في مثل هذا اليوم من عام /1917/ وجّه وزير خارجية بريطانيا آنذاك “آرثر جيمس بلفور” رسالة إلى اللورد اليهودي “ليونيل وولتر دي روتشيلد” وهو أحد زعماء الحركة الصهيونية بأمر من رئيس حكومته “ديفيد لويد جورج” حيث أكد فيها أن بريطانيا ستبذل كل جهدها لإقامة “كيان لليهود” على أرض فلسطين في أحد أخطر فصول المؤامرات التي حيكت للمنطقة العربية و المتواصلة نتائجها حتى اليوم بتفتيت ونهب ثروات المنطقة، حيث نال هذا الوعد المشؤوم موافقة الدول الاستعمارية في تواطؤ واضح على حقوق الشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها حقه التاريخي في أرضه.
105 أعوام مرت ولا يزال الشعب الفلسطيني يعاني من ويلات القتل والحصار و الاعتقال والتهجير وسلب الأرض ومخططات الاستيطان التي لم تتوقف في جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة، وعلى الرغم من وحشية جرائم الاحتلال الإسرائيلي يواصل الفلسطينيون صمودهم وثباتهم على أرضهم متمسكين بالمقاومة خياراً وحيداً لاستعادة حقوقهم المشروعة وفي مقدمتها إقامة الدولة المستقلة بعاصمتها القدس وعودة اللاجئين لديارهم التي هجروا منها خلال النكبة عام 1948 وقبلها والتي كانت نتاج وعد بلفور المشؤوم.
حيث أشار عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية “واصل أبو يوسف” إلى أن بريطانيا ومن يدور في فلكها كانت السبب في المآسي التي نتجت عن هذا الوعد المشؤوم من تشريد وتشتيت لشعب بأكمله في كل أنحاء العالم، مطالباً بريطانيا بالاعتذار والتعويض للشعب الفلسطيني عن هذه الجريمة التي نتج عنها احتلال هو الأطول في التاريخ الحديث.
لافتاً إلى أن استذكار تاريخ وعد بلفور يمثل مناسبة مهمة للفلسطينيين لتذكير العالم بقضيتهم العادلة وبحقوقهم المشروعة التي نصت عليها كل الاتفاقيات والمعاهدات الدولية.
داعياً في الوقت ذاته كل أحرار العالم للمشاركة في الفعاليات الفلسطينية التي تنظم أمام السفارات والمؤسسات الدولية للتأكيد على التمسك بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره واسترجاع كامل حقوقه وفي مقدمتها حق العودة طبقاً للقرار الأممي 194.
ومن جهته أكدت عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين “اكتمال حمد” أن الشعب الفلسطيني يستمر بالمقاومة ليثبت للعالم أجمع أن الحقوق لا تسقط بالتقادم على الرغم من كل محاولات الاحتلال تصفية القضية الفلسطينية.
مشددة على أن فلسطين حية في قلوب كل أحرار العالم ولن يتوانى شعبها في الدفاع عن أرضه ومشروعه الوطني ولن يتنازل عن شبر من أرضه.
وبدوره أوضح الأمين العام لحزب الشعب الفلسطيني “بسام الصالحي” أن بريطانيا و حلفاءها من الدول الاستعمارية عملوا على تكريس وعد بلفور الذي يمثل وجه الاستعمار القبيح في العصر الحديث وتحل هذه الذكرى الأليمة اليوم و قوات الاحتلال تواصل جرائم القتل وهدم المنازل ونهب الأراضي والتهجير القسري والتهويد في الضفة الغربية، ولا يزال الحصار المفروض على قطاع غزة مستمر منذ 16 عاماً شن خلالها الاحتلال أربع حروب دامية خلفت آلاف الشهداء والجرحى وأسفرت عن هدم آلاف المنازل وتدمير البنى التحتية.
لافتاً إلى أنه منذ صدور هذا الوعد لم ييأس الشعب الفلسطيني، ولم تهن عزيمته وما زال يقاوم لتغيير هذا الواقع الاستعماري الذي فرض عليه، تمسكاً بحقوقه مدافعا عنها رغم كل التضحيات.
مبيناً أن صمت المجتمع الدولي تجاه جرائم التطهير العرقي بحق الفلسطينيين يجعله شريكاً بها وأن التقاعس عن تنفيذ قرارات الشرعية الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية يشجع الاحتلال على التمادي في انتهاكاته.
وبدوره أشار المتحدث باسم حركة الجهاد “طارق سلمي” إلى أنه بعد هذه السنوات الطويلة على الوعد المشؤوم ورغم بشاعة المجازر والتهجير الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني فإنه متمسك بالمقاومة ومستعد للتضحية بدمائه فداء لكل ذرة تراب من أرضه فالحقوق لا تسقط بالتقادم، وسيستمر النضال من أجل إسقاط هذا الوعد المشؤوم.
مبيناً أن الفلسطينيين نجحوا في فضح جرائم الاحتلال أمام شعوب العالم وهذا يعطي دافعاً لمواصلة طريق المقاومة حتى دحره.