أخبار حلب _ سوريا
كيف انقلبت الموازين، وباتت المعاناة التي تسببها أمريكا للعالم سهاماً تصيب مدللتها الصهيونية؟ فلطالما كانت أمريكا تفتعل الحروب وتؤذي الاقتصاد، وتتلاعب كما يحلو لها، واليوم أصبحت طفلتها “إسرائيل” تعيش الأسى ذاته، فما ظنه الكيان أنه لعبة هو الفائز بها، كسرته المقاومة اللبنانية بقدراتها وصواريخها.
ولذلك، سيطرت حالة التوتر والخوف الصهيوني من ازدياد رقعة الحرب في الشمال، لما لها آثار سلبية على كهرباء الكيان، فالأمر الذي جعل الكيان يضطر لطلب مولدات كهربائية ومحطات طاقة في الأيام التي مضت.
فقد هرع مستوطنو الكيان في تل أبيب لشراء وحدات مولدات كهربائية ومولدات هجينة متصلة بالغاز، بيع الواحد منها في مقابل سعر تراوح بين 3000 و4000 شيكل، بعد بقاء أقل من 100 وحدة في احتياطيّ مخازن شبكة الكهرباء، وبقاء نحو 1000 محطة طاقة كهربائية بمستوى سعر 800-2000 شيكل للمحطة الواحدة، وتساوي مئة شيكل ما يقارب 27 دولاراً أمريكياً، ما يعني أن الكيان سيدفع الكثير ويرهق اقتصاده لأجل الكهرباء.
حيث ارتفع يوم الجمعة الماضي حجمُ المبيعات للمولدات الكهربائية ومحطات الطاقة الكهربائية بنسبة 108%، مقارنة مع يوم الجمعة من الأسبوع الذي سبقه، بعد بيع ألف محطة توليد طاقة كهربائية، وأكثر من 800 مولد كهربائي.
ووفقاً لبيانات “غوغل ترند، فقد سُجّل ارتفاع حاد في عمليات البحث عن كلمة “مولد كهربائي”، وذلك بعد اعتراف المدير العام لشركة “نوغا” للكهرباء، “شاؤول غولدشتاين” في 20 حزيران، والذي وصل تقريباً إلى أعلى مستوى سُجل له في أسبوع.
وفي هذا السياق، فقد كشف “غولدشتاين” بأنه بعد 72 ساعة من دون كهرباء في الكيان، سيكون من المستحيل العيش فيه، بالإضافة الى عدد من التقارير الإعلامية الصهيونية، والتي تحدثت عن قدرة المقاومة اللبنانية على تعطيل قطاع الكهرباء الصهيوني، في حالة أي حرب شاملة مع لبنان.
ولكن لم يكن هذا المصطلح محصوراً لدى المنطقة الشمالية فحسب، إنما وصل لكامل المناطق المحتلة، وذلك إثر التهديد شديد اللهجة الذي وجهه الأمين العام لحزب الله، السيد “حسن نصر الل”ه، بأن للمقاومة صواريخ قادرة على الوصول الى “إيلات”.
وما يزيد من سوء الوضع الكهربائي، ما كشفه نائب المدير العام للتطوير التجاري في مخازن شبكة الكهرباء، “ليرون كاتس”، بأن فرع حيفا تصدَّر حجم المبيعات الأعلى مقارنة بفروع الشركة في شمالي فلسطين التي نزح معظم مستوطنيها، يليه فرع تل أبيب، ومستوطنات “هكاريوت”، و”ريشون لتسيون” و”أشدود”.
وإضافة لذلك، فقد زادت بعض تصريحات المدراء العامة لبعض فروع ومجموعات كهربائية، حيث أكد المدير العام لأحد فروع شبكة الكهرباء، “أرخا”، “ميكال ربينوبيتش”، أن احتياطي الشبكة ارتفع، بينما تراوحت أسعار المولدات الكهربائية بين 2500 و4000 شيكل، بسبب تهافت المستوطنين على شرائها، متمنياً ألّا يصبح الأمر هستيرياً.
بينما المدير العام لمجموعة “هميلتون”، “آفي أهروني” فقد أقرّ بأنه تم اختبار ارتفاع في الطلبات بلغ نحو 100%”، في إشارة إلى طلبات تزويد محطات توليد الطاقة وشحنات الهواتف النقالة، مؤكداً أن شركته للاستيراد تتلقى مراجعات مستمرة من شبكات الكهرباء، بشأن هذه الطلبات.
إن كلّ ذلك، يؤكد أن الكيان منذ بداية الحرب، قرر خوض حرب لا يعرف إمكانية خصمه بها، وذلك في محاولة منه للاستخفاف بقدرات الطرف الآخر، فظنّ في نفسه أنه سيخرج منتصراً، فأمريكا معه وتدعمه، ولن يكن هناك من يجابهه، إلا أن المقاومة اللبنانية لقنته درساً عظيماً في كيفية المواجهة، حتى الدعم الأمريكي فشل في إعادة استقرار الأمن الصهيوني أو إحياء قدرته مجدداً.
تابعنا عبر منصاتنا :
تيلجرام Aleppo News
تويتر Aleppo News
أنستغرام Aleppo News