أخبار حلب _ سوريا
أمثال شعبية إيرانية باتت منهجية في اتخاذ القرارات المصيرية وطبخها على نار من الوعي والحكمة أبرزها “بالقطنة يذبح عدواً وبإبرة يفتح ثغرة في جبل”.
بعد اقتراب الشهر على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في طهران، ووسط الاستنفار الأمني الإسرائيلي الأمريكي في المنطقة؛ بات المراقبون ينتظرون الرد الإيراني على هذه العملية الأمنية الصارخة التي انتهك فيها الكيان كل الخطوط الحمراء في مواجهته مع محور المقاومة ومساعيه لجر دول المحور إلى حرب إقليمية تخرجه من مأزقه وتدخل حكومة “بايدن” الذي صرّح سابقاً في تأكيد مشاركته في أي مواجهة قادمة شريطة ألا تكون إسرائيل هي من يوقد شرارة هذه الحرب.
أي ورطة وضع “نتنياهو” مستوطنيه وحكومته أمامها؟
أسابيع من حرق الأعصاب يعيشها الكيان حكومةً وجيشاً، وفود دبلوماسية ووسطاء لا يدخرون جهداً في محاولة لإقناع دول المحور لمناقشة كيفية الرد ومحاولة احتواء ردة الفعل الإسرائيلية التي ستقابل الرد، لكنهم فشلوا بذلك لأن الكلمة في الميدان لقادات محور المقاومة.
فبعد العملية الأمنية البحتة التي تلوّنت بطابع العملية العسكرية حاول الكيان توريط إيران في رد عسكري مشابه لما حدث عند استهداف قنصليتها في دمشق في الأشهر الأولى من العام الحالي، إلا أن المسؤولون في إيران اعتادوا إبعاد العاطفة قدر ما أمكن عن أي حركة سياسية أو غير سياسية ينوون القيام بها، وأثبتوا في قناعاتهم وقراراتهم قاعدة الـ 1+1=2، وأي قرار متخذ مهما بلغ سيكون مدروس النتيجة والعاقبة.
ما هي سيناريوهات الرد المحتملة على الكيان المحتل؟
في تمهيد للرد قررت طهران بأن يكون الرد في شكله منفصلاً عن باقي قوى محور المقاومة وإنهاء مقترح الرد الواحد في الآن الواحد، لاختلاف طبيعة الاعتداء الإسرائيلي على بيروت عن طهران أو صنعاء.
أما في سياق أين سيكون الرد؛ فالمجالات أمام المسؤولون في طهران باتت مفتوحة لتضع على اللائحة كل البعثات والمقرات الدبلوماسية التي عمل الكيان على إجلاءها مؤخراً، فهل سيكون اغتيالاً في عمق الكيان أو في مقراته الغير مشروعة حول العالم.
ما الذي يتوقعه الكيان؟!
في خطته الاحترازية قام الشاباك الإسرائيلي بفرض حظر أمني على تحرك المسؤولين الإسرائيليين وحظر عليهم التحرك في الأماكن التي لا تضم ملاجئ آمنة، خوفاً من سيناريو الاستهداف المتوقع أن يكون باغتيال يطال قاداتهم، كما قام بإجلاء سفاراته حول العالم وأخبر رعاياه وبعثاته كافة بضرورة الالتزام بالإجراءات الأمنية المفروضة.
علماً أن للمحور مواقف سابقة في الرد على الكيان باغتيالات لمراكز أمنية وشخصيات رفيعة المستوى في القرار الصهيوني، فالخوف اليوم من الاغتيال يعيد إلى الذاكرة عملية “كاتم الصوت” التي نفذها ثلاثة مجاهدين فلسطينيين وقتل على إثرها وزير سياحة الكيان “رحبعام زئيفي” في رد على اغتيال الشهيد “أبو علي مصطفى”، حيث كانت صفعة مدوية هزت أرجاء الكيان وأجبرته على إعادة ترتيب أوراقه.
ختاماً… إن الكيان لا يزال خائفاً اليوم من هي الشخصية التي سيطالها هذا الرد إلا أنه من المؤكد ما من شخصية في كل الكيان تساوي نعل حذاء الشهيد هنية الذي شاءت الأقدار أن تجمع جنازته الصوت العربي والمسلم ويوحده للصدح بقضية فلسطين وهو ما سعى إليه ملياً في آخر فترات حياته لتبقى فلسطين الهوية والقدس هي البوصلة.
تابعنا عبر منصاتنا :
تيلجرام Aleppo News
تويتر Aleppo News
أنستغرام Aleppo News