بينما يجهد أغلب المتابعين في المنطقة والعالم لفهم ما تقوم به الجمهورية الإسلامية الإيرانية تُفاجئ الأخيرة هؤلاء بانجازات باهرة على كافة الأصعدة السياسية منها أوالاقتصادية أوالاستراتيجية، ناهيكَ عن مجالات التصنيع العسكري.
وفيما يزال الكثير من المتخصصين بصناعة وتطوير الأسلحة عبر العالم يعملون بجهدٍ بالغ لتقييم حقيقة القدرات والإمكانات الفعلية لما تحققه طهران وتبرع به في مجال الصواريخ الباليستية والمسيّرات ومنظومات الدفاع الجوي والقطع البحرية، كانت قد أزاحت الستار بحضور الرئيس إبراهيم رئيسي عن صاروخ “فتاح” الفرط صوتي كأحدث إنجاز استراتيجي للقوة الجو فضائية التابعة لحرس الثورة الإيراني.
حيث أكد الرئيس رئيسي بأنّ:
“قوة الردع الإيرانية هي قوة دفاعية، وليست هجومية أبداً”.
ومبيناً أنها نقطة قوة تسهم في استتباب الأمن في المنطقة، وبأنّ رسالة الإيرانيين هي “رسالة أمن للمنطقة، ورسالة عزة وفخر واقتدار لإيران”.
هذا و تتجه الأنظار إلى ما يمتلكه هذا الصاروخ من مميزات تقنية وعسكرية، والأهم، إلى ما يقدمه لإيران على المستوى الاستراتيجي.
فمن الناحية العسكرية والتقنية:
يمتلك صاروخ “فتّاح” قدرات تكتيكية، نظراً لوجود فوهة وقود صلب في المرحلة الثانية، ولديه القدرة على الوصول إلى سرعات عالية جداً، بين ١٣ و١٥ ماخ، ومع مدى يصل الى ١٤٠٠ كلم.
وأيضاً يمكن له إجراء مناورات مختلفة داخل وخارج الغلاف الجوي للأرض، محققًا بذلك ميزة هي الأهم في عالم الصواريخ وهي “تجاوز” أغلب أنظمة الدفاع الجوي للعدو.
وعلاوةً على ذلك يتميّز “فتاح” بدقة مميزة على إصابة الاهداف وذلك بعد اختراق أجوائها بسرعة عالية جداً.
وذلك بالإضافة إلى قدرته الممتازة على المناورة والتخفي، وخاصة في المرحلة الأخيرة من مساره في الجو قبل اصطدامه بالهدف، والتي هي المرحلة الأكثر حساسية.
أما على الصعيد الإستراتيجي:
أولًا:
أن تنجح الوحدات التصنيعية العسكرية الإيرانية في تحقيق هذه المميزات التقنية ووضعها على صاروخ مثل “فتاح”، مثل السرعة فرط صوتية، والدقة التوجيهية والتغلب على أغلب منظومات الدفاع الجوي الأكثر تطورًا، فهