أخبار حلب _ سوريا
خاص بأخبار حلب
بقلم: يزن العبودي
تشهد القارة الآسيوية نشاطاً جبوسياسياً وعسكرياً متصاعداً في الآونة الأخيرة؛ تمثلت بالقمة المزمعة للسلام في أوكرانيا والتي عقدت بدعوة أمريكية في سويسرا بحضور عدد من الدول مع غياب الطرف الأهم والمعني وهو الجانب الروسي الذي لم تتم دعوته، وكما هي العادة من الجانب الأمريكي في حلّه لأي نزاع يتعمد إقصاء طرف وتبني الطرف الآخر وتقديم كل سبل الدعم له، لتختتم القمة أعمالها بمواقف متباينة مع استمرار الدعم الأمريكي الواضح لأوكرانيا.
تسليح أمريكي يقابله انفتاح روسي للحوار
أعلن البيت الأبيض أن الولايات المتحدة الأمريكية ستعطي الأولوية لتسليم أوكرانيا أنظمة الدفاع الجوي حيث قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي “جون كيربي” للصحافيين “سنعيد ترتيب أولويات هذه الصادرات بحيث يتم الآن إرسال تلك الصواريخ التي تخرج من خط الإنتاج إلى أوكرانيا خصوصاً صواريخ باتريوت وناسامس”، بالإضافة إلى مقاتلات “اف 16” التي سيتم نشرها على الأراضي الأوكرانية كما صرح مستشار الأمن القومي الأمريكي “جيك سوليفان”، وثم تعلن نائبة الرئيس الأمريكي “كاملا هاريس” عن مساعدات تزيد عن 1.5 مليار دولار على أن يخصص جزء منها لقطاع الطاقة في أوكرانيا جاء هذا الإعلان أثناء حضور “هاريس” لقمة السلام الخاصة بأوكرانيا في لوسيرن بسويسرا.
ليأتي الرد الروسي عبر متحدث الكرملين “ديمتري بيسكوف” الذي أعرب عن استعداد موسكو لحوار شامل مع واشنطن يطال جميع القضايا الخلافية بما فيها الدور الأمريكي في نزاع أوكرانيا، ومن ثم إعلان الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” عن استعداد بلاده للحوار بشأن الأمن الأوراسي حتى مع الناتو.
بالرغم من عدم وضوح النوايا الأمريكية بشأن النزاع إلا “أن عقد مؤتمر للسلام على خلفية إمداد الغرب كييف بالأسلحة والمعدات العسكرية أمر سخيف” كمال قال وزير خارجية بيلا روسيا “سيرغي ألينيك”.
الناتو يسعى للحرب
كشف رئيس وزراء هنغاريا “فيكتور اوربان” في حديث لإذاعة “كوسوث” بأن حلف شمال الأطلسي “الناتو” يسعى لتنفيذ مهمة عسكرية في أوكرانيا لكن بودابست لن تشارك فيها، وقال أوربان إن أعضاء الناتو يبحثون عن طريقة يمكن للحلف من خلالها المشاركة في الصراع في أوكرانيا، مضيفاً “بالطبع لا أريد الكشف عن التفاصيل لكن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي قال كل هذا فعلاً فتعمل مجموعات العمل على تحديد كيفية مشاركة الناتو في هذه الحرب”، وفي السياق نفسه تم الإعلان مؤخراً وحسب وسائل إعلامية عن وصول حاملة الطائرات الأمريكية “uss Theodore roosevelt” إلى كوريا الجنوبية بما يعتبر استعراض للقوة العسكرية الأمريكية في المنطقة.
