افتتحت اليوم أعمال المؤتمر الدولي (آخر نتائج الأبحاث الأثرية السورية وتداعيات الزلزال) الذي تقيمه وزارة الثقافة- المديرية العامة للآثار والمتاحف، بالتعاون مع وزارة السياحة، بهدف عرض نتائج الأبحاث الأثرية وتداعيات الزلزال على المواقع الأثرية السورية، وذلك في المتحف الوطني بدمشق.
ويشارك في المؤتمر الذي يقام على مدار يومين مجموعة من الباحثين الأجانب من إيطاليا وبولونيا وهنغاريا والتشيك، حيث يعرضون نتائج أبحاثهم الأثرية في المواقع السورية التي يعملون بها.
وفي كلمة الافتتاح قالت وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوح:
هذه ليست المرة الأولى التي تنظم فيها مديرية الآثار والمتاحف مثل هذه المؤتمرات، التي تتيح للبعثات الأثرية العاملة في سوريا عرض أعمالها وما توصلت إليه، وتبادل الآراء في أمور تعود بالفائدة العلمية والخبرة العملية على المشاركين، لكنها بالتأكيد المرة الأولى منذ بداية الحرب الإرهابية الشرسة على وطننا التي يشارك فيها هذا العدد المهم من الشخصيات العلمية والبعثات الأثرية الأجنبية العاملة في سوريا.
وقالت الدكتورة مشوح:
بعض هذه البعثات لم يغادر سوريا في أحلك وأصعب الظروف التي مرت عليها، وأصر على الاستمرار في البحث وتأهيل الكوادر والطلاب كالبعثة الهنغارية ،التي تابعت أعمالها في قلعتي الحصن والمرقب، وبعضها الآخر عاد إليها عام 2019، وهناك خمس بعثات إيطالية تعمل في عدد من التلال منها تل إيبلا وطوقان وفرزت في ريف دمشق، وعمريت وتل الكزل في طرطوس.
وأضافت مشوح:
إننا نرحب بكل جهد شريف مخلص يقدم لنا المساعدة، وندرك الضغوط التي مورست على الكثيرين من محبي سوريا والعقبات التي حالت دون تواجدهم فيها، لمشاركتنا الدفاع عن تراثها الإنساني العظيم، معربة عن شكرها للفيلق الروسي الاستكشافي التطوعي على جهوده في دعم ترميم نبع أفقا في تدمر.
وأكدت مشوح على أهمية المؤتمر باعتباره فرصةٌ لتبادل الآراء وفتح باب النقاش، حول كيفية تقديم الدعم لترميم وإعادة تأهيل المواقع الأثرية التي طالتها يد الإرهاب.
من جانبه أكد وزير السياحة محمد رامي مرتيني في تصريح للصحفيين:
“إن وزارتي السياحة والثقافة فريق واحد يعملان على العديد من المشاريع المشتركة أهمها المسارات السياحية في مواقع التراث والأوابد الأثرية والقلاع والأسواق منذ ما يقارب ثلاث سنوات وأنجز منه الكثير”.
متابعا” :
“السياحة الثقافية هي العنوان الرئيسي لقطاع السياحة السورية لما يمتلكه البلد من كنوز حضارية وثقافية وتراثية، إضافة إلى الأماكن الدينية المقدسة وهي ملك البشرية جمعاء، حيث تمت حمايتها والحفاظ عليها من التخريب والدمار والإرهاب، وأكبر دليل على ذلك ما يحدث اليوم من أعمال ضخمة لترميم أسواق حلب القديمة وقلعتها وحمص القديمة وكل الأماكن التاريخية التي دنسها الإرهاب”.
وبين مرتيني أنه بعد كارثة الزلزال التي تعرضت لها سوريا مؤخراً أصبحت الحاجة ضرورية لتدخل المنظمات الإنسانية والدولية التي تعنى بالثقافة والتراث لمد يد العون وكسر العقوبات الجائرة التي تؤثر على جميع مناحي الحياة في سوريا ومنها الثقافة والآثار عكس ما يحاول الغرب الترويج له، مشيداً بالخبرات والأيادي السورية الوطنية التي كان لها دور كبير في حماية هذه الأوابد التاريخية.
بدوره اعتبر مدير عام الآثار والمتاحف محمد نظير عوض أن هذا اللقاء العلمي استثنائي جمع الكثير من الخبراء الرواد الذين شاركوا في تأسيس علم الآثار وكانوا من أوائل المنقبين في مواقع مفصلية ومفتاحية في سوريا، على رأسهم البروفيسور باولو ماتييه.
رافق المؤتمر افتتاح معرض صور ضوئية على سور حديقة المتحف الوطني بعنوان “نماذج لمشاريع ترميم التراث الأثري السوري” ويعرض الإجراءات الحكومية المتمثلة بمشاريع ترميم مهمة للمواقع الأثرية التي تعرضت للتخريب والدمار خلال فترة الحرب على سوريا في كل المحافظات.
وفي مبادرة من العاملين في مديرية الآثار والمتاحف تمت زراعة شجرة ليمون في حديقة المتحف، تقديرا لجهود عالم الآثار باولو ماتتيه مدير البعثة الأثرية في إيبلا منذ عام 1964.
وتضمن المؤتمر الذي يستمر ليومين عقد جلسات علمية آثارية شارك فيها مجموعة من الخبراء والرواد في علم تأسيس الآثار، وستناقش العديد من المواضيع المهمة التي تتعلق بالمواقع الأثرية السورية في مختلف المحافظات التي تعرضت للدمار والتخريب جراء الحرب والزلزال، وأهم النتائج التي توصلوا إليها خلال أعمالهم الاستكشافية والبحثية.