تتواصل المعارك في السودان، حيث مُدِّدت الهدنة التي لم يتم التقيد بها مطلقاً، في محاولةٍ لنقل مساعدات إنسانيّة حيويّة للسودان الذي أصبح على حافّة المجاعة.
بدورها أفادت وكالة رويترز عن مصدر دبلوماسي سودانيّ أن الجيش علق مشاركته في مفاوضات جدة.
ويوم أمس قال أحد سكان العاصمة لوكالة “فرانس برس” عن وقوع اشتباكات استُخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة في جنوبي الخرطوم.
ومنذ 22 أيار الحالي، يُشيد الوسطاء السعوديون والأميركيون بوقف إطلاق النار، الذي ظلّ حبراً على ورق. فعلى الأرض، لم يتوقف القصف الجوي والمدفعي واستمرّت تحركات المدرعات.
من جانبه كتب المحلل السياسي رشيد عبدي في “تويتر” أنّه: “لا يوجد وقف إطلاق نار في السودان”، في إشارةٍ منه إلى تواصل القتال.
موضحاً أنّ: “هناك فجوة عميقة بين الواقع على الأرض في السودان والدبلوماسية في جدة”.
وفي السياق ذاته أكّد القائد العام للجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، أنّ القوات المسلّحة السودانية لم تستخدم بعدُ كامل قوّتها المميتة في صراعها مع قوات “الدعم السريع”، لكنّه توعّد بأنها “قد تُضطر إلى ذلك”.
وأفاد البرهان خلال تفقّده بعض مواقع الجيش السوداني، إنّ: “القوات المُسلّحة تخوض هذه المعركة نيابةً عن شعبها”.
وأشار إلى أنها: “لم تستخدم بعد كامل قوتها المميتة، لكنّها ستضطر إلى ذلك إذا لم يَنْصَع العدو، أو يَستَجِبْ لصوت العقل”.
مبيناً إلى أنّ: “كلّ الفرق العسكرية لا تزال محتفظة بكامل قواتها بعد أن بسطت سيطرتها على جميع أنحاء البلاد”.
وفيما يتعلق بتمديد الهدنة مع قوات “الدعم السريع”، أشار البرهان إلى أنّ قرار التمديد جاءت الموافقة عليه: “من أجل تسهيل تأمين الخدمات للمواطنين، الذين أنهكتهم اعتداءات المتمردين، الذين نهبوا ممتلكاتهم، وانتهكوا حرماتهم، وعذبوهم وقتلوهم”.
مشدداً بأنّ: “القوات المسلحة ستظلّ مستعدةً للقتال حتى النّصر، وأنّ المتمردين لن يستطيعوا أن ينالوا من السودان”، مؤكداً أنّ: “النصر قريبٌ لا محالة”.
وفي وقت سابق أفادت وكالة “رويترز” عن تمديد الهدنة في السودان 5 أيام جديدة بعد انتهاء الهدنة السابقة مساء الإثنين.
كما رحّبت كل من الرياض وواشنطن، في بيانٍ مشترك، باتفاق الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع” على تمديد اتفاق وقف إطلاق النار.
وفي سياق متصل جدّد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري تأكيد دعم بلاده للجهود السعودية للتهدئة، والتوصل إلى وقف لإطلاق النار في السودان.
موضحاً إلى أنّ مباحثات مبعوث رئيس مجلس السيادة السوداني، السفير دفع الله الحاج علي، مع وزير الدولة للشؤون الخارجية، سلطان المريخي، أمس، في الدوحة قد تناولت البحث عن حلول للأزمة في السودان وخصوصاً فيما يتعلق بالجانب الإنساني ووقف إطلاق النار.
مؤكداً: “انفتاح قطر على جميع الأطراف في السودان، لكن في إطار الجهود التي تقوم بها السعودية والولايات المتحدة الأميركية” في هذا الإطار.
وقد اندلعت في 15 نيسان الماضي اشتباكات عنيفة وواسعة النطاق، بين قوات الجيش السوداني، وقوات “الدعم السريع”، في مناطق متفرقة من السودان، تركّزت معظمها في العاصمة الخرطوم، مُخلّفةً المئات من القتلى والجرحى بين المدنيين.