أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني بأنّه : “لولا الدور البارز لإيران والفريق الشهيد الحاج قاسم سليماني في محاربة الإرهاب التكفيري وداعش، لكان المجتمع الدولي بالتأكيد متورطًا في هذا الاتجاه الإرهابي اليوم”.
ومن خلال مؤتمر صحفي أسبوعي أمس الاثنين أدانَ الكنعاني الهجوم الإرهابي في مرقد شاهجراغ والجريمة التي وقعت في مرقد أحمد بن موسى بشيراز والتي أسفرت عن استشهاد عدد من المواطنين الإيرانيين والأبرياء وجرح العديد من الأشخاص.
مستنكراً صمت المدافعين عن حقوق الإنسان ضد الهجوم الإرهابي في شيراز قائلاً: “للأسف، أولئك الذين يصفون أنفسهم بأنهم سكان الحدائق والآخرون من سكان الغابات، هذه الأيام لا يتحدثون ولا يدعمون حقوق الإنسان ولا يحمون حقوق النساء والأطفال وملزمين الصمت فقط”.
وحول التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية الألماني بأن الاتحاد الأوروبي يدرس وضع حرس الثورة الاسلامية على قائمة الجماعات الإرهابية، أعربَ قائلاً : بأنّ حرس الثورة الاسلامية مؤسسة عسكرية رسمية في إيران ومثل هذه الاجراءات غير قانونية.
مشيراً إلى أنه يأمل بأن تهتم الحكومة الألمانية والحكومات الأخرى التي قد تخطط لاتخاذ هذا الإجراء بنتائج أفعالها غير البناءة وألا تضحي بمصالحها المشتركة من أجل التسويات السياسية والقرارات السياسية العابرة.
وفي شأن قرار نيوزيلندا تعليق الحوار مع إيران حول قضايا حقوق الإنسان بسبب التطورات الداخلية في بلادنا، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بأنّ هذه التصرفات غير مسؤولة وعاطفية وتستند عملياً إلى نهج سياسي.
مشدداً على أن إيران لا تريد الدخول في عملية مواجهة مع الاتحاد الأوروبي، وموقف إيران هو الحوار والتفاعل على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة. مبيناً بأنّ أوروبا لا يجب أن تربط مصالحها بمصالح أمريكا.
ورداً على سؤال حول اجتماع مجلس الأمن المتعلق بالأحداث الأخيرة في إيران، قال كنعاني: إنّ هذا الاجتماع هو اجتماع غير رسمي لمجلس الأمن الدولي، وكما ذكرت، عقد الاجتماع بناء على طلب الولايات المتحدة وألبانيا سيعقد في قاعة أخرى غير القاعة الرئيسية لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وموضحاً بأن الهدف الرئيسي من هذا الحدث هو ممارسة الضغط السياسي على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وهو استمرار للأنشطة التدخلية المحددة للحكومة الأمريكية فيما يتعلق بالتطورات الداخلية الإيرانية. لسوء الحظ، لا تزال الإمبراطورية الإعلامية لحكومة الولايات المتحدة تُستخدم في خدمة هذا الهدف، ومن خلال تشويه وقلب الحقائق المتعلقة بالجمهورية الإسلامية الايرانية، تحاول توفير مناخ سياسي لتشكيل مثل هذه الاجتماعات والمناهج السياسية ضد ايران.
وفي سياقٍ متصل أضاف قائلاً: النقطة الأخرى المثيرة للاهتمام هي أنهم يريدون استخدام عدد من الأشخاص المعروفين ذوي الهوية الإيرانية ودعوتهم للتحدث ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية في هذا الاجتماع. في حال أن الجمهورية الإسلامية الايرانية تفرض عليها عقوبات غير قانونية من قبل الحكومة الأمريكية حتى توفير اللقاحات للمواطنين الإيرانيين لم يكن متاحًا بسبب العقوبات الأحادية من جانب الحكومة الأمريكية، ولم يكن من الممكن حتى توفير الضمادات لأطفال المصابين بمرض الفراشة.
وفي سياق آخر، أعللن كنعاني أن بلاده لن تصدر الاسلحة إلى أي جانب في حرب أوكرانيا. وردا على سؤال حول إرسال أسلحة عسكرية إلى روسيا، قال: إنّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا تصدر أسلحة إلى أي طرف، بما في ذلك روسيا، لاستخدامها في حرب أوكرانيا.
وأردف قائلاً: إيران تعارض دائما الحرب في أوكرانيا وسوريا واليمن وترى ضرورة استخدام الحلول السياسية لحل الخلافات.
مؤكداً بأن نهج الجمهورية الإسلامية الإيرانية منذ بداية الأزمة المذكورة أعلاه كان جهداً سياسياً لإنهاء الحرب واستخدام آلية سياسية لحل الخلافات، وستواصل هذه السياسة.
ورداً على سؤال حول حادثة الهالوين وتدخل كوريا الجنوبية في إيران، أوضح قائلاً: “إن الجمهورية الإسلامية الايرانية درست بعناية واهتمت بمواقف ونهج وأداء كل دولة فيما يتعلق بالتطورات الأخيرة في بلادنا وتتصرف مع اي دولة حسب اعمالها”.
بدوره قد أعلن كنعاني بأن الولايات المتحدة الامريكية تضغط على الكوريا الجنوبية في علاقاتها مع ايران.
قائلاً: أظهرنا رد فعل إنساني على الحادث الذي وقع في كوريا الجنوبية ولا نخلط بين القضايا السياسية والقضايا الإنسانية. كوريا الجنوبية هي دولة تربطنا بها علاقات جيدة للغاية منذ سنوات عديدة، ولكن لسوء الحظ، بسبب تأثير الضغط الأجنبي وتحديدا من الحكومة الأمريكية، خلال السنوات الأخيرة وحول الاموال الايرانية المجمدة تصرفت بشكل كبير بطريقة غير مسؤولة وكان لديهم موقف غير بناء وغير مسؤول من تطوراتنا الداخلية.
وتابع: كان ينبغي أن يديروا هذا الاحتفال بشكل جيد. لسوء الحظ، فقد خمسة اشخاص من الرعايا الإيرانيين حياتهم في هذا الحادث. كان نهجنا إنسانيًا وقائمًا على منظور إنساني، وعبرنا عن تعازينا وتعاطفنا، ونأمل أن تتمكن حكومة كوريا الجنوبية من التعامل مع وضع المصابين بالتخطيط الجيد. منذ الساعات الأولى التي سمعنا فيها النبأ، قمنا بواجباتنا القنصلية وسنتابع أيضًا آخر التطورات.
وعقّب كنعاني على أداء قناة “إنترناشيونال”، بقوله: “في الآونة الأخيرة، لم يكن هناك حوار ثنائي بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والسعودية أثيرت فيه هذه المسألة بشكل مباشر، لكن الجهاز الدبلوماسي عبر عن رأيه ووجهة نظره للجانب السعودي في هذا الصدد عبر القنوات الدبلوماسية .
مبيناً بأن رئيس مجلس الشورى الاسلامي محمد باقر قاليباف سيزور جمهورية اذربيجان، موضحاً أن هذه الرحلة تتماشى مع اطار العلاقات الجيدة والوثيقة بين الجمهورية الاسلامية الايرانية وجمهورية اذربيجان، وقد تم بالفعل الاتفاق على هذه الرحلة وتوقيتها. إلى جانب الأبعاد الأخرى للعلاقات الثنائية والتعاون في المجال البرلماني، يمكن أن تصبح هذه الرحلة أساسًا لتوسيع التعاون بين البلدين.
وصرح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الإيرانية، رداً على سؤال حول خط سكة حديد خواف – هرات: كان هذا الخط من الأولويات الأساسية للجمهورية الإسلامية الايرانية لتعزيز العلاقات وتسهيل التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين.
ولكن لسوء الحظ، ونتيجة للظروف داخل أفغانستان، فإن تنفيذ المشاريع المحددة مسبقًا يعاني من مشاكل. بطبيعة الحال، فإن هذه الاضطرابات السياسية لها تأثير فوري على عملية التعاون بين الدول، بما في ذلك في المجالات الاقتصادية والتجارية.
ورداً على سؤال حول وصول الكوماندوز الأفغان وما إذا كانت إيران سترسلهم إلى روسيا للقتال في أوكرانيا، أضاف المتحدث باسم وزارة الخارجية: إن الجمهورية الإسلامية الايرانية ليست عضوًا بشكل مباشر أو غير مباشر في حملة الحرب في أوكرانيا. في الحقيقة أن بعض الناس يحاولون لفت الانتباه إلى إيران بأي وسيلة لإخفاء دورهم المباشر كطرف من جوانب الحرب.
وفيما يتعلق بالنظام المالي الثنائي بين إيران وروسيا، والذي تم بهدف إخراج سويفت والدولار من التعاملات، قال كنعاني: لقد أحرزنا تقدمًا جيدًا جدًا في هذا الصدد بناءً على اتفاقية ثنائية حتى نتمكن من استخدام الدفع المتبادل.
وقال مؤكداً في الختام بأن إيران تؤيد وقف إطلاق النار في اليمن.
منوّهاً عن خطة وزارة الخارجية لتشجيع الجانبين على تمديد وقف إطلاق النار في اليمن قائلاً: ” نحن مع وقف إطلاق النار من النوع الذي يؤدي إلى تشكيل عملية سياسية والحل الجذري للأزمة”.