أخبار حلب _ سوريا
لم تهدأ نار رجال حزب الله أبداً بعد جريمة الكيان الصهيوني باغتيال الشهيد السيد “حسن نصر الله”، وما بدأ به السيد تستمر به المقاومة وفاءً له ورداً لحق دمائه، وإصراراً على مواجهة الكيان بأي ثمن، والهدهد1 والهدهد2 اللذان عادا للمقاومة اللبنانية بالكثير وعلى عين السيّد في الشهرين السادس والسابع، وحملا نبأً عظيماً للمقاومة، لم يكونا الوحيدين من قدرات المقاومة، فالآن واستمراراً لنهج السيّد، عاد هدهد3 إلى المقاومة برسائل وجديدة، إكراماً للسيد ولدمائه ونهجه الذين لن ينتهي،
حيث بثَّ حزب الله مساء أمس الأربعاء، مشاهد جديدة من سلسلة “الهدهد” التي ترصد عبر التصوير الجوي مواقع صهيونية، وقد شمل التسجيل المصوّر هذه المرة مشاهد لمواقع استراتيجية عديدة في حيفا، في تهديد جديد للاحتلال الصهيوني في خضم الحرب على لبنان، وهو الجزء الثالث من سلسلة “الهدهد”، التي بدأ “حزب الله” بنشرها منذ حزيران الماضي، والتي تشمل مسحاً دقيقاً لمناطق في الأراضي الفلسطينية المحتلة، صوّرته طائرة مسيّرة تمكّنت من تجاوز وسائل الدفاع الجوي للاحتلال، وعادت دون كشفها.
وإضافة لذلك فقد تضمّن الفيديو الجديد، الذي حمل اسم “هدهد 3- حيفا الكرمل” وامتدّ لـ7 دقائق، صوراً لقواعد عسكرية ومراكز اتصالات ومناطق صناعية ومواقع حيوية في حيفا والكرمل، كما شمل البنى التحتية في حيفا، من أنفاق وطرق تحت الأرض ومستشفيات ومنشآت عامة، بينها جامعة حيفا وبرج اتصالات ومصفاة نفط، إضافة إلى منصّات قبة حديدية، بالإضافة للمنطقة الصناعية كريات ناحوم، ومصفاة نفط حيفا، والمنطقة الصناعية كريات آتا، ومصانع نيشر لمواد البناء.
ولم يكتفِ الفيديو عند هذا الحد؛ فقد ظهر خلاله قواعد عسكرية هي: ميشار التي تربط بين قيادة المنطقة الشمالية ووزارة الحرب في تل أبيب، ومشمار هكرمل الجوية، وزئيف الجوية، وكريات ايلعيزر الجوية، وستيلا ماريس للمراقبة البحرية، وغرفة القيادة “بي أم سي”، وصوراً لمجمع إسحاق رابين وجامعة حيفا، وبرج أشكول، ومحطة التلفريك العلوية، ومجمع “غراند كانيون” التجاري، وشبكة الأنفاق الوسطية في جبل الكرمل، ومستشفى بني تسيون، وشارع “تشرنيكوفيسكي”، وفي نهاية المقطع، كتب “حزب الله” عبارة باللغة العبرية “على الهدف”، في تهديد مباشر بضرب المنطقة، في حال استمرّ العدوان على لبنان.
أهم الرسائل التي حملها الهدهد3…
وقد حمل الهدهد3 رسائل نوعيّة للكيان الصهيوني، مستمراً بمسيرته في جمع المعلومات وبثّها تأكيداً للكيان بأن المقاومة تفعل، تهدد وتنفذ وأن يصل الهدهد إلى مناطق أكثر، يعني أن يصل الاستهداف إلى عمق أكبر، مؤكداً احتفاظه بقدرته على اختراق دفاعات الكيان الصهيوني وتحديث بنك أهدافه، فالمشاهد الجديدة تركزت على مراكز ثقل في مدينة حيفا، مما يعني أن الحزب قادر على تحديث بنك أهدافه رغم عنف الضربات الصهيونية، كما يعكس قدرة الحزب على رصد الأهداف ذات القيمة الإستراتيجية من عقد قتالية ومواقع إستراتيجية، وهو ما يتضح في عمليات القصف التي نفذها خلال اليومين الماضيين التي بدأت تتصاعد في أهمية أهدافها…
– رسالة واضحة وصريحة للعدو الذي ظن أن حزب الله قد دُمر بعد جريمة اغتيال فقد نفذ الهدهد المهمة بنجاح، وبات العدو في حالة استنفار كامل في الميدان.
– الإشارة الى مصفاة حيفا ومصانع ومعامل يعني بأن المقاومة قادرة على استهدافها.
– منطقة حيفا والكرمل دخلت بشكل كامل ضمن دائرة الاستهداف، وبالتالي لن يستطيع نتنياهو أن يعيد سكان الشمال.
– استطاعت المقاومة التصوير بدقة بعض المراكز التي تستخدم لأغراض مزدوجة على سبيل المثال: (في جامعة حيفا وبرج أشكول الذي تم تركيب أجهزة اتصالات فوقه، أو الأنفاق التي تستخدم كمستشفيات في زمن الحرب في المفرق الكبير، ومن خلال إظهار فتحات الأنفاق، أعطى حزب الله رسالة مفادها أنها تعتبر هدفاً مشروعاً، لكن سقوط صاروخين أو ثلاثة صواريخ ثقيلة على هذا التقاطع سيسبب أزمة مرورية في المنطقة بأكملها
– فقد ركز هذا الفيديو على مناطق ومراكز لم يعرف عنها أحد الكثير حتى الآن، مؤكداً أن الصهاينة بنوا معظم مراكزهم العسكرية والأمنية في المراكز السكانية وربما سيتم استهداف هذه المراكز قريباً.
الهدهد3 بعين المحللين..
وفي هذا السياق؛ أكد الخبير العسكري العميد “إلياس حنا” أن موعد تصوير الفيديو مهم جداً، وعن نقل القطعات العسكرية، فأوضح أن بعض القواعد العسكرية كبيرة ولا يمكن نقلها مثل رامات ديفيد، وإن الدفاعات الصهيونية عموماً لا يمكنها توفير الحماية الكاملة بدليل أن 80 صاروخاً من أصل 180 أطلقتها إيران مؤخراً تجاوزت هذه الدفاعات وضربت قواعد عسكرية باعتراف الكيان.
من جهته، قال الخبير العسكري العقيد ركن “حاتم الفلاحي”، إن هذه الصور الجديدة تعني تحديث الحزب معلوماته حسب تحريك القطعات العسكرية، وتظهر أيضا قدرته على الدخول والتصوير في ظل حالة التأهب القصوى الحالية، مشدداً على أنّ حزب الله تجاوز أزمة اغتيال قادته وانتقل إلى مرحلة جديدة من الحرب واستعادته للقيادة والسيطرة ظهرت على الأرض، ولو وقعت حرب برية مباشرة ستكون مكلفة جدا للاحتلال الذي لا يزال يتحرك في مساحة ضيقة جداً على نقاط التماس.
علماً أن هذا يأتي في إطار التطورات المتلاحقة التي يشهدها جنوب لبنان مع العمليات التي تشنها المقاومة الإسلامية ضد مواقع عسكرية للاحتلال الصهيوني شمالي فلسطين المحتلة والتصدي لمحاولات تقدم بري، حيث استهدف حزب الله قوة صهيونية حاولت التسلل من محيط رأس الناقورة باتجاه منطقة المشيرفة، وفجر عبوة ناسفة في مجموعة أخرى خلال محاولتها التسلل إلى بليدا، كما أعلن حزب الله قصف قوات صهيونية كانت تتسلل باتجاه منطقة اللبونة، واشتبك عناصر الحزب مع جنود كانوا يحاولون التسلل إلى بلدة ميس الجبل.
وفي سياق عمليات المقاومة، أعلن حزب الله قصف تجمعات لجيش الكيان في جنوب مارون الراس وعلى مرتفع القلع في بليدا، كما قام بقصف تجمعات لقوات الاحتلال في منطقة زوفولون وبساتين المنارة ومسكاف عام وكفرجلعادي وكريات شمونة وحتسور وصفد ومستوطنة أمنون شمال طبريا، واستهدف قاعدة راعم العسكرية جنوب الجولان السوري المحتل.
ختاماً…
إن جميع عمليات المقاومة هي كسر لعنجهية الكيان وتأكيد بأن جبهة الإسناد مستمرة ولن تنتهي، وأن الدفاع عن شعبها حق يجب أخذه من عين الكيان وبأي ثمن، كما أنها تؤكد للكيان بأن كل اغتيالاته وعملياته لن يكن لها فائدة، فالكيان اغتال السيد جسداً إلا أنه كفكر ونهج فهو قائم بين جميع المقاومين في المحور وبكل الجبهات وبكل الأماكن سواء كان جبهة قتال أو غيرها، كما أن العمليات مستمرة، للقضاء على كل ذرة من الكبرياء يحملها الكيان، وفرض قوة المقاومة في الساحة، ومنع أي وجود للصهيوني فيها، فالكيان الذي يهدد ويرفع صوته، ها هو يتراجع كالجبناء كل ما حاول التقدم، وصوت رصاص المقاومة وضرباتها قد طغى على صوته، بل لم يعد للكيان صوتاً إلا الصراخ والعويل من الهلع والخوف.
تابعنا عبر منصاتنا :
تيلجرام Aleppo News
تويتر Aleppo News
أنستغرام Aleppo News