أخبار حلب _ سوريا
إن الدعم الذي قدمته تركيا في بداية الحرب للمسلحين، فتح آفاقاً وطموحاتٍ كبيرة أمام ميليشيا “قسد”، حيث ظنت أنها تستطيع أن تقّسم وتسيطر على مزاجها، وذلك لأن الشمال السوري بات محاصراً بين الدولة وبين حجج تركيا، لذلك اعتقدت في نفسها أن لها القدرة على الوقوف مع أهل المنطقة الشمالية بذرائع مواجهة الاحتلال التركي من جهة، ومواجهة الدولة من جهة، فتجرأت على محاولة مد أذرعها وبسط سيطرتها.
ولكن، ما لم تتوقعه ميليشيا “قسد”، هو مجيء الوقت الذي ستطلب تركيا من سوريا الاتفاق، والعودة لتقارب يعيد الأمور إلى مجاريها، لذا فما يحدث اليوم من أخبار تتحدث عن التقارب السوري التركي تظهر آثاره جليّاً في المنطقة الشمالية، وفقدان التوازن فيها.
حيث بدأ التهديد يحوّط المشاريع الانفصالية للميليشيا، والتي بدورها تهدد وحدة تركيا وسوريا، فأصبحت “قسد” تحاول بأي وسيلة أن تفشل هذا التقارب، فنعته بالخيانة لدماء السوريين، أو بتعبير أدق تحاول أن تحرك الإرهابيين الذين فقدوا عناصرهم المسلحة، عبر تحريك الشر، والقيام ضد تركيا التي تجاهلت دماءهم.
إلا أن كل ذلك، هو تبريرات تضعها الميليشيا، إخفاءً لخوفها من هذا التقارب الذي سيطيح بوجودها كليّاً وكأن الحركات الانفصالية التي عملت لأجلها كل هذه السنوات، ذهبت هباءً منثوراً، ولذلك بدأ زعيم ميليشيا “قسد” المدعو “مظلوم عبدي” استثمار ما يشهده الشمال السوري من أحداث محاولةً منه في إبراز الدور الكردي القيادي.
حيث زعم أنهم كانوا وما زالوا في شمال وشرق سوريا يرحبون بكل سوري وطني على أرضه وبين أخوته وما تزال يدهم ممدودة لجميع السوريين لإنقاذ البلد والشعب، ولكنه لا يعلم أن المنطقة التي يسيطر عليها يجب إنقاذها منه ومن ميليشياته، الذين لعبوا على هواهم وعاثوا فساداً حتى امتلأت بطونهم.
ولم يكن هو الوحيد الذي يدلي باعتبارات مثيرة للسخرية، فقد اعتبر ما يسمى نائب الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي للإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا “حسن كوجر”، أن هناك أهمية في استمرار الجهود الكردية في حماية المنطقة والتصدي للتدخلات الخارجية التركية.
ولأن أخبار التقارب أشعلت فتيل القهر في ميليشيا “قسد” تجاه الدولة السورية، بدأت تضغط على الشعب من أجل أن يخرج ويطالب بإفشال التقارب، فأغلقت جميع المعابر الحدودية بين مناطقها ومناطق سيطرة الجيش السوري، وشنت هجمات على نقاط الجيش السوري والقوات الرديفة على طول نهر الفرات بريف دير الزور الشرقي والغربي، واعتدت على محطات مياه بريف دير الزور الغربي واخرجتها عن الخدمة، مما يعكس حالة من الاضطراب والترنح، كما أدت تصريحات وزارة الخارجية الأمريكية التي رحبت بالتعاون التركي السوري إلى مزيد من التوتر.
ولم يكتفِ “كوجر” بذلك، فقد من التسرع في التعاون مع تركيا، معتبراً أنها ستفشل في تحقيق خططها وتعمق الأزمة السورية، كما أكد استعداد ميليشيا “قسد” للحوار مع دمشق من أجل استقرار سوريا، وقد زعم أنه يجب احترام حقوق الأقليات والدفاع عن الديمقراطية، متناسياً أن سوريا كانت تفتح أبوابها للجميع، ولم تفرق بين عربي أو كردي أو غيره، لكنهم يحاولون المطالبة بدولة منفصلة باسم كردي خارجاً عن حدود الدولة السورية، وهذا الذي لن يتحقق.
تابعنا عبر منصاتنا :
تيلجرام Aleppo News
تويتر Aleppo News
أنستغرام Aleppo News