أخبار حلب _ سوريا
لو أردنا أن نبحث عن معركة كاملة الشرعية فلا معركة مثل القتال ضد الصهاينة، هذا ما جاء في خطاب السيد “حسن نصر الله” بتاريخ 3/11/2023 عن الشهداء الذين ارتقوا على طريق القدس.
حيث بدأ السيد “حسن” خطابه عن الشهداء على طريق القدس عام 2023 بقوله: “اليوم نحن نحيي ذكر هؤلاء الشهداء شهداء المقاومة الإسلامية في لبنان وشهداء حزب الله وشهداء السرايا اللبنانية المقاومة الاحتلال الإسرائيلي وشهداء كتائب القسام في لبنان وشهداء سرايا القدس في لبنان والشهداء المدنيين الذين استشهدوا ظلماً على يد الصهاينة وبينهم صحفيون.
وفي كلمة لعائلات الشهداء توجه السيد “حسن” بالدرجة الأولى إلى عوائل الشهداء، مبيناً أنه يتحدث عن شهداء الجبهة اللبنانية من لبنانيين وفلسطينيين، كما توجه إلى عوائل الشهداء بالتبريك لنيل أعزائهم وأحبائهم هذا الوسام الإلهي، وبالعزاء لفقد هؤلاء الأعزة والأحبة من بين عائلاتهم سواء كان أباً أو أخاً أو زوجاً أو ابناً، سائلاً الله سبحانه وتعالى أن يتقبل من الجميع ويمتد تبريكنا وعزائنا إلى كل عوائل الشهداء في قطاع غزة وفي الضفة الغربية، في كل مكان ارتقى فيه شهداء في هذه المعركة معركة طوفان الأقصى التي أصبحت ممتدة في أكثر من جبهة وفي أكثر من ساحة.
وعن الشهداء قال السيد أن الشهداء هؤلاء فازوا فوزاً عظيماً، يكفي أن نقرأ بعض آيات الله سبحانه وتعالى في حقهم ليكون ذلك موضع اعتزاز وافتخار لعائلاتهم ولنا جميعاً ولنكون على يقين إلى المكان الذي مضوا إليه إلى العالم الذي رحلوا إليه إلى ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر؛ يقول الله سبحانه وتعالى عن الشهداء: “وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ“.
وخلال خطابه الموجه لشهداء المقاومة حينها أكد أن الشهداء هم الأحياء والفرحون المستبشرون المتنعمون برحمة الله وفضله ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون، هنيئاً لكل الشهداء للشهداء المقاتلين والشهداء المظلومين للشهداء من الرجال والنساء والولدان والصغار والكبار، هنيئاً لهم انتقالهم إلى ذلك العالم إلى جوار الله وملائكته وأنبيائه ورسله وأوليائه وشهدائه، حيث لا استكبار أمريكي ولا استبداد صهيوني ولا عدوان ولا قتل ولا مجازر.
وعن درب الشهداء في معاركهم شدد على أنهم من هذا الموقع الإيماني والعقائدي ننظر إلى الشهداء وعوائل الشهداء، موضحاً لقد مضى أبناؤكم وأعزّاؤكم في معركة، مؤكداً أنه لو أردنا أن نبحث عن معركة كامله الشرعية من الناحية الإنسانية من الناحية الأخلاقية من الناحية الدينية لن نجد معركة كمعركة القتال مع هؤلاء الصهاينة والغزاة المحتلين لفلسطين على المستوى الأخلاقي وعلى المستوى الشرعي، ولذلك هي من أوضح وأعظم مصاديقَ القتال في سبيل الله سبحانه وتعالى وهذا ما يجب أن نعرفه جميعاً.
وأما في ختام خطابه فقال: “قوتنا الحقيقية في هذا الإيمان في هذه البصيرة في هذا الوعي في هذا الالتزام العميق بالقضية في هذا الاستعداد العظيم للتضحية، في هذا الصبر الذي لا حدود له الذي يعبر عنه اباء وامهات وزوجات وابناء وبنات وعوائل الشهداء”.
أبرز ما جاء في خطابه عن الشهيد “عباس الموسوي”..
استهل السيد “حسن” خطابه بعد استشهاد السيد “عباس الموسوي” قال: “إن استشهاد الأمين العام لحزب الله بالنسبة لنا أمر متوقع في كل لحظة وكل يوم وبالنسبة للشهيد أيضاً وكان على موعد مع هذا اللقاء، عندما بدأنا طريق المقاومة الإسلامية وكنا قلّة، بعضهم وصف طريقنا بطريق الانتحار، ولكننا كنا نرى فيه طريق الشهادة والانتصار، إننا اليوم في معركة معنويات مع العدو الإسرائيلي حيث يتصور العدو أنه باغتيال قيادتنا وعلمائنا يستطيع أن يقضي على المسيرة الجهادية في لبنان، أما نحن فلا يمكن لهذا الأسلوب أن يجدي معنا نفعًا حيث أنه منذ كربلاء القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة.
وخلال الخطاب أوضح أن القرار إلهي؛ فالسيد حي فينا أبداً.. إذا استشهد السيد “عباس” هل نتراجع؟ هل نقبل بالصلح، هل نقبل بالذل؟ إذا تراجعنا هنا تكون الهزيمة أما عندما يستشهد السيد “عباس” وعندما تغلي دماء السيد “عباس” في نفوسنا هكذا يتحول القتل الى انتصار، إلى تصميم على متابعة الطريق.
وأكد حين ذلك أن اليوم هو يوم التضحية والوفاء لدماء السيد “عباس” وكل الشهداء، لا بإطلاق الرصاص والمظاهر التي ورثناها عن الجاهلية بل الوفاء يكون في دعم الأخوة المجاهدين الذي يرابطون في هذا الطقس القارس على محاور المقاومة الإسلامية، مشدداً على أن هكذا يكون الوفاء وهكذا نفهمه، ليس من منطقنا الانتقام، لن ننتقم، إنما معركتنا مع “إسرائيل” معركة وجود و”إسرائيل” سنقاتلها، اغتالت السيد “عباس” أم لم تغتله، إنها الغدة السرطانية التي يجب أن نقاتلها حتى تزول من الوجود.
أبرز ما جاء في خطابه عن الشهيد “عماد مغنيّة”…
وخلال تشييع الشهيد الحاج “عماد مغنية” والذي عُرِف بالحاج “رضوان”، قال السيد “حسن” أن الحاج “مغنيّة” من القادة الكبار الذين كان جهادهم وسهرهم وتعبهم وحياتهم كلها صداقة سر مع الله تعالى وهؤلاء جنود الله المجهولون في الأرض المعروفون في السماء، لا يدافعون عن أنفسهم بل يدافعون عن الأمة والوطن وقضايا الحق ولا ينتظرون مديحاً لأنهم مجهولون ولا يردّون تهمة ظالم أو كاذب ومدّع لأنهم مستورون ولا يدافعون عن أنفسهم لأنهم لا يرون لأنفسهم وجوداً خارج معركة الجهاد والعطاء والتضحية.
وعن حق الشهيد الحاج أوضح أن بعد شهادة هؤلاء، فحقهم علينا جميعاً أن ننصفهم وأن نكشف للعالم وجوههم المنيرة وحقائقهم الصافية وعطاءاتهم العظيمة، اليوم حق الحاج “عماد مغنية” الشهيد على هذه الأمة أن تعرفه من أجلها لا من أجله، وحقه على الأمة أن تنصفه من أجلها لا من أجله وحقه على الأمة أن تستلهم روحه ودرسه وجهاده من أجلها لا من أجله، فرضوان اليوم في رضوان الله وكل ما قد يقال عنه في دار الدنيا من ثناء أو مديح هو جزء من الدنيا الفانية التي لا تساوي شيئاً في حسابات أهل الآخرة الواصلين.
وعن فرح الصهاينة باستشهاده أكد أن الصهاينة يرون في استشهاد الحاج “عماد” إنجازاً كبيراً، ونحن نرى فيه بشارة عظيمة بالنصر الآتي والحاسم والنهائي إن شاء الله، وهم يظنون أنه بقتله ستنهار المقاومة، قتلوه في سياق حرب تموز التي ما زالت مستمرة، فحتى اللحظة لم يعلن أي وقف لإطلاق النار، وما زالت مستمرة سياسياً وإعلامياً ومادياً وأمنياً ومدعومة من نفس الدول التي دعمت حرب تموز، قتل في سياق هذه الحرب، ولكنهم مشتبهون تماماً ومخطئون تماماً.
أبرز ما جاء في خطابه عن الشهيد “قاسم سليماني”…
وأما في خطابه في الذكرى الثالثة لاستشهاد الحاج “قاسم سليماني” فقال: “أحد الأشكال أو العوامل التي تكشف لنا عن عظمة أي شخصية، عن عظمة أي شخص أو مكانته أو حقيقته أو جوهره، من جملة هذه العوامل عمله في الدنيا، ما قام به، ما أنجزه، هل ما قام به عظيم، كبير، جليل، مهم؟ هذا من الكواشف عن حقيقة الشخصية، عندما نَأتي إلى الشهيد القائد الحاج “قاسم سليماني” نحن نكتشف من خلال عظيم عمله وإنجازاته ونجاحاته نكتشف عظيم شخصيته وحقيقة جوهره ومكانته، إلى أن ختم الله له سبحانه وتعالى بهذا الوسام الرفيع وهذه الشهادة العظيمة على يد الشيطان الأكبر وأعظم طواغيت هذا العالم في العصر الحديث.
وعن شخصية الحاج “قاسم” قال: “أنه خلال عقدين تقريباً تولى الحاج “قاسم” قيادة قوة القدس في حرس الثورة الإسلامية، وهذه القوة هي معنية بالوضع الجهادي في منطقتنا بشكل خاص، وعنوانها الرئيسي هو القدس وبيت المقدس، عندما دخل الحاج قاسم قبل عشرين عاماً أو أكثر من عشرين عاماً إلى منطقتنا، إلى ساحتنا، إلى مياديننا، كان يتوفّر له وبين يديه وخلفه 3 عناصر أو عوامل أساسية:
الأول: شخصيته هو، بما كان يتمتع به من صدق كبير، إخلاص عظيم، إخلاص لله سبحانه وتعالى، لم يكن يطلب شيئاً لا من حسن الصيت ولا من مناصب الدنيا، وهو كان في السنوات الأخيرة من أوفر المرشحين حظاً لرئاسة إيران، لكنه فضّل أن يبقى في الميادين وفي الجبهات وعلى خطوط القتال، لم يكن يطلب شيئاً، كان على درجة عالية من التقوى، من التدين، من الالتزام بالضوابط الشرعية، من عشق الله ومحبّة الله وشوق لقاء الله وطلب الشهادة، أيضاً في المواصفات الشخصية، عقل وحكمة وتدبير وذكاء وإبداع وألمعية وقدرة تخطيط، وأيضاً قدرة هائلة على تحمل التعب والمشاق والصعوبات، وأمل عظيم بالمستقبل.
الثاني: أنه كان يتكئ أو يستند إلى قيادة، إلى قائد حكيم وعظيم وشجاع ومدير ومدبّر ومُطل على كل ساحات هذا العالم، هو سماحة الإمام القائد السيد “الخامنئي”، ما كان يقوم به الحاج “قاسم” في الاستراتيجية، في الخطوط العريضة، في الأوامر الأساسية، في التوجهات الأساسية، هذه كانت إرشادات سماحة الإمام الخامنئي، وتوجيهات سماحة الإمام الخامنئي، وضوابط وحدود وسقوف سماحة الإمام “الخامنئي”، مبيناً أن الحاج “قاسم” لم يكن جنرال الولاية، كان جندي الولاية، وكتب في وصيته وأوصى أن يُكتب على ضريحه، لا يكتب لا جنرال ولا فريق ولا لواء ولا أي شيء، كتبوا جندي الولاية “قاسم سليماني”، هو هكذا عاش في حياته.
الثالث: هو أنه جاء إلى ميدان، هنا يجب أن نؤكد على وطنية الحالات القائمة في محور المقاومة، عندما جاء مثلاً في بداية قوة القدس إلى لبنان واتصل بالإخوة الفلسطينيين إلى مقاومة موجودة وحاضرة، إلى إرادة لبنانية بالمقاومة والقتال، إلى إرادة فلسطينية عمرها عشرات السنين في المقاومة والقتال. لاحقاً بعد احتلال العراق هو جاء إلى العراق، إلى العراقيين الذين يملكون رؤية وإرادة وقرار. في تطور الأحداث في سوريا وفي اليمن وفي غيرها من البلدان كذلك، مضيفاً أن نقطة الوصل الحقيقة التي كانت تسري فيها الدماء والروح والمعنوية والعقل والفكر في هذا المحور خلال عشرين عاماً كان يُجسّدها الشهيد القائد الحاج “قاسم سليماني” رحمه الله”.
ختاماً…
فإن السيد “حسن” أكّد في خطاباته عن أهمية دور الشهيد، وآثار الشهداء قبل الشهادة، واليوم قد ارتقى السيد شهيداً، وباتت خطابات البطولة والبسالة التي توجّه للشهداء تتوجه لسماحته وعظمته، حيث كان بذاته قوة زلزلت الكيان وأرعبت جنوده في كل ميدان، نعيت العظماء وارتقيت شهيداً عظيماً ونعتك القلوب جميعاً.
تابعنا عبر منصاتنا :
تيلجرام Aleppo News
تويتر Aleppo News
أنستغرام Aleppo News