عادت سوريا التي بقيت قلعة صامدة في وجه كلّ المؤامرات على مدى أكثر من عقد من الزمن إلى الحضن العربي وذلك في اجتماع استثنائي عقده مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية في القاهرة.
ودمشق التي حافظت على موقعها ثابتًا وبقيت قلب العروبة النّابض، عادت شامخة من دون شروط وقيود، معلنةً عن مرحلة جديدة عنوانها الانفتاح.
بدوره أفاد المحلّل السياسي الدكتور وسيم بزي عن دلالاتٍ عدة لعودة الجامعة العربية للحضن السوري.
مؤكداً أنها تضج بالرمزيات والمعاني والبعد الاستراتيجي، مشدداً أنّ هذه اللحظة توازي إعلان انتصار لدمشق.
مشيراً إلى أنه:
“ما بين لحظة إخراج سورية عام 2011 وعودتها عام 2023 لا يزال الرئيس السوري بشار الأسد الطود الشامخ على وقفته التي فيها كل المضمون من الإباء والعز والتمسك بالخيارات”.
موضحاً:
“أنه عاد أكثر مقاومة وأكثر إيمانًا وتمسكًا بخياراته”.
وفي السياق ذاته يعود بزي ويؤكد أنّ:
“سوريا اليوم تعيش لحظة انتصار مع محور المقاومة”.
واعتبر أنّ:
“الجامعة العربية هي التي تعود وليس الرئيس الأسد، وهذا الكلام قاله الرئيس السوري بشكل مباشر لأكثر من وزير خارجية عربي زاره مؤخرًا وتحديدًا وزيري الخارجية المصري سامح شكري والأردني أيمن الصفدي”.
وفي سياق متصل ينقل بزي عن الرئيس الأسد قوله:
“إنه يرغب بتطوير العلاقات الثنائية مع كل دولة على حدة، وإنه لم يكن لديه رغبة وطموح بهذه العودة، ولكن الإصرار السعودي هو الذي أحدث الفرق، وفرض على المصري والقطري والأردني أن يتراجعوا عن موقفهم المرتبط بالأميركي”.
موضحاً أنه رغم الخيبة الإعلامية التي تعبّر عنها الولايات المتحدة الأمريكية بمواقفها وبياناتها، ولكن عودة دمشق أزالت مساحة إحراج إزاء موقفها المعاند تجاه سورية، ومهدت السبيل مستقبلًا لتطوير الموقف الأميركي.
لافتاً أنّه:
“ليس سرًا أن لقاءات أمنية سورية أميركية عقدت في مسقط منذ أشهر، في حين لا زالت الملفات العالقة بين الدولتين هي نفسها، والرئيس الأسد لا يزال مصرًا على شروطه التي طلبها من الأميركيين، وعلى رأسها رسالة حسن نية بالانسحاب من الرقة مقابل قبوله بفتح ملف الأميركيين المفقودين في سورية وعددهم سبعة”.
مفيداً أنه:
“لا قيمة للائحة الشروط إذ إن العودة سبقتها، وهذا يشكل تعويضًا معنويًا إعلاميًا لسورية”.
معتبراً أنّ:
“هذه العودة هي فاتحة لمسار كبير في المنطقة أتى من المتغير العالمي الذي حملته العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، والمواجهة مع الصين في بحر الصين الجنوبي وخليح تايوان، والاتفاق الإيراني السعودي بالضمانة الصينية، ومن الدور الذي أدته روسيا بشكل غير معلن بين الرئيس الأسد والسعودية وسيأتي الوقت الذي يفرج فيه عن الكثير من الأسرار بهذا الملف ناهيك عن زيارة الرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي إلى دمشق بهذا التوقيت”.
وفي ختام حديثه أفاد المحلل السياسي أنّ:
“سوريا باتت في موقعها المفصلي داخل اللوحة السياسية العربية من جديد، ودمشق هي محط تقاطع لخيارات كبرى تحمل الكثير من الآمال ليس لسورية فقط بل للبنان كمؤثر طبيعي بأي حدث سوري كبير”.