بوتين يعيد تشكيل العقيدة النووية
قال الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” في ختام زيارته إلى فيتنام بأن بلاده تدرس تعديلات محتملة في عقيدتها النووية، حيث نصت العقيدة القديمة على أن روسيا تستخدم هذه الأسلحة في حال تعرضها لهجوم تقليدي يشكل تهديداً وجودياً للدولة، بما يعني اللجوء لتلك الأسلحة في الأحوال الدفاعية، وأكد الرئيس الروسي مواصلة روسيا تطوير ثالوثها النووي براً وبحراً وجواً، ضماناً للردع الاستراتيجي وتوازن القوى العالمية، ويأتي ذلك رداً على الإجراءات الأمريكية والغربية ونيتها الدخول عسكرياً في الصراعات الآسيوية؛ ليعلن وزير الخارجية الروسي “سيرغي لافروف” أن التهديدات الناشئة للأمن الأوراسي معظمها تأتي من الخط العدواني لحلف الناتو حيث يريد الغرب تدمير البنية الأمنية في الفضاء الأوراسي.
“بين بيونغ” و”هانوي” رسالات ودلالات
قام الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” الأسبوع الفائت بزيارة إلى كوريا الشمالية بغية تعزيز التعاون بين البلدين في كافة المجالات، وأبرز ما نجم عن الزيارة هو الإعلان عن توقيع اتفاقية للتعاون الاستراتيجي الشاملة والتي تنص على تقديم المساعدة في حال تعرض أحد طرفيها لعدوان، ويعلن الرئيسان أن وضع البلدين في الهيكل الجيوسياسي العالمي قد تغير، ومن ثم يتوجه الرئيس الروسي إلى هانوي عاصمة فيتنام؛ التي تجاهلت انتقادات واشنطن لهذه الزيارة، وكان لها مواقف متوازنة بشأن الازمة الأوكرانية، ورغبتها المساهمة في البحث عن سبل حقيقية لحلها سلمياً حسب ما صرح به الرئيس “بوتين” لوسائل إعلامية، جاءت هذه الزيارة لتعزيز التعاون المشترك في مجالات التعليم والأمن والتكنولوجيا والطاقة النووية والتجارة، ولترسيخ التعامل بالعملات الوطنية والتي زادت الى نسبة 60% خلال الربع الأول من عام 2024.
لقاءات تركية سورية برعاية روسية
نقلت صحيفة “aydinilik” التركية عن مصادر مطلعة أن وفدين عسكريين سوري وتركي أجريا بوساطة روسية مفاوضات في قاعدة “حميميم” الجوية ومن المتوقع أن يعقد الاجتماع المقبل في بغداد، وحسبما أوردت الصحيفة أن الوفدين تناولا الأحداث الأخيرة في إدلب، وليلتقي بعدها الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” بوزير الخارجية التركي “هاكان فيدان” في موسكو ليكون أول اجتماع من نوعه بشأن القضايا الأمنية على الأراضي السورية ويبدو أن العلاقات السورية التركية تصبح أكثر قربا حسبما أوردت الصحيفة.
وفي إطار منفصل تناولت وسائل إعلامية أن قائد قوات التجمع للقوات الروسية العماد “سيرغي اليكساندروفيتش” أشار إلى أن اجتماعاً عقد مع الجانب التركي في مدينة تل أبيض تم الاتفاق خلاله على إعادة رسم خريطة التموضع شمال غرب سوريا وفق رؤية استراتيجية، وأبدى الجانب التركي إيجابية كبيرة خلال اللقاء، وسيتم وضع الخطوات الأولى لهذه الغاية.
ختاماً
إن ما تشهده القارة الآسيوية من تحركات وتصعيد على المستويات كافة، لا يحتمل التطور إلى حرب عالمية لأن النتائج ستكون كارثية على جميع الأطراف، لكن في المقابل لا تقبل بنصف تسوية فالمنطقة بحاجة إلى تسوية شاملة لجميع القضايا الخلافية العالقة، وهذا ما يبدو صعب الحدوث حالياً بسبب السياسات الأمريكية الاستعمارية، فهل نشهد فترة تصعيد أم فترة تسويات قادمة هذا ما ستظهره الأشهر القادمة.
تابعنا عبر منصاتنا :
تيلجرام Aleppo News
تويتر Aleppo News
أنستغرام Aleppo News