صرح الدكتور سام عبود أن الكادر الطبي في شعبة الأذن والأنف والحنجرة في مشفى الرازي الجراحي الحكومي بحلب قد أجرى تحت إشرافه عملية زرع حلزون للطفل “محمد نور” وعمره عامان ونصف.
وقدم الدكتور سام عبود من حمص لإجراء العملية التي هي الأولى من نوعها في مشفى الرازي والأولى في حلب منذ بداية الحرب وتم نقلها مباشرة إلى قاعة المحاضرات وتابعتها كوادر المشفى الطبية والفنية.
وقد بين عبود أن العمل الجراحي عبارة عن زرع قوقعة في جمجمة الطفل وبعد نحو 3 أسابيع يتم تركيب القطعة الثانية وتجربة أن يسمع الطفل لأول مرة وبعدها يدخل في مرحلة التأهيل والتي تمتد حتى 3 سنوات ليستعيد السمع بشكل كامل والنطق بشكل جيد.
وأضاف أن عملية التأهيل ضرورية جداً وتتم عن طريق مراكز مختصة ويجب على الأهل الالتزام الكامل بجلسات وبرامج التأهيل للحصول على النتيجة المطلوبة.
وأشار إلى أن أهمية العمل الجراحي تكمن في تحويل طفل أصم وأبكم إلى طفل طبيعي فاعل بالمجتمع، إضافة إلى تدريب وتأهيل الكوادر الطبية والفنية على هذا النوع من العمليات الجراحية المعقدة ورفع مهاراتهم كون البلد يحتاج إلى هذا النوع من العمليات.
لافتاً إلى أن سوريا قبل الحرب كانت تحتاج إلى نحو 500 عملية جراحية من هذا النوع سنوياً، ونقص هذا العدد إلى النصف بفعل الحرب والهجرة وعدم إجراء المسوح والفحوص الطبية حيث تقدر الحاجة السنوية بنحو 250 عمل جراحي من هذا النوع يتم إجراء ما بين 75-100 عمل جراحي منه بفعل الكلفة الباهظة والتي تصل إلى 150 مليون ليرة حالياً ثمن الجهاز وتقوم منظمة آمال في دمشق بالجزء الأكبر من هذه العمليات.
وكشف أن برنامج المسح السمعي للأطفال سيبصر النور الشهر القادم حيث يتوجب أن يتم إجراء مسح سمعي لكل طفل حديث الولادة للتأكد من سلامته نظراً لأهمية الكشف المبكر في هكذا عمليات والتي تتم لأطفال حتى سن السابعة والدراسات ومراكز الأبحاث العالمية تفضل إجراء العمل الجراحي بعمر سنة أو 10 أشهر كون تأهيل الطفل يصبح أصعب كلما كبر، مع إمكانية إجراء العمل الجراحي للكبار ممن فقدوا السمع.
بدوره أوضح مدير صحة حلب الدكتور زياد الحاج طه أن العمل الجراحي مهم لناحية تأهيل الطفل ولتنمية المهارات العلمية والخبرات الطبية لكوادر المشفى التي اكتسبت مهارات كبيرة خلال سنوات الحرب بفعل الحالات التي تم معالجتها لتأتي هذه الحالات وتزيد من خبرات الكوادر الطبية والفنية.
وأكد استمرار المديرية بتقديم كل التسهيلات لرفع السوية العلمية والطبية للكوادر الصحية.
وفي السياق ذاته أشار الدكتور رزق الله مالو مدير مشفى الرازي إلى أن العمل الجراحي المميز يبرز كفاءة ومهارة الكوادر الطبية والفنية والتمريضية في مديرية صحة حلب بشكل عام ومشفى الرازي بشكل خاص.
وبين أن المشفى مستمر برفع الكفاءة العلمية والمهنية لكوادره سواء من خلال هكذا عمليات نوعية أو من خلال المحاضرات العلمية والندوات والمؤتمرات الطبية للاطلاع على أحدث ما توصل إليه العلم بمختلف الاختصاصات الطبية.
كما أكدت الدكتورة هند عبد الحميد رئيس شعبة الأذن والأنف والحنجرة في مشفى الرازي أنه تم تجهيز الطفل بفحوصات متلاحقة وإجراء تخطيط للسمع ومتابعة حالته منذ المراجعة الأولى لحين تجهيزه للعملية اليوم.
ولفت رئيس التمريض العام في المشفى وضاح حمدك إلى أن العمل الجراحي النوعي يساعد الكوادر التمريضية وخاصة المشاركين بالعمليات الجراحية على رفع سويتهم العلمية وخبرتهم التمريضية كونهم العنصر الأساسي والأول في التعامل مع المرضى ومتابعة حالاتهم.
وبينت والدة الطفل محمد بأنها اكتشفت أنه لا يسمع حين كان عمره 6 أشهر ويتعامل معها بالنظر فقط، وبعد مراجعة الطبيبة المختصة وإجراء الفحص تبيّن بأنه بحاجة لسماعة ولكن لم تحقق الاستجابة وتبيّن أنه بحاجة إلى عمل جراحي لزراعة الحلزون وتمت متابعة الحالة بالمشفى وعن طريق متبرعين تم تأمين الجهاز.