اندلعت نزاعات دبلوماسية بين كلٍ من الصين وبلجيكا، وسط مخاوف متزايدة من استثمار بكين في البنية التحتية الأوروبية.
ووفقاً لبرقية دبلوماسية مسرّبة، اطلعت عليها صحيفة “بوليتيكو”، كان قد طالب مسؤول صيني، وزيرة الخارجية البلجيكية هاجة لحبيب “بالتراجع” عن مقابلة حذرت من أنّ السفن التجارية الصينية يمكن “تحويلها إلى سفن حربية للمعدات العسكرية”.
وعندما سُئلت الوزيرة البلجيكية عمّا إذا كان يتعين على بلجيكا معالجة استثمارات شركة الشحن الصينية “كوسكو”، رأت بأنّ “بلادها يجب أن تفكر في الأم، وأنه جنباً إلى جنب مع بقية الاتحاد الأوروبي، علينا تقليل اعتمادنا الاستراتيجي على الصين”.
ويشار إلى أنه بعد يومين من المقابلة، قد التقى دبلوماسي من السفارة الصينية في بلجيكا بمسؤول في وزارة الخارجية البلجيكية بناء على طلب الصينيين.
وانتقد الدبلوماسي اتهامات حبيب بأنّ “السفن العسكرية الصينية ستتنكر في شكل سفن مدنية”، مشدداً على أنّ الوزيرة يجب ألا تستمع إلى “الشائعات”. ثم طلبت الصين من بلجيكا التراجع عن المقابلة، وهو ما رفضت وزارة الخارجية القيام به.
وفي تهديدٍ مُبطّن، أشار الدبلوماسي الصيني إلى أنّ “التجارة بين الموانئ الصينية والبلجيكية مربحةً لبلجيكا”.
مشيراً إلى أنه “يتعين على الحكومة البلجيكية احترام هذا النشاط الاقتصادي إذا أرادت أن يستمر النشاط التجاري”.
بالإضافة إلى أنّ التسريب يُقَدّم لمحةً عن التوترات المتفاقمة بين أوروبا والصين، بسبب استثمارات بكين في الموانئ وغيرها من البنى التحتية الحيوية في أوروبا.
ويذكر أنّ الحكومة الألمانية كانت قد توصلت أمس، إلى اتفاقٍ بشأن صفقة لشركة “كوسكو” لشراء حصّة في إحدى المحطات في هامبورغ، وهو ميناء تجاري استراتيجي على مصب نهر إلبه.
ورفضت وزارات ألمانية عدّة وأبرزها الخارجية والاقتصاد استثمار الشركة الصينية في ألمانيا، إلا أنّ المستشار “أولاف شولتس” حسم هذا الجدل ووافق على الصفقة.
والجدير بالذكر أنّ دول الاتحاد الأوروبي تدق أجراس الإنذار بشأن بكين، في الوقت الذي حصل فيه الرئيس الصيني شي جين بينغ على فترة ولاية ثالثة غير مسبوقة كزعيم للحزب الشيوعي الصيني.
في حين يكبر الجدل بين حكومات الاتحاد الأوروبي حول كيفية التعامل دبلوماسياً مع الصينيين. وعلى سبيل المثال، يُفضّل المستشار الألماني أولاف شولتس استمرار المشاركة الوثيقة مع الصين، وسيقوم برحلة إلى بكين الأسبوع المقبل.
في المقابل، يعتقد آخرون أن اتباع هذا النهج يخاطر بتكرار الأخطاء التي ارتكبتها برلين عندما أصبحت معتمدة بشكلٍ مُفرط على روسيا في الحصول على الطاقة.
ويشار إلى أنه في قمة المجلس الأوروبي الأسبوع الماضي، تجنب قادة الاتحاد الأوروبي الحديث عن أوجه التشابه المباشرة بين روسيا والصين.
في حين اعترف رئيس الوزراء البلجيكي “ألكسندر دي كرو” للصحافيين بأنّ الدول الأوروبية في الماضي كانت “راضية بعض الشيء” فيما يتعلق بالصين.