع العسكري في “خربة عامر” وانتشاراً لجنود الاحتلال في محيط الموقع بقذائف مدفعية، وفي يوم الاثنين 9 حزيران تنفذ المقاومة الإسلامية عملية نوعية مستهدفة مواقع جيش الاحتلال وقواته عبر سرب من المسيرات الانقضاضية على مقر القيادة المستحدث التابع للفرقة 146 شرقي نهاريا، في المقابل أكدت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية في مقال نشر يوم الخميس 6 حزيران أن “كابينت” الحرب يخشى حرباً شاملة مع حزب الله، وفي السياق يتحدث زعيم حزب “إسرائيل بيتنا” أفيغدور ليبرمان” بتصريح له “أنه بعد 8 أشهر من الحرب، حصلنا على العار الكامل، بدلاً من النصر الكامل”.
إسناد يمني بصبغة عراقية
أقدمت القوات المسلحة اليمنية في خطوة جريئة على استهداف حاملة الطائرات الامريكية “آيزنهاور” مرتين خلال 24 ساعة في عملية مزدوجة ناجحة تسببت بتوقف حركة الطيران على متن الحاملة يومين متتاليين وأرغمت البحرية الأمريكية على الابتعاد 880 كم شمال غرب جدة.
وأما بالنسبة للمقاومة الإسلامية في العراق فقد سجلت عمليات نوعية متتالية باتجاه عمق كيان العدو في أم الرشراش وساحل البحر الميت، وفي 6 حزيران وبنفس السياق يعلن المتحدث الرسمي باسم القوات اليمنية العميد “يحيى سريع” عن تنفيذ عملتين عسكريتين مشتركتين مع المقاومة الإسلامية العراقية باستخدام المسيرات، في العملية الأولى استهدفت سفينتين كانتا تحملان معدات عسكرية في ميناء رفح، والعملية الثانية استهدفت سفينة انتهكت حظر الدخول إلى ميناء حيفا، وفي الوقت ذاته شدد سريع أنه على العدو الإسرائيلي توقع المزيد من العمليات النوعية المشتركة خلال الفترة المقبلة.
ختاماً
ما نخلص إليه هو أن هذا التناغم الواضح والتنسيق المشترك بين المقاومة الفلسطينية وجبهات الإسناد تؤكد وجود غرفة عمليات مشتركة وتصعيد متزامن على كافة الجبهات، يمهد لواقع استراتيجي جديد يفرض في المنطقة من قبل محور المقاومة ضد سياسات الولايات المتحدة وربيبتها إسرائيل، وصمود أسطوري يفاجئ العدو والصديق.
تابعنا عبر منصاتنا :
تيلجرام Aleppo News
تويتر Aleppo News
أنستغرام Aleppo News