بعدما أظهر طوفان الأقصى معاناة الفلسطينيين على العلن وباتت اعتداءات العدو الصهيوني على الأبرياء مكشوفة؛ وبعد عام من حرب الإبادة الوحشية التي ينفذها العدو بحق أبناء غزة، أصبح دعم الفلسطينيين واجب نابع عن الإنسانية بشكل عفوي، وبعد صمت دولي مكبل بقيود مصالحه تمنعه من معاقبة الكيان المتملص من كل جرائمه إثر هذا الصمت، كان لا بد من طوفان جديد يذكر العالم بأن الدفاع عن الحق مطلب لا يمكن السكوت عنه أكثر، وهذا ما فعله داعمو القضية الفلسطينية العرب في هولندا.
حيث عاشت مدينة أمستردام الهولندية حالة من الهلع والفوضى عاشتها، منذ ليلة الخميس وحتى ساعات فجر أمس الجمعة، بعدما أن تحولت مباراة بين “أياكس أمستردام” ونادي “ماكابي تل أبيب” الصهيوني إلى أحداث مثيرة وساحة مواجهة بين مشجعين عرب وصهاينة، إذ أثار مشجعو فريق “مكابي” في منتصف ليل الجمعة، فوضى عارمة وأعمال تخريب في العاصمة الهولندية أمستردام عقب المباراة التي جمعت فريقهم مع نادي أياكس ضمن الدوري الأوروبي، ما دفع مناصرين للقضية الفلسطينية للتصدي لهم.
فقد عمد مشجعون صهاينة إلى إطلاق هتافات تدعو إلى إبادة الفلسطينيين، وأظهرت بعض مقاطع الفيديو المتداولة إنزال بعض المشجعين الصهاينة أعلاماً فلسطينية عن أحد المباني والقيام بتمزيقها، ما جعل مناصرون للقضية الفلسطينية يحرقون علم العدو الصهيوني، ويطلقون الألعاب النارية أمام الفندق الذي يقيم فيه مشجعو فريق العدو في هولندا، كما أظهرت مقاطع الفيديو اشتباكات في الشوارع ليلة أمس، وتدخل شرطة مكافحة الشغب.
وفي هذا السياق؛ أعلنت الشرطة الهولندية اعتقال 62 شخصاً، عقب الاشتباكات، موضحةً أنها تحقق في تقارير عن احتجاز محتمل لرهائن بعد أعمال الشغب، مشيرة إلى أنه تم نقل 5 مصابين إلى المستشفى، وكانت تقارير تحدثت عن فقدان الاتصال بعدد من الصهاينة كانوا قد هربوا واختبؤوا بعد اندلاع الاشتباكات.
إلا أن العدو الصهيوني لا يستطيع الاعتراف بأن بؤرة الفوضى والإرهاب تنبع منه ومن مناصريه، حيث بدأت الاتهامات من بعض الصهاينة للسلطات الهولندية بالتقصير في “حمايتهم”، وسط ادّعاء عن تعرض مشجعي الفريق الصهيوني إلى ملاحقات في شوارع أمستردام من “آلاف العرب” ومحاولات القصاص منهم، فيما أكدت الشرطة الهولندية أنها سيطرت على الوضع.
وقد اعتبر الرئيس الصهيوني “إسحاق هرتسوغ” أن “الهجوم ذكّر بأحداث السابع من أكتوبر”، فيما كشف جيش العدو الصهيوني أنه يستعد لنشر “بعثة إنقاذ” بالتعاون مع الحكومة الهولندية لإجلاء المشجعين الصهاينة من هناك، وأمر رئيس وزراء الاحتلال الصهيوني “بنيامين نتنياهو” بإرسال طائرتين صهيونيتين إلى أمستردام لهذا الغرض.
إضافة لذلك فقد ضجت المواقع والصحف الصهيونية بالتعليقات على الحادثة، حيث ذهبت صحيفة “معاريف” الصهيونية إلى اتهامات مضحكة وكاذبة لجهات بالضلوع في أحداث أمستردام رغم عدم توفر دليل، محمّلة المخابرات الصهيونية مسؤولية ما اعتبرته “خطأ جسيماً.
وعلى هذه الأحداث؛ علق القيادي في المقاومة الفلسطينية _حركة حماس_ أمس الجمعة على أحداث أمستردام، ” سامي أبو زهري”، بأن أحداث أمستردام التي وقعت قبل مباراة بالدوري الأوروبي بين فريقي “أياكس” و”مكابي” تؤكد أن استمرار حرب غزة دون تدخل دولي تقود لمثل هذه التداعيات العفوية، حيث قال: “أن أحداث أمستردام تؤكد أن استمرار الحرب في غزة، أمام البث الحي والمباشر دون أي تدخل دولي لوقفها ومحاسبة مرتكبيها، من المتوقع أن يقود إلى مثل هذه التداعيات العفوية”.
ومن جهة أخرى، فإن أمريكا لا تسطيع إلا زج أنفها في كل الأحداث، ليخرج الرئيس الأمنريكي السابق “جو بايدن” مندداً بالهجمات على مشجعي كرة القدم الإسرائيليين في أمستردام ، واصفا إياها بـ “الخسيسة”، وتعكس لحظات مظلمة في التاريخ”، متغاضياً عن جرائم العدو الصهيوني التي كان إحدى الأمور المدعومة من قبله.
حيث قال “بايدن” في منشور على منصة “إكس”: إن “الهجمات المعادية للسامية على مشجعي كرة القدم الصهاينة في أمستردام هي هجمات خسيسة وتذكرنا بلحظات مظلمة في التاريخ عندما تعرض اليهود للاضطهاد”، كاشفاً أن أمريكا كانت على اتصال بالمسؤولين الصهاينة والهولنديين معتبراً أنها تقدر التزام السلطات الهولندية بمحاسبة الجناة، معتبراً أن أمريكا من واجبها محاربة معاداة السامية بلا هوادة، أينما ظهرت”.
أما الشرطة الهولندية فقد بينت أنه تم توقيف 62 شخصاً ونقل 5 أشخاص إلى المستشفى مصابين بجروح، بعد أعمال شغب اندلعت وسط المدينة، عقب مباراة لفريقي أياكس ومكابي لكرة القدم، مضيفةً أنها تُحقق في بلاغات عن احتجاز محتمل لرهائن وعن مفقودين، بعد أن تعرض مشجعو الفريق الصهيوني لهجمات، لكنها لم تخلص إلى أي شيء يؤكد ذلك.
تابعنا عبر منصاتنا :