نفّذ خبراء عسكريون وأمنيون أمريكيون 24 عملية تدريب محاكاة (Simulation) لمواجهة عسكرية بين الصين من جهة، والولايات المتحدة واليابان وتايوان من جهة أخرى.
“ستكون هناك أضرار بالغة لموقع الولايات المتحدة الأمريكية لسنوات طويلة، إضافة إلى وجود اقتصاد مدمر في تايوان، فضلاً عن فقدان عشرات السفن ومئات الطائرات وعشرات الآلاف من الجنود”، حسب ما توصّل إليه الخبراء.
من جهة أخرى أظهرت المحاكاة تكبّد الصين خسائر ضخمة تصل إلى حد زعزعة استقرار حكم الحزب الشيوعي الحاكم.
تمت إدارة المحاكاة مركز الدراسات الدولية والإستراتيجية “CSIS” بإشراف مباشر من 3 خبراء في مجال الأمن الدولي وكلية الدراسات البحرية.
في حال استطاعت الولايات المتحدة وحلفاؤها صدّ “الغزو” الصيني البرمائي المفترض لتايوان، إلا أن الأثمان التي أسفرت عنها المواجهة العسكرية في سيناريوهاتها المختلفة بدت أكبر بأشواط من نتيجتها النهائية التي أفشلت “الغزو” الصيني.
تجدر الإشارة إلى أنّ المحاكاة استندت إلى الاحتمالات المرتفعة لحصول مواجهة عسكرية، بما أن “الصين تواصل تعزيز جيشها وتحتفظ بالحق باستخدام القوة” في تايوان.
وسيدوم القتال نحو 4 أسابيع، تفقد خلالها واشنطن مئات الطائرات وحاملتين عملاقتين و20 قطعة بحرية كبيرة، إضافة إلى تدمير القاعدة العسكرية الأميركية الإستراتيجية في جزيرة غوام بحسب المحاكاة الأميركية.
المواجهة العسكرية الصينية الأميركية ستؤدي إلى جرّ اليابان حُكماً إلى الحرب وتعرّض قواعدها العسكرية للهجوم، وسيعاني الاقتصاد التايواني أضراراً فادحة.
كما قدّرت المحاكاة خسارة الصين عشرات الآلاف من الجنود، فضلاً عن تعرض نحو 100 قطعة عسكرية بحرية صينية للتدمير الجزئي أو الكلي.
وأشارت المحاكاة إلى احتمال تطور المواجهة لتصل إلى حدود التصعيد النووي، فإنها لم تتناول تفاصيل هذا السيناريو بالتحديد.
لكن بالنظر إلى ارتفاع كلفة الحرب على الولايات المتحدة سياسياً وعسكرياً، أوصى الخبراء في ختام المحاكاة بتعزيز الردع العسكري “على الفور” بهدف تجنب الحرب، من خلال “تشديد القواعد والعمل مع الحلفاء،
وخصوصاً اليابان، من أجل خيارات إضافية ومواصلة جعل قواتها أكثر قابلية للنجاة، وشراء المزيد من الصواريخ البعيدة المدى، وخصوصاً الصواريخ المضادة للسفن، لأن بعض المخزونات منخفض للغاية”.
الخبراء نصحوا تايوان بـ”نشر المزيد من الصواريخ المضادة للسفن المتنقلة، وبناء جيش مؤهل بالكامل وذي قدرة عالية، والإنفاق بنحو أقل على السفن والطائرات الباهظة الثمن والضعيفة”.
مع العلم أنّ المحاكاة لا تعالج احتمالات حصول السيناريوهات فعلياً، لكنّها تعبر أيضاً عن مستوى القلق الأميركي من أي مواجهة مع الصين، علماً أن عام 2026 حُدد كموعد محتمل لحصول المواجهة المفترضة.