أخبار حلب _ سوريا
اعتقد الكيان الصهيوني أنه باغتيال الشهيد السيد “حسن نصر الله” سيكون الطريق أمامه مفتوحاً لمزيد من الوحشية ومد نفوذه الصهيوني في المنطقة؛ حيث كثّف من عملياته العدوانية على سوريا، وتصاعدت اعتداءاته بمعدل غارتين يومياً، توزعت ما بين المناطق الساحلية، والوسطى والجنوبية، ومنها ما تركز بالعاصمة دمشق، إذ اعتدى بشن غارات على نقاط للدفاع الجوي في عدد من المحافظات، وشخصيات قيادية في حزب الله، ما يُظهر قلقاً أمنياً صهيونياً من سوريا بوصفها جبهة إسناد لحزب الله.
ومن جهة تكثيف الغارات فإنها تتزايد كعدد، أما النقاط التي يعتدي الكيان الصهيوني عليها هي ذاتها لم تتغير، حيث تركزت معظم الاعتداءات الصهيونية على نقاط عسكرية اعتدى عليها الكيان مسبقاً، حتى الشخصيات التابعة لقيادة حزب الله، سبق وأن ترصد الكيان لشخصيات قيادية لتنفيذ عمليات اغتيال بحقها، إلا أن ما يلفت النظر هو التحرك العسكري الصهيوني والذي بات واضحاً على الشريط الحدودي للجولان، والذي بدأ بتقدم دبابات الميركافا وانتشار عدد من الجنود على طول الشريط الحدودي مع القنيطرة.
وفي هذا السياق، أوضح مصدر محلي من بلدة حضر بريف القنيطرة، أن الدبابات الصهيونية تمركزت قبالة البلدة، وسط استعدادات عسكرية محتملة من العدو الصهيوني، مشيراً إلى أن هذه التحركات قد تبدو روتينية في حال عدم وجود حرب قائمة، لكن طبيعة التموضع الخاص للدبابات يوحي بتخوف صهيوني من أي خرق أمني في هذه الجبهة.
وإضافة لذلك بين أن تمركز الدبابات ترافق معه انطلاق لطيران الاستطلاع على طول الشريط الحدودي في عملية مسح شاملة يجريها الطيران، عدا عن الاحتياطات الأمنية المرافقة لعملية الحفر والتي تنفذها الجرافات الصهيونية على طول الشريط الحدودي مع القنيطرة، على مساحة تقارب 2 كم، انطلاقاً من الأراضي قبالة بلدة حضر وصولاً إلى الريف الجنوبي وتحديداً جبابتا الخشب.
وبحسب مختار الجولان “عصام الشعلان” فإن الكيان الصهيوني يواصل تركيز غاراته على المنطقة الجنوبية في عدوانه، إذ استهدف في الأيام القليلة الماضية نقاطاً عسكرية في المنطقة الواقعة بين مدينة الصنمين وبلدة القنية شمالي درعا، كذلك استهدف نقاطاً في محافظتي السويداء والقنيطرة، في إشارة إلى القلق الصهيوني من المنطقة الجنوبية.
كما أشار “الشعلان” إلى أن العدو الصهيوني يشن حملة ترهيب ممنهجة داخل الأرضي المحتلة، تحسباً من أحداث داخلية، كذلك يستهدف أي تحرك للمدنيين داخل الأراضي السورية بالقرب من أعمال الحفر التي ينفذها على الشريط الحدودي في مخالفة واضحة وانتهاك فاضح لاتفاق فصل القوات الأممي.
بدوره اعترف كيان الاحتلال أول أمس بمقتل جنديين في صفوف “جيشه”، وإصابة 24 آخرين، جراء استهداف مسيّرة، أُطلقت من العراق، وأصابت قاعدةً عسكريةً صهيونية في الجولان السوري المحتل، رغم كل الاستعدادات العسكرية التي جهزها، وتعد هذه الحادثة شرارة جديدة تمهد لأعمال إضافية داخل الجولان السوري المحتل، خاصة وأن الاحتلال بات أكثر قلقاً من خطر المسيرات، إذ لم تستطع القواعد العسكرية الأمريكية في العراق ولا حتى المنظومة الدفاعية الجوية في الجولان من اكتشافها، الأمر الذي قد يشكل خاصرة رخوة في كيان الاحتلال عبر هذه الجبهة والتي تضم عدداً كبيراً من المعسكرات.
الجدير بالذكر أن التقديرات العسكرية تشير إلى أن الخطر الأكبر بالنسبة للعدو الصهيوني يكمن في جبهة الجولان، التي طالما كانت الخاصرة التي يخشاها، خاصة بعد حادثة المسيرات القادمة من العراق ومقتل جنديين وإصابة العشرات، إذ سبق أن تحدثت تقارير صهيونية عن قدوم آلاف المقاتلين من العراق واليمن وسوريا لمهاجمة الكيان، وعليه بات الاستنفار والاستعداد أكثر شمولية.
علماً أن الجنون الصهيوني في الاعتداءات الذي ازداد بعد اغتيالات القادة لن يجدي نفعاً، فهو إلى اللحظة في ميدان الخاسر رغم كثافة اعتداءاته وعدد الشهداء الذي يرتقون على طريق القدس، فمنذ عام إلى اليوم لم يحقق الكيان أي هدف من أهدافه بالإضافة إلى فشل دفاعاته الجوية المتكررة في الوقوف بوجه صواريخ المقاومة القادمة من كل الاتجاهات.
تابعنا عبر منصاتنا :
تيلجرام Aleppo News
تويتر Aleppo News
أنستغرام Aleppo News