يعد الكوليرا مرضًا خطيرًا لدرجة أن التعامل معه طبياً يجب أن يتم خلال ساعات فقط بعد الإصابة، فمن الممكن أن يتسبب إهمال المريض ولو خلال ساعات الإصابة الأولى بالوفاة.
وهو أحد الأمراض البكتيرية الخطيرة، والتي قد تتسبب للمصاب بإسهال وجفاف شديدين، وعادة ما تنتشر عدوى الكوليرا عبر المياه الملوثة ببكتيريا المرض.
ومع أن نظم الصرف الصحية الحديثة في معظم دول العالم قد تمكنت بنجاح من توفير مياه نظيفة وخالية من الكوليرا إلا أن المشكلة لا تزال قائمة في بعض الدول الفقيرة.
تتسبب سلالة معينة من البكتيريا تدعى الضمة الكوليرية؛ بمرض الكوليرا، فعند تسلل هذه البكتيريا إلى الجهاز الهضمي فإنها وحال وصولها الأمعاء تقوم بإنتاج مواد شديدة السمية.
قد تصل البكتيريا للشخص نتيجة تناوله أطعمة أو مشروبات ملوثة ببكتيريا الكوليرا، مثل: خضراوات، وفواكه تحتوي قشورها على البكتيريا أو كان قد تم ريها بمياه ملوثة.
هذه المواد السامة وعند ارتباطها بجدران الأمعاء الداخلية، فإنها:
• تسبب خللًا في التدفق الطبيعي للصوديوم والكلورايد.
• تتسبب في تحفيز الجسم لطرد كميات كبيرة من المياه من داخله وهذا يظهر على شكل الإصابة بإسهال.
الجدير بالذكر أن بكتيريا الكوليرا لا تنتقل من شخص لآخر عبر اللمس على عكس بعض الأمراض البكتيرية الأخرى، مثل: التيفوئيد.
وهناك بعض العوامل التي تزيد من فرص الإصابة بالكوليرا، وهذه أهمها:
• بيئة غير نظيفة.
• نقص في أحماض المعدة، حيث أن بكتيريا الكوليرا لا تستطيع العيش في محيط حمضي.
• وجود أشخاص مرضى في البيئة المحيطة.
• الأشخاص الذين فصيلة دمهم o، مع أن هذه الأمر غريب وسببه ليس واضحًا بعد.
وفي حالات كثيرة لا تبدو أية أعراض على الأشخاص الذين يتعرضون لبكتيريا الكوليرا، بل وفي حالات كثيرة لا يعرف المصاب أنه مصاب فقد يتم طرد البكتيريا عبر الفضلات دون أعراض خلال فترة 14 يومًا.
تظهر أعراض الكوليرا فقط لدى 10% من المصابين خلال 2-3 أيام من الإصابة، وهذه بعض الأعراض الظاهرة:
• إسهال مفاجئ.
• غثيان وتقيؤ.
• جفاف طفيف أو متوسط الحدة.
• خسارة وزن سريعة.
والخطر الحقيقي هنا يكمن في حدة الجفاف الذي قد يصاب به المريض، فالجفاف قد يسبب الأمور الآتية:
• تعب وإرهاق شديدين.
• تقلبات مزاجية.
• عطش شديد وجفاف في الفم.
• التبول مرات أقل من المعتاد.
• عدم انتظام ضربات القلب.
• انخفاض ضغط الدم.
• انخفاض منسوب المعادن في الدم، ما قد يسبب تشنجات عضلية.
عادة ما تظهر على الأطفال ذات الأعراض التي تظهر على المصابين البالغين، مع أعراض إضافية قد تشمل:
• دوخة ودوار حادين.
• حمى وارتفاع في درجة الحرارة.
• غيبوبة.
وهناك طرقاً علاجية تقليدية متبعة لعلاج الكوليرا:
• علاج التجفاف بأملاح خاصة تؤخذ فمويًا.
• علاج التجفاف عبر مصل وريدي.
• مضادات حيوية.
• مكملات الزنك.
ومع أن استعمال مضادات للإسهال قد يبدو أمرًا بديهيًا إلا أنه لا يفضل استعمالها هنا لأن الإسهال الحاصل يساعد على طرد البكتيريا خارج الجسم عبر الفضلات.
قد يكون مرض الكوليرا قاتلًا في حال تسبب بفقدان سريع جدًا للسوائل والأملاح من الجسم، فتحصل الوفاة خلال فترة 2-3 ساعات فقط أحيانًا
إذا كنت على وشك السفر إلى مكان تنتشر فيه الإصابة بمرض الكوليرا، عليك اتخاذ الاحتياطات والإجراءات الوقائية الآتية:
• غسل اليدين جيدًا.
• شرب مياه المعدنية أو المغلية فقط.
• تجنب تناول الأطعمة الملوثة.
• تجنب تناول مشتقات الحليب.
• تناول فقط الفواكه والخضراوات التي قمت بتقشيرها أنت.
• الحرص على تناول طعام مطهو جيدًا وتجنب تناول الطعام النيء بما في ذلك السلطات.