أخبار حلب _ سوريا
ما يزال الكيان الصهيوني ينتهك حرمة الأراضي والمقدسات الفلسطينية، ويعتدي بشراسة ووحشية على المدنيين، كما يواصل فيه الاحتلال انتهاك قرارات الشرعية الدولية بما فيها قرارات منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “يونيسكو” التي تؤكد ضرورة الحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس مدعوماً بالحماية التي توفرها له واشنطن من أي مساءلة أو محاسبة يؤكد الفلسطينيون باستمرار أنهم لن يسمحوا بتمرير أي من مخططات الاحتلال الإجرامية تجاه القدس والمسجد الأقصى وأن مسيرة التصدي لإجراءات الاحتلال واعتداءاته ستتواصل حتى تحرير الأرض والمقدسات وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
وكل اعتداءاته التي ينفذها اليوم هي استمرار لنهج الوحشية التي يحاول بها طمس الهوية الفلسطينية؛ فمنذ 55 عاماً، وفي يوم 21 من آب عام 1969 اقتحم الصهيوني الأسترالي “دنيس مايكل روهان” المسجد الأقصى من جهة باب الغوانمة، وذلك بالتنسيق مع الكيان الصهيوني، وأضرم النار في المصلى القبلي مسبباً حريقاً ضخماً التهم أثاثه وجدرانه وسقفه وسجاده وزخارفه النادرة وجميع محتوياته من المصاحف والأثاث في واحدة من محاولات الاحتلال التي لم تتوقف لتدمير أحد أهم المعالم الدينية والتاريخية والتي تؤكد عمق وتجذر الوجود العربي الإسلامي في مدينة القدس المحتلة والأراضي الفلسطينية.
حيث بقيت النيران مشتعلة منذ نحو السابعة صباحاً حتى العصر، وقد أتت على 1500 متر مربع من المصلى القبلي ما يمثل أكثر من ثلث مساحته البالغة 4400 متر مربع وعلى منبره التاريخي المعروف بمنبر “صلاح الدين”، وأحدثت ضرراً هائلاً بالمسجد وبثلاثة أروقة من أصل سبعة ممتدة من الجنوب إلى الشمال مع الأعمدة والأقواس والزخرفة كما سقط جزء من سقف المسجد وأعمدة حجرية و74 نافذة خشبية وزجاج ملون ما تطلب سنوات لإعادة ترميمه وزخرفته كما كان.
وبالتزامن مع ذلك قطع الكيان الصهيوني الماء عن المصلى القبلي ومحيطه ومنع فرق الإطفاء من الوصول إليه لضمان انتشار واسع للحريق، وقد هبّ الفلسطينيون من القدس وكل مدن الضفة الغربية إلى إخماد النيران بملابسهم وبالتراب والمياه الموجودة في آبار الأقصى، حيث لاقت الجريمة رفضاً عربياً ودولياً واسعاً، ولكن الكيان وفر الحماية للإرهابي “روهان” لتنفيذ جريمته، وكعادته تهرّب من المسؤولية عنها بادعائه أنه مختل عقلياً وقام بترحيله إلى أستراليا دون أي محاسبة على ما اقترفت يداه ورفض فتح تحقيق في حيثيات جريمته. وفي هذا الصدد اجتمع مجلس الأمن الدولي الخامس عشر من أيلول عام 1969 وأصدر قراره رقم 271 بأغلبية 11 صوتاً وامتناع أربع دول عن التصويت من بينها أمريكا، وقد أدان القرار الكيان الصهيوني وحمله مسؤولية الحريق باعتباره القوة القائمة بالاحتلال ودعاه إلى إلغاء جميع الإجراءات التي من شأنها تغيير وضع القدس.
علماً أن إحراق الأقصى هو جزء من مخطط متكامل يواصل الاحتلال تنفيذه للاستيلاء على المسجد وما يحيط به من أبنية وأسوار تاريخية وتهويدها من خلال تقييد وصول الفلسطينيين إليه وتصعيد اقتحامات المستوطنين والحفريات والأنفاق أسفله والتي باتت تهدد أساساته فضلاً عن تفريغ المنطقة المحيطة به من الوجود الفلسطيني عبر هدم المنازل والاستيلاء على العقارات وإقامة البؤر الاستيطانية لإحكام الحصار عليه، وقد تصاعدت اعتداءات الاحتلال على المسجد خلال حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على القطاع منذ السابع من تشرين الأول الماضي، إذ تنتشر قواته بالمئات على أبواب المسجد وفي البلدة القديمة من القدس لتأمين اقتحامات المستوطنين فيما تفرض قيوداً مشدداً على دخول الفلسطينيين إليه وتسمح لأعداد قليلة فقط بذلك ومعظمهم ممن تجاوز الـ 50 عاماً فضلاً عن إبعادها العشرات من المرابطين بالمسجد عنه وعن مدينة القدس.
تابعنا عبر منصاتنا :
تيلجرام Aleppo News
تويتر Aleppo News
أنستغرام Aleppo News