أخبار حلب _ سوريا
في أول خطاب له بعد تسلمه منصب ما يسمى وزير الخارجية الإسرائيلي “جدعون ساعر” يتحدث بشكل مباشر مع الأكراد ويصفهم بالأمة العظيمة مشيراً لتعزيز العلاقات بينهم في المنطقة إلى رغبته في متابعة التطورات في المنطقة وتوسيع حسب ظنه “دائرة السلام والتطبيع” فيها، فماذا تخبئ مغازلته للأكراد وما سر هذا الاهتمام في هذا التوقيت وفي ظل الأحداث الجارية في المنطقة؟
بدايةً فقد استغل “ساعر” لقاءه بموظفي وزارته لإعلان عزم الكيان الصهيوني “مد يد العون السياسي والأمني للأكراد في المنطقة”، وذلك في ظل رغبة العدو الصهيوني إقامة “شرق أوسط جديد”، معتبراً أن “العدو الصهيوني موجود في منطقة وهو أقلية فيها، ولذلك فإن تحالفه الطبيعي يكون مع الأقليات الأخرى مثل الدروز والأكراد.
ولذلك فقد كشف عن ضرورة بناء “تحالفات قوية مع التركيز على الأقليات الأخرى في المنطقة”، ولكن هذه الرسالة الصهيونية ملغومة تشير إلى أمرين أولهما أن الأكراد وضعوا تحت رادار الاهتمام الصهيوني، والثاني تكشف المخطط التوسعي الصهيوني في المنطقة.
وفي هذا السياق، أماطت صحيفة “جيروزاليم بوست” الصهيونية اللثام عن الحقيقة معترفة بأن الكيان الصهيوني يتمتع منذ فترة بعلاقة جيدة مع الأكراد الموزعين بين الدول الأربعة “سوريا_إيران_العراق_تركيا” والبالغ عددهم نحو 35 مليون نسمة ولكن مع تقرب الكيان من الأكراد في هذا التوقيت فنحن أمام شكلين من السيناريوهات لمستقبل الكرد ومناطق انتشاره خاصة في سوريا:
الأول: مع التلميحات الأمريكية بالانسحاب من سوريا في عهد ترامب فإن الأكراد سيوضعون تحت السيطرة التركية والتي ستكون إما بالتفاهم بين أنقرة وواشنطن أو بعمل عسكري بالسيطرة على مناطقهم خاصة بعد التصعيد العسكري بين الاحتلال التركي وميليشيا قسد في الشمال السوري
الثاني: إمكانية وجود حماية إسرائيلي في مناطق تواجد الأكراد لسد فراغ الانسحاب الأمريكي من الأراضي السورية
علماً أنه لا يمكن قراءة تصريح “ساعر” كورقة ضغط أو مناورة كلامية سياسية مع الدول التي استهدفها، وإنما استراتيجية متأصلة في المشروع الصهيوني قبل وبعد إقامته للكيان الطارئ المسمى “إسرائيل”، وإذا حقق الكيان النصر الكامل الذي يهدف له في غزة ولبنان، فإن الخطوة التالية هي إعادة هندسة المنطقة عبر أدوات متعددة، من بينها؛ التطبيع وكذلك التفتيت وهو المقصود في حديث ساعر، ولهذا فإن مهمة الانتصار في الحرب الحالية؛ هي مهمة دولاً وشعوباً ستواجه خطر التمزق والاقتتال.
تابعنا عبر منصاتنا :