أفادت مصادر إعلامية عن توجه وفد أمني عراقي رفيع، برئاسة مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي إلى إيران، لبحث عدد من الملفات الأمنية المشتركة منها ملف الحدود.
وكانت مصادر إيرانية مطلعة قد كشفت يوم أمس أنّ الأعرجي سيجري، اليوم الإثنين لقاءات مع المسؤولين الإيرانيين في طهران بهدف مناقشة تطورات أمن الحدود وتقييم تنفيذ الاتفاقية الأمنية المبرمة بين البلدين في آذار الماضي.
بدوره أفاد بيان لمكتب مستشار الأمن القومي أنّ: “الأعرجي وبتوجيه من رئيس الوزراء محمد شياع السوداني توجه إلى طهران على رأس وفد أمني لبحث إجراءات تأمين الحدود بين العراق وإيران” وذلك من دون ذكر تفاصيل أخرى.
واستبق الأعرجي زيارته إلى طهران بزيارة على رأس وفد أمني يوم أمس إلى محافظة السليمانية بإقليم كردستان العراق، وذلك “بتوجيه من القائد العام للقوات المسلحة”.
من جهته، أكد مسؤول عراقي مطلع أنّ: “الأعرجي سيبحث ملف الحدود وملفات أمنية أخرى تخص الجانبين”.
مبيناً أنّ: “ملف الجماعات الإيرانية الكردية المعارضة بإقليم كردستان سيكون على رأس الملفات التي ستبحث خلال الزيارة”.
وأضاف قائلاً أنّ الأعرجي يسعى للتوصل إلى تفاهمات بين حكومتي الإقليم وطهران، تضمن عدم تنفيذ إيران أي ضربات على الإقليم.
موضحاً بأنّ: “تأمين طريق الحجاج البري إلى مكة سيكون حاضراً ضمن المباحثات، إذ إن الآلاف من الإيرانيين سيؤدون فريضة الحج براً عبر العراق”. وقال إنّ: “العراق بصدد وضع خطة أمنية لحماية قوافل الحجيج”.
وأشار إلى أن ملفات أخرى ستكون حاضرة ضمن المباحثات، منها: “ملف بقايا داعش وتحركاتهم وتضييق الخناق عليهم، خاصة نشاط تلك البقايا في المناطق القريبة من حدود إيران”.
وخلال آذار الماضي، وقّع أمين مجلس الأمن القومي الإيراني السابق علي شمخاني ونظيره العراقي قاسم الأعرجي على اتفاقية “التعاون الأمني المشترك” بين إيران والعراق، بحضور السوداني.
وكان إقليم كردستان قد تعرض خلال العام الماضي لهجمات إيرانية متعددة بالصواريخ والمسيّرات، منها هجوم في نهاية أيلول الماضي، بـ73 صاروخاً، بالإضافة إلى طائرات مسيّرة.
واستهدفت هذه الهجمات مقار الأحزاب الإيرانية المعارضة في الإقليم، وقد تسبب القصف بمقتل 13 شخصاً وإصابة 58 آخرين.
وفي السياق ذاته كانت وسائل إعلام إيرانية قد ذكرت في تشرين الأول الماضي، أنّ الحرس الثوري الإيراني أعلن عن توقف هجماته بعد تدمير الأهداف المحددة، وأنّ استمرارها سيكون منوطاً بالسلوك المستقبلي لسلطات إقليم كردستان العراق.
مضيفاً أنّه: “إذا اتخذ الإقليم قراراً معقولاً وأوقف شرور الجماعات الانفصالية والمناهضة لإيران، فإن وقف إطلاق النار هذا سيستمر، وإذا لم يحدث ذلك فإن الحرس الثوري سيستأنف عملياته”.