نُشرت دراسة في مجلة “نيتشر” الطبية، في المستويات المتداولة من “الإريثريتول” في عينات الدم لأكثر من 4000 شخص، في الفترة من 2004 إلى 2011، من كل من أمريكيين وأوروبيين.
وتوصلت إلى أن “الإريثريتول”، وهو مُحلي شهير خالي من السعرات الحرارية، يُستخدم في العديد من الأطعمة منخفضة الكربوهيدرات ومنخفضة السعرات الحرارية، ارتبط بزيادة مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية.
وفي المجموعة الأولى، المكونة من حوالي 1100 شخص ممن خضعوا لتقييم مخاطر القلب، نظر الباحثون في مستويات “الإريثريتول” في نتائج اختبارات الدم، ووجدوا أنه كلما زادت المادة في مجرى دم الشخص، زادت فرص تعرضه لأزمة قلبية كبرى، مثل النوبة القلبية أو السكتة الدماغية، خلال فترة 3 سنوات.
وقد نظر الباحثون بناء على هذه النتائج؛ في مجموعات إضافية – حوالي 2150 شخصاً في أمريكا وأكثر من 800 شخص في المملكة المتحدة – ووجدوا نتائج مماثلة.
وبعد التأكد من أن ارتفاع مستويات “الإريثريتول” في الدم أدى إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، سعى الباحثون لاستكشاف ما إذا كان للمادة أي تأثير على وظيفة الصفائح الدموية، أو الآلية التي يتم من خلالها تجلط الدم، واكتشفوا أن “الإريثريتول” زاد من نشاط الصفائح الدموية وزيادة تخثر الدم، سواء في كل من الدم البشري الكامل والدم المأخوذ من الفئران.
وقال ستانلي هازن؛ كبير مؤلفي الدراسة، وهو أخصائي في طب القلب والأوعية الدموية الوقائي في كليفلاند كلينك، في تصريحات لموقع “هيلث”، إن “إضافة “الإريثريتول” إلى الدم من متطوعين أصحاء يغير بسرعة وظيفة الصفائح الدموية، مما يجعلهم أكثر عرضة للتجلط”.
مشيراً إلى أن جلطات الدم يمكن أن تسد الشرايين المؤدية إلى القلب أو الدماغ – والتي يمكن أن تسبب نوبة قلبية أو سكتة دماغية – وهذا بالتالي ما يفسر العلاقة المحتملة بين “الإريثريتول” والتعرّض للأحداث القلبية الكبرى.
وكان آخر اختبار أجراه معدو الدراسة المثيرة للاهتمام، هو محاولتهم معرفة كيف تؤثر الكميات الكبيرة من “الإريثريتول” – مثل تلك الموجودة في الأطعمة والمشروبات “الخالية من السعرات الحرارية” أو “كيتو” – على مستويات تداوله في الدم، بعد فترة وجيزة من التعرض.
وبعد أن منحوا مجموعة من 8 أشخاص مشروبات محلاة بـ”الإريثريتول” مصنوعة من 30 غرام من المادة (كمية مماثلة لما يمكن أن يكون في نصف لتر من آيس كريم كيتو)، لاحظ الباحثون مستويات مرتفعة للغاية في الدم، ظلت مرتفعة لأكثر من يومين.
وعلى الرغم من الحاجة إلى إجراء مزيد من البحوث العلمية للتحقيق في “الإريثريتول” وتأثيراته على الصحة، إلا أن نتائج الدراسة قد يكون لديها تأثير كبير على إنتاج الأطعمة المحلاة بـ”الإريثريتول”، والتي غالبا ما يوصى به للأشخاص المصابين بداء السكري والسمنة.
ما هو “الاريثريتول”؟
رغم اكتشاف “الإريثريتول” لأول مرة في عام 1852، إلا أنه أصبح سائدا في الإمدادات الغذائية الأمريكية في السنوات الأخيرة فقط، والذي يضيف الحلاوة إلى أحدث المشروبات في السوق، ودقيق الشوفان، والسلع المخبوزة وغيرها من المنتجات.
ويتم معالجة “الإريثريتول” من خلال تخمير الذرة، وهو ليس حلوا مثل قصب السكر، لكن الكثير من الناس يجدونه بديلا مقبولا للسكر الطبيعي.
ويعتبر “الإريثريتول” بديلا ممتازا للتحلية، بسبب آثاره الجانبية المحدودة، ولأن الجسم لا يستطيع استقلابه جيدا، فإنه يتم امتصاصه في مجرى الدم، وإفرازه عن طريق البول.
وينتج البشر أيضا “الإريثريتول” بشكل طبيعي ولكن بمستويات منخفضة، لكن عندما يقترن بـ”الإريثريتول الغذائي، فمن الممكن أن يتراكم المركب في الجسم.
وهنا يوضح مؤلف الدراسة، الدكتور ستاني هازن: “يتم صنع “الإريثريتول” في خلايا كل شخص، تماما مثل الكوليسترول، ومثل الأخير، نرى أن “الإريثريتول” هو علامة خطر للإصابة بأمراض القلب”.