أخبار حلب _ سوريا
أسواق تجذب الزوّار بعبق الزعتر الحلبي وصابون الغار وروائح العطور الفواحة كرائحة ياسمين الشام… هي حتماً أسواق حلب القديمة.
تتميز مدينة حلب بأسواقها التجارية القديمة، التي تعد الأولى في جميع أنحاء العالم من حيث كبرها وسعتها، لما لها مكانة تجارية مهمة، فقد كانت عبر التاريخ وجهة القوافل التجارية من دول العالم، ومقصد من يملك رأس مال ويريد توظيفه في التجارة والصناعة، مع تعدد الفعاليات الاقتصادية التي تمارس فيها، وتوسّعت في العهد الأيوبي ثم في العهدين المملوكي والعثماني، فهي من أجمل أسواق الشرق العربي والإسلامي.
تتلاصق هذه الأسواق الواسعة والكبيرة على طرفي الشارع المستقيم الممتد من باب أنطاكية إلى سفح قلعة حلب، الذي كان ممراً للحجاج القادمين إلى المدينة لزيارة الإله الحلبي الكبير “حدد” في قلعتها، تشبه في طريقة بنائها آثار دمشق، وأفاميا، وقلعة المضيق، وجَرَش في الأردن، وغيرها من المدن التي بناها “سلوقس نيكاتور” عام 300 (ق.م)، وهو ما يبقيها شاهداً على عراقة مدينة حلب وتطورها عبر التاريخ.
ومن أسواق حلب المشهورة والتي ستكون موضوع مادتنا اليوم هو سوق “الأحمدية” بحلب القديمة الذي يقع بالقرب من ساحة الفستق وسوق السقطية، بطول يقدّر ب(40) متر تقريباً، وهو أحد الأسواق التسعة للشارع المستقيم الممتد من باب انطاكية حتى نهاية سوق الزرب المطل على قلعة حلب باتجاه جنوب شمال.
وفيما يخص تسميته بسوق الأحمدية، هناك سببين السبب الأول سميّ لوجود سبل ماء الأحمدية فيه، الذي نقش على واجهته الحجرية اسم واهبه وتاريخ بناءه، ويوجد فوقه مظلّة خشبية عليها رسومات زخرفية ملونة، والسبب الثاني يعود لوجود جامع “مدرسة الأحمدية” وهي واحدة من أشهر المعالم التاريخية والدينية والعلمية في مدينة حلب، أنشأها “أحمد أفندي بن طه زاده أفندي” المقلب بـ “الحلبي” سنة 1165 هجري.
حيث يمتاز محور هذا السوق بوجود مقهى قديمة تدعى مقهى “الشلبي” علماً أن هذا المقهى كانت للأعراس النسائية سابقاً وفي النهار مقهى للرجال تعج بصخب الحياة، وقد تعرض هذا السوق كباقي من الأسواق للدمار بسبب الحرب عام 2012 حتى موعد تحريرها عام 2016م.
إضافة لذلك، يتضمن سوق الأحمدية 19 محلاً تجارياً وسبيلاً للمياه ومقهى الشلبي والمهن الموجودة الشعبية موزعة ما بين محلات لبيع البياضات والقطنيات والمكسرات، كما يحتوي على معالم جميلة جداً، ولكن بسبب الحرب المدمرة التي لاحقت أسواق حلب القديمة شعر الكثير من الناس بالحزن لسبب الخراب والدمار الذي لحق بأسواق مدينة حلب.
وبالختام، واجهت مدينة حلب القديمة بأسواقها الشهيرة دماراً على يد الدواعش لكنها اليوم تنهض من غبارها مع الخطى المتسارعة لترميمها من ذلك سوق الأحمدية الذي أشرفت أعمال الترميم فيه على النهاية، وستنبض فيه الحياة من جديد.
تابعنا عبر منصاتنا :
تيلجرام Aleppo News
تويتر Aleppo News
أنستغرام Aleppo News