أخبار حلب _ سوريا
الرجل الثاني في حزب الله، القوة الملازمة للشهيد السيد “حسن نصر الله”، ابن خالته الذي صاحبه حتى في ارتقائه إلى الرفيق الأعلى في عدوان صهيوني غادر مع قادة آخرين، ومن ترتبط مع الشهيد الحاج “قاسم سليماني” علاقة مصاهرة، الشهيد السيد “هاشم صفي الدين”، كان الوجه الآخر المرعب للكيان من السيد “حسن نصر الله”، فكان شبيهاً له بعقله وروحه لا عقيدته ولباسه وحديثه فقط، فمن هو الشهيد “صفي الدين”؟!
في بلدة دير قانون النهر بقضاء صور جنوب لبنان، ولد الشهيد السيد “صفي الدين” عام 1964، وكان جزءاً من هيكل حزب الله منذ تأسيسه عام 1982، وفي ثمانينيات القرن العشرين سافر إلى مدينة قم في إيران ليلتحق هناك بابن خالته الشهيد السيد “حسن نصر الله”، في دراسة العلوم الدينية، وقد أُعد صفي الدين لخلافة السيد “نصر الله” منذ عام 1994، حيث تم استدعاء الرجل من قم إلى بيروت ليتولى رئاسة حزب الله في منطقة بيروت عام 1994 قبل أن يتولى رئاسة “مجلس المقاومة” المسؤول عن النشاط العسكري للحزب عام 1995، وفي عام 1998، أصبح “صفي الدين” عضواً في مجلس الشورى، وهو الهيئة التي تتخذ القرارات في الحزب.
كما تمت ترقيته سريعاً ليترأس المجلس التنفيذي الذي يعتبر حكومة الحزب، خلفاً للسيد “نصر الله” الذي أصبح أميناً عاماً للحزب، وأشرف على عمله آنذاك القائد الأمني السابق للحزب “عماد مغنية”، وعلى مدى 3 عقود أمسك الرجل بكثير من الملفات اليومية الحساسة في الحزب، من إدارة مؤسساته إلى إدارة أمواله واستثماراته في الداخل والخارج، تاركاً الملفات الاستراتيجية بيد السيد “حسن” وقد كان ظلّ السيد بامتياز، فعلى غراره _الذي يشترك الرجل معه في العديد من الصفات_ كان السيد “صفي الدين” يتميز بالحضور الشعبي والسياسي، وخطاباته المفوهة والنارية والتي تغلب عليها النبرة الدينية القوية، ويبرز الرجل في تلك الخطب التزامه بمواجهة الاعتداءات الإسرائيلية والتأكيد على الرد الحازم تجاهها، وفي عام 2017، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية إدراج السيد “صفي الدين على “قائمة الارهاب” بدعوى انتمائه إلى حزب الله.
غادر السيد “صفي الدين” إلى قم ملتحقاً بالسيد “حسن”، وكان أحد ثلاثة كانوا موضع عناية واهتمام الشهيد الحاج “عماد مغنية”، المسؤول الأمني البارز في حزب الله، والذي اغتيل في دمشق شباط 2008، وقد أثرت السنوات التي قضاها بقم في أفكاره السياسية، وفي إحدى كتاباته يتطرق من بعيد إلى تجربة رجال الدين في قم وأهميتها مقارنة بتجربة النجف، وتأثيرها على الفكر السياسي، وقد تعززت علاقته مع إيران وأجهزتها الأمنية مع مرور السنوات ومنذ انتهاء دراسته في إيران.، أخذت علاقته أبعاداً عائلية حيث أن ابنه رضا متزوج من زينب سليماني، ابنة الشهيد الحاج “قاسم سليماني”، الذي استشهد في كانون الثاني من عام 2020 في بغداد.
وكان قد صرح في مقابلة عام 2020، بأن القوة هي الوحيدة القادرة على إسقاط الكيان الصهيوني، موضحاً أنه عندما يدرك الإسرائيلي أنك في موضع ضعف، فإنه لا يرحمك، ولكن عندما يرى أنك قوي، فهو قادر على تقديم كل التنازلات، وقد هدد مؤخراً الجيش الصهيوني بتصعيد الصراع بعد اغتيال أحد كبار قادة حزب الله، ففي كلمة ألقاها في 13 تموز 2024، قال السيد صفي الدين: “إذا كان تكليفنا، كما هو اليوم، أن نكون في الجنوب نقاتل هذا العدو، ونقدم شهداءنا، فنحن مستعدون للتضحية بكل شيء، وواثقون بأن الله سينصرنا كما نصرنا في 2006.
وفي خطاب آخر في 18 من الشهر ذاته، شدد على أن “لبنان معني بالحرب مع العدو الإسرائيلي دون قيود أو حدود، كما أكد مراراً خلال الفترة الأخيرة، على ما سبق أن أعلنه السيد “حسن” بأن حزب الله لن يتوقف عن دعم جبهة غزة حتى إيقاف الاحتلال عدوانه على القطاع، وكان السيد “صفي الدين” يتصدر الأسماء المرشحة لخلافة الأمين العام للحزب حسن نصر الله منذ اغتالته إسرائيل نهاية الشهر الماضي، قبل أن ينعاه الحزب اليوم الأربعاء.
تابعنا عبر منصاتنا :