أخبار حلب _ سوريا
بين مدير عام منظمة المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة (أكساد) الدكتور “نصرالدين العبيد”، أن المنطقة العربية تواجه العديد من التحديات التي تهدد الامن الغذائي العربي وخاصة التغيرات المناخية التي تشهدها المنطقة العربية والمتمثلة بانخفاض معدلات الهطول المطري والارتفاع الملحوظ في درجات الحرارة، لافتاً إلى ضرورة الاستفادة من نماذج النجاح العربية لمعالجة مياه الصرف ومشروعات التحلية وخاصة في مصر ودول الخليج العربي.
حيث أكد “العبيد” في تصريحات صحفية على هامش اجتماعات المجلس الاقتصادي والاجتماعي في جامعة الدول العربية المنعقدة في القاهرة اليوم الأربعاء على ضرورة الاستفادة من مصادر المياه غير التقليدية مثل المياه المالحة والعسرة ومياه الصرف الصحي المعالجة، وإعادة استخدامها في الري الزراعي من خلال تطبيق الإدارة المثلى لاستعمالات هذه المياه، بهدف توفير إنتاج اقتصادي جيد للمزارع مع المحافظة على القدرة الإنتاجية للتربة واستدامتها ومنع تدهورها.
وفي هذا الصدد، أشار مدير عام أكساد إلى تنفيذ العديد من المشاريع في الدول العربية بهدف تطوير إدارة جيدة وملائمة لاستعمال المياه المالحة في النظام الزراعي، وقام بتحديد العلاقة بين نظام الري المتبع وملوحة التربة، وطبق أكساد من خلال أبحاثه نظام الإدارة المتكاملة للترب والمياه المالحة، منوهاً بإنه تم دراسة تأثير الري بالمياه المالحة على خصائص التربة، وعلى إنتاجية العديد من المحاصيل الاستراتيجية مثل القمح والشعير والقطن وغيرها من المحاصيل الأخرى.
بالإضافة إلى ذلك، لفت “العبيد” إلى قيام خبراء «أكساد» بتحديد الحدود الملحية للعديد من المحاصيل بهدف اختيار المحصول المناسب لملوحة المياه المتوفرة في المنطقة، وضمن هذا الإطار نفذت منظمة «أكساد» مشروع نقل تقنيات استعمالات المياه المالحة والعسرة إلى المزارعين، بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي والصندوق الدولي للتنمية الزراعية(ايفاد) في 7 دول عربية.
كما بين مدير عام (أكساد ) إن هذه التقنيات تم تنفيذها في سوريا ومصر وتونس وليبيا والجزائر والمغرب والكويت، بهدف تحديد العتبات الملحية للحاصلات الزراعية وعلى رأسها أصناف القمح المعتمدة في «أكساد» حديثاً، ومراقبة التغير في الخصائص الأساسية للتربة تحت ظروف الري بالمياه المالحة.
وبالمثل، نبه “العبيد” إلى أن منظمة «أكساد»، أدخلت تقنيات جديدة لحصاد المياه وصيانة التربة تمثلت في تنفيذ سدود الجابيونات لأول مرة بمحافظة مطروح، في إطار الحد من ظاهرة التصحر وزحف الرمال وحماية البنى التحتية، ومشروع مكافحة التصحر والتثبيت الميكانيكي والحيوي للكثبان الرملية والرمال الزاحفة في واحة سيوة على أطراف بحر الرمال العظيم بالاستفادة من مياه الصرف الزراعي.
كما تابع مدير «أكساد» إنه تم تنفيذ مشروع تثبيت الكثبان الرملية وحماية البنى التحتية بمحافظة شمال سيناء وفي جنوب سيناء بغرض وقف زحف الرمال وحماية الأراضي الزراعية، ترافق ذلك ببناء القدرات من خلال تنفيذ الدورات التدريبية وورشات العمل وتنظيم الأيام الحقلية وأنشطة رفع التوعية وتفعيل النهج التشاركي في مجال تأهيل الأراضي المتدهورة واستعمالات المياه غير التقليدية.
وفي هذا السياق، ذكر “العبيد” إلى أن لدى المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة «أكساد» مشروعات طموحة لمواجهة تحديات الجفاف والملوحة والتصحر لحماية الأمن الغذائي، من خلال التركيز على أهمية التعاون الخلاق بين منظمة «أكساد» والمؤسسات البحثية في مصر التي نُفذت من خلالها المشروعات التنموية، ومن أهمها مشروع امداد المجتمعات المحلية بالمياه عن طريق حصاد المياه، بمحافظة مطروح وتنفيذ مشروع الإدارة المتكاملة لمناطق السقوط المطري.
ونوه أيضاً، إلى أن تجارب منظمة «أكساد» في مجال تحمل أصناف القمح للإجهادات الملحية في ظروف الزراعة الملحية التي تعقدها بالتعاون مع مركز البحوث الزراعية لصالح عدد من فني مركز بحوث المحاصيل الحقلية في جمهورية مصر العربية، تأتي في إطار مشروع تقييم وانتخاب واستنباط تراكيب وراثية لقمح الخبز قابلة للتكيف ومتحملة للملوحة، والقيام بأعمال التدريب، انطلاقاً من محدودية مصادر المياه العذبة التقليدية في الوطن العربي، وزيادة الطلب عليها في ظل النمو السكاني المتزايد.
وأشاد “العبيد” بجهود المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة كبيت خبرة عربي يخدم الأمن الغذائي رغم التحديات التي تواجهها المنطقة في ظل تغير المناخ ومحدودية المياه، مشيرا إلى أن أصناف «أكساد» من القمح حققت نجاحات في العديد من الدول العربية وتلقي إقبالا من الدولة نظرا لتميزها بتحمل الإجهادات البيئية.
وبالختام، شدد مدير عام منظمة «أكساد»، على أهمية البحث العلمي وضرورة التعاون بين المراكز البحثية بالدول العربية والمركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة «أكساد»،الذراع الرئيسية لجامعة الدول العربية، موضحاً أن المركز العربي لديه تجارب نجاح في محافظتي جنوب وشمال سيناء، وفي واحة سيوة بمحافظة مطروح، وتعد نماذج عربية لخدمة الأمن الغذائي، في ظل تحديات المياه والتربة والملوحة، مشيراً إلي استنباط خبراء «أكساد» أصناف من القمح أكثر تحملاً للجفاف وتتميز بالإنتاجية المرتفعة وتوفير المياه.
تابعنا عبر منصاتنا :
تيلجرام Aleppo News
تويتر Aleppo News
أنستغرام Aleppo News