أوضح محلل الشؤون العسكرية في “القناة 13” الإسرائيلية ألون بن دافيد في مقال له نشر في صحيفة “معاريف” الإسرائيلية أنّ:
“حماس وحزب الله وإيران يرون كيف تفكك الحكومة أسس القوة الإسرائيلية، وتلحق الضرر بالمرتكز الإستراتيجي الأميركي وتقضي على الوحدة الداخلية، ما يدفعهم إلى طعننا انطلاقاً من فرضية أن إسرائيل في وضعها الحالي ستمتنع عن رد يؤدي إلى معركة واسعة”.
وأشار إلى أنّ:
“حماس وحزب الله وإيران مصيبون في تقديرهم”، لأنّ حكومة نتنياهو على حد تعبيره:
“منهمكة فقط في تشريع يقضي على الجهاز القضائي وما تبقّى من الوحدة الوطنية، وستجد صعوبة في قيادة المجتمع الإسرائيلي المنقسم إلى معركة”.
وأضاف أنّ :
“غزة كانت، ولا تزال، ويبدو أنها ستبقى إلى الأبد جدار الواقع الصعب الذي تتحطم عليه الوعود الفارغة للسياسيين الذين أقسموا على تغيير الواقع في الجنوب” ومؤكداً أنّ “غزة تلقن كل حكومة في إسرائيل درساً في محدودية القوة”.
وبهذا الصدد تابع قائلاً أنّ:
“رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يعرف دروساً كهذه، لكن الدرس هذه المرة مؤلم بوجهٍ خاص”.
لافتاً بالقول أنه:
“في غضون 4 أشهر، نجحت حماس في كشف ضعف حكومة اليمين وكذلك حقيقة أن إسرائيل المنقسمة مرتدعة عن مواجهة واسعة”.
منوّهاً بأنّ:
“الضربات الإسرائيلية القاسية في غزة لم تنجح في تحقيق أي ردع، ولم تحقق إنجازات حقيقية”.
مضيفاً انه :
“في ظل حكومة نتنياهو، شن الجيش الإسرائيلي 3 عمليات من دون جدوى في القطاع، قتلت العشرات من الإسرائيليين، ولم تنجح في ضمان الهدوء في الجنوب”.
ووفقاً لما قاله المحلل العسكري فإنّ:
“غزة هي تحدٍ أمني بالنسبة إلى إسرائيل والجيش يعلم أن أي عملية عسكرية لا يمكنها ضمان هدوءٍ طويل للجنوب”.
موضحاً بأنه :
“في الأشهر الأخيرة، ترابطت كل الساحات ضد إسرائيل، وغزة أصبحت مشكلة أكبر بكثير بالنسبة إليها. وفي ظل الشرخ الداخلي وضعف قيادتنا، يجب الافتراض أن جولات القصف التي اختبرناها في الجنوب وفي الشمال ستتكرر، وحتى ستزداد”.
ومحذراً :
“إذا لم تبدأ الحكومة التعامل مع التحديات الحقيقية، فستجني إسرائيل أثماناً باهظة أكثر بكثير من التي عرفناها في العقود الأخيرة”
وفي الختام عبّر دافيد بقوله:
“لا جهة من الجهات من حولنا معنية بمواجهة واسعة لكنها كلها تتجرأ على أخذ مخاطر أكبر، وترفع احتمال التدهور إلى معركة، فيما الحكومة الحالية لا تزال غارقة في جدول أعمال منفصل كلياً عن الواقع الإقليمي”