أفادت صحيفة “الغارديان” البريطانية بأنه إذا ترسخ التقارب السعودي الإيراني، فقد يبشر ذلك بالخير على اليمن ولبنان وسوريا، إلا أنه يمكن أن يتسبب في كارثة لإسرائيل.
وأوضحت أنه قد تمّ فتح سفارة طهران في الرياض للمرة الأولى منذ عام 2016، في أحدث سلسلة من الإيماءات التي تظهر أن القوتين في الشرق الأوسط عازمتان على تخفيف حدة المنافسة التي شوهت المنطقة لمدة 40 عاماً.
وفي السياق ذاته اعتبرت أنّ كافة الإشارات، الصغيرة والكبيرة تشير إلى أن التقارب حقيقي.
ورأت أن السؤال المطروح الآن هو ما إذا كانت رياح التغيير هذه يمكن أن تنتشر عبر الشرق الأوسط، وتفتح نزاعات في اليمن ولبنان والعراق وسوريا وحتى “إسرائيل” والتي تفاقمت جميعها أو استمرت بسبب التنافس السعودي الإيراني.
بدوره دعا دبلوماسي مقيم في لندن إلى الحذر، قائلاً: “هذه ليست قصة حب. إنها فترة استراحة مناسبة للطرفين”.
من جانبه شبه دبلوماسي عربي في لندن العملية ببناء طابق أرضي يمكن للدول الأخرى البناء عليه.
لافتاً إلى أنّ: “الاتفاق قد يؤكد تراجع نفوذ واشنطن في الشرق الأوسط، ويضعف إسرائيل، ويعيد الرئيس السوري بشار الأسد إلى الحضن العربي، ويزود السعودية بسوق كربون جديد طويل الأمد في الصين، ويبدأ في إنهاء العزلة الاقتصادية لإيران”.
وفي سياق متصل تحدثت “الغارديان” عن الآثار الجانبية للاتفاق على كل من اليمن وسوريا ولبنان.
وأوضحت أنه: “في اليمن أفقر دولة في العالم العربي، هناك فرصة محتملة لإحراز تقدم، حيث قامت إيران بتسليح الحوثيين الذين يقاتلون تحالفا تقوده السعودية ولكن يبدو الآن أنه يدعم جهود السلام”.
وقالت أنه: “كمقابل للمساعدة الإيرانية في اليمن، يبدو أن المملكة العربية السعودية مستعدة لتطبيع العلاقات مع الرئيس السوري بشار الأسد السوري، حيث تؤكد الرياض أن التطبيع قد يؤدي إلى تعزيز المؤسسات السورية، ويقدم الطريقة الأكثر واقعية لاستعادة النفوذ والسيطرة على شبكات المخدرات العابرة للحدود”.
وفي هذا الصدد أشارت الصحيفة إلى أنّ الدولة الثالثة التي من المرجح أن تستفيد من إنهاء الخصومة السعودية الإيرانية، هي لبنان، الذي يعيش في فراغ رئاسي منذ انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون قبل حوالي ستة أشهر.
ونوّهت أنه: “بالنسبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كل هذا قد يؤدي إلى كارثة. كان يعتقد أن اتفاقات إبراهيم التي صممتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ستعمل على تطبيع العلاقات مع السعودية، لكن بدلاً من ذلك تعمل الرياض على تطبيع العلاقات مع أعداء إسرائيل، إيران وسوريا وحتى حماس”.