ازدادت وتيرة الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا بشكل ملفت في الآونة الأخيرة، إما عبر القصف الجوي والصاروخي أو عبر تفجير السيارات المفخخة كما حصل في منطقة المزة.
أثارت العديد من التساؤلات حول الأسباب التي تقف وراء هذه الهستيريا الإسرائيلية وذلك على الرغم من أن الكيان الصهيوني يعيش ظروفاً قد تدفع به في أي لحظة نحو الحرب الأهلية.
لا نستطيع فهم هذه الهستيريا الإسرائيلية إلا ضمن نطاق التطورات المتسارعة التي تشهدها المنطقة والعالم، حيث لا يمكن فصل ساحاتها عن بعضها البعض فكل الساحات باتت متداخلة ومتشابكة ويؤثر بعضها على البعض الآخر.
فإذا نظرنا بشكل سريع إلى التطورات التي تشهدها المنطقة والعالم فقد كانت أغلبها مفاجئة للثنائي الإسرائيلي الأمريكي ظناً منهما أنه من خلال شن هجمات على سوريا بهذا الشكل العشوائي سيؤثر هذا الامر على اندفاعة هذه التطورات أو يقلل من زخمها .
وكان في مقدمة هذه التطورات المتلاحقة التقارب الإيراني السعودي، الذي نزل كالصاعقة على الثنائي المجرم والذي وأد وإلى الأبد مخطط هذا الثنائي لتشكيل ناتو “عربي إسرائيلي” بزعامة الولايات المتحدة ضد إيران.
التقارب العربيّ السوريّ، والذي سيتوج بتقارب “سوري سعودي” و”سوري مصري” لاسيما بعد الإعلان عن نية السعودية تقديم دعوة رسمية للرئيس بشار الأسد للمشاركة في القمة العربية التي ستعقد في السعودية، وهو ما يعني وأد المخطط الأمريكي الإسرائيلي الهادف لمحاصرة سوريا وإضعافها وتقسيمها.
فإنّ التقارب السعوديّ الإيراني والانفتاح العربي المتسارع على دمشق وجها ضربة قاسية لحركة التطبيع مع الكيان الصهيوني بل جعلا العديد من الدول العربية التي طبعت مع هذا الكيان تفكر بجدوى هذا التطبيع، بالإضافة إلى أنها وجهت ضربة قاسية أخرى لمخطط محاصرة وإضعاف محور المقاومة.
ويمكننا القول أيضاً أن الاعتراف الملفت لرئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية “مارك ميلي” بعدم قدرة القوات الأوكرانية والناتو على استعادة الأراضي الي تقطنها غالبية روسية في أوكرانيا من روسيا لا يمكن فصله أيضاً عما يجري في المنطقة.
فإنّ هذا الاعتراف حقيقةً هو اعتراف بفشل المخطط الأمريكي في أوكرانيا الهادف لمحاربة ا
لمحور الروسيّ الصينيّ الذي بدأ يسحب البساط تدريجياً من تحت أقدام واشنطن في العالم وخاصةً منطقة الشرق الأوسط، لا سيَمَا بعد رعاية الصين للاتفاق الإيرانيّ السعوديّ.
وإن كل ما تشهده سوريا مؤخراً من هجمات عدوانية أو تفجير سيارات مفخخة وعبوات ناسفة كما حدث في المزة، أو كما حدث في سان بطرسبورغ شمال غرب روسيا عندما فجر عملاء الناتو مقهى بأكمله فقط لاغتيال مدون عسكريّ روسيّ!
أو محاولة استفزاز طهران عبر إرسال واشنطن طائرة عسكرية لتنتهك الأجواء الإيرانية، والتي باءت بالفشل بعد تحذيرها من قبل القوة البحرية الإيرانية هذه الجرائم هي أقصى ما يمكن أن يفعله كلاً من الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الإسرائيلي من أجل أن ينتقم لفشل مخططاته والنّيل من محور المقاومة ومن التحالف الروسي الصيني.