أخبار حلب _ سوريا
لا أحد يغفل عن الأحداث التي تسير في إدلب والمناطق التي يستولي عليها إرهابيو ما يسمى “هيئة تحرير الشام”، والتوتر والفوضى التي تعيشها تلك المناطق، حتى بات زعيم هذا التنظيم الإرهابي “محمد الجولاني” يتصرف وكأنه امتلك الأرض والشعب، وباشر بعصيان من كان له الداعم الأكبر “الاحتلال التركي”، الأمر الذي أجبر أنقرة على التخطيط لما هو غير متوقع.
بعد انتهاء صلاحيته.. الجولاني متخوّف من انقلاب!!
فبعدما وصلت علاقة أنقرة بالمتزعم “الجولاني” إلى القطيعة إثر ذلك العصيان بدأت بالتخطيط للإطاحة به، وقد انتهت صلاحياته بالنسبة لها، حيث كشفت مصادر معارضة مقربة من الاحتلال التركي في مناطق “خفض التصعيد” بإدلب والأرياف المجاورة، ومصادر أخرى أن الانقلاب التركي على الجولاني مسألة وقت، وذلك يحتاج إلى تحديد البديل الملائم لإدارة مناطق هيمنة “تحرير الشام” الإرهابي، وذلك للخروج من النفق المظلم والطريق المسدود، الذي وضعها “الجولاني” به.
ولذلك فإن “الجولاني” أصبح متخوفاً بشكل جدّي من انقلاب أنقرة عليه، بعد انتهاء الدور الموكل إليه من قبلها، على الرغم من محاولاتها تلميعه للقبول به إقليمياً ودولياً، إضافة إلى أن وضع تنظيمه الإرهابي على قائمة الإرهاب الدولية وحتى التركية، حالت دون الاستمرار بتسويقه، ولذلك راح يتوعد بنسف اتفاقيات أنقرة مع موسكو حيال “خفض التصعيد” من خلال شن عملية عسكرية واسعة باتجاه مناطق الجيش العربي السوري والتجمعات السكنية الآمنة، ما استدعى رداً عنيفاً من العاصمة التركية وضغوطاً كبيرة لإلغاء العملية.
كما أن سعي “الجولاني” لتوسيع أحلامه بتعديل حدود “خفض التصعيد” الثابتة منذ “اتفاق موسكو”الروسي- التركي مطلع آذار 2020، أدى إلى خلخلة التركيبة العسكرية لما يسمى “الجيش الوطني” الذي أسسته إدارة أردوغان في مناطق احتلالها التي تسميها “غصن الزيتون” في عفرين شمال حلب و”درع الفرات” شمال شرق المحافظة، عبر إحداث انشقاقات في صفوف الميليشيا لموالاته، عدا عن إقدامه على اختراق جدار المنطقتين باحتلال عفرين.
علماً أن المخطط الذي تشتغل عليه أنقرة للإحاطة ب”الجولاني” من تزعم “تحرير الشام”، يقضي بدعم المناوئين له داخل التنظيم الارهابي وخروج ميليشيات تابعة لها من غرفة عمليات ما يسمى “الفتح المبين” العاملة في إدلب وريف حلب الغربي والتي تقودها الهيئة، وهو ما بدا جلياً من إعلان ما يدعى “الجبهة الوطنية للتحرير” عدم مشاركتها في العملية العسكرية المزعومة ل”الجولاني” باتجاه مناطق الدولة السورية.
أوراق أردوغان للإطاحة بالجولاني جاهزة
وقد أعربت مصادر مطّلعة عن اعتقادها بأن لدى إدارة “أردوغان” من أوراق داخل “خفض التصعيد”، يكفي للإطاحة بمتزعم “النصرة” وحتى التنظيم الإرهابي ذاته، وذلك عبر آلاف الجنود الأتراك في القواعد العسكرية ونقاط المراقبة غير الشرعية في المنطقة، ومن خلال نفوذ الاستخبارات التركية على باقي التنظيمات الإرهابية الوازنة في المنطقة مثل “الحزب الإسلامي التركستاني” وباقي ميليشيات الإيغور والتركمان وغيرها.
حيث بينت أن الرأي العام في “خفض التصعيد” محال لإدارة “أردوغان” في حال قررت إقصاء “الجولاني” وتنظيمه الإرهابي من إدارة شؤون المنطقة، بدليل المظاهرات التي تخرج يومياً في جميع بلدات ومدن إدلب وريف حلب الغربي مطالبة بإعدامه وحل التنظيم الإرهابي بسبب تجاوزاته الكثيرة والمتكررة بحق السكان ونزعته لزج المعارضين منهم في السجون والتنكيل بالمتظاهرين.
إذ بدّل “الجولاني” عناصر حراسته الشخصية وبات مستنفراً على الدوام في الآونة الأخيرة، رداً على التسريبات التي تصله حول عزم أنقرة الإطاحة به، كما أصدر قراراً بتشكيل جهاز استخبارات جديد مهمته تقصي حقيقة موقف العاصمة التركية منه ومساعيها على الأرض لتنفيذ أي أجندة تصب في هذا الاتجاه.
إضافة إلى أن الاستخبارات التركية وجهت رسائل لمتزعمي ميليشيات “الجيش الوطني” في أرياف حلب، حذرتها بأن التعامل مع “الجولاني” خط أحمر يرتب عقوبات وخيمة على كل من يتجاوزه منهم، وذلك رداً على استقواء ميليشيات “الجبهة الشامية” بمتزعم “النصرة”، ضد ما يدعى بـ “القوة المشتركة” التابعة لإدارة “أردوغان”.
ختاماً…
إنّ تركيا تسعى اليوم جاهدةً أن تصلح علاقاتها مع سوريا، وتعيدها كما كانت محاولة بأي وسيلة أن ترضي سوريا، لكنها بالمقابل تعرف جيداً أن إرضاء سوريا لن يكون إلا بخروجها من المناطق التي تحتلها، وطالما لها أذرع مغروسة في سوريا فلن يوجد اتفاق ولا علاقات جيدة تعود لمجاريها، فالوجود التركي هو واحد من تلك العَكارات التي تلّوث الشمال السوري، ولا بد للجيش السوري أن يطهره عاجلاً أم آجلاً
تابعنا عبر منصاتنا :