أخبار حلب _ سوريا
بعد أكثر من عشر سنوات من اندلاع الحرب على سوريا ومحاولات عدة دول من تفكيك سوريا بنشر الفوضى والادّعاءات الكاذبة بمحاربة الإرهاب وعلى رأسها تركيا، التي لطالما حرّضت ضعاف النفوس ورسمت لهم أحلاماً وأوهاماً لا يمكن تحقيقها، والدعم الذي قدمته للإرهابيين، جاءت الحكومة التركية اليوم تتوسل من أجل تقارب سوري تركي، إلا أن توسلها في كلّ مرّة يبوء بالفشل.
إذ يستمر المسؤولون الأتراك بالحديث عن ضرورة التقارب مع دمشق، وقد أكد مندوب تركيا الدائم لدى الأمم المتحدة السفير “أحمد يلديز”، خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي عُقدت ليل الخميس 29 آب حول الأوضاع السياسية والإنسانية في سوريا، مشيراً إلى أنه “يجب على جميع الجهات الفاعلة داخل سوريا وخارجها مواجهة الواقع”.
وإضافة لذلك كشف “يلديز” أن في هذا المنعطف الحرج، يجب أن يكون إبقاء سوريا بعيداً عن دوامة العنف الإقليمي أولوية رئيسة للجميع، معترفاً بأن “حزب العمال الكردستاني” الذي يعد من أكبر مكونات ميليشيا ” قسد” هو تنظيم “إرهابي” مبيناً أن هذا التنظيم الإرهابي يشكل أكبر تهديد لوحدة سوريا وسلامة أراضيها، ولكل جهد حقيقي لضمان السلام والاستقرار في البلاد.
ومن جهة أخرى، أعرب رئيس البرلمان التركي “نعمان كورتولموش”، قبل يوم من الجلسة؛ عن استعداده للقاء رئيس مجلس الشعب السوري “حمودة صباغ”، انطلاقاً من مبدأ أن الشعبين السوري والتركي لا يحملان أي عداء تجاه بعضهما، كاشفاً أن تطبيع السياسة الخارجية التركية يعزز من قوة تركيا في النظام العالمي الجديد، ما يعني أن حتى التقارب الذي تدّعي تركيا أنه من أجل استقرار وسلام سوريا يصبّ في مصلحتها هي.
وبالمثل، ذكر وزير الدفاع التركي “يشار غولر” قبل هذه التصريحات بأيام، أ، أنقرة لا يمكن أن تناقش التنسيق بشأن الانسحاب من سوريا إلا بعد الاتفاق على دستور جديد وإجراء انتخابات وتأمين الحدود، وقد اعتبر بعض المحللين هذا التصريح بأن من شأنه أن يعيد المفاوضات السورية- التركية إلى نقطة الصفر، على اعتبار أن مسألة الوجود العسكري التركي هو مسألة خلافية بين الجانبين السوري والتركي.
علماً أن السيد الرئيس “بشار الأسد”، أكد في كلمة ألقاها أمام أعضاء مجلس الشعب، أن “استعادة العلاقات الطبيعية مع تركيا كنتيجة للانسحاب والقضاء على الإرهاب، نحن لم نرسل قوات لكي تحتل أراضي في بلد جار، ولم ندعم الإرهاب لكي يقوم بقتل شعب جار، وأول الحل هو المصارحة لا المجاملة، هو تحديد موقع الخطأ لا المكابرة”.
كما تابع الرئيس “الأسد” أن ما يصرح به بعض المسؤولين الاتراك بأن سوريا قالت إن لم يحصل الانسحاب لن نلتقي مع الأتراك غير صحيح، المهم أن يكون لدينا أهداف واضحة وأن نعرف كيف نسير باتجاه هذه الأهداف.
والحقيقة المؤكدة اليوم، هي أن تركيا لم تعد تستطيع الهرب من الواقع، وها هي تعترف بأنها يجب أن تخضع للحقيقة، وأن ما رسمته خلال السنوات الماضية أصبح هباءً منثوراً ورماداً أحرقه الصمود السوري قائداً وشعباً، وأن أهدافها المخطط لها لا يمكن تحقيقها في سوريا.
تابعنا عبر منصاتنا :
تيلجرام Aleppo News
تويتر Aleppo News
أنستغرام Aleppo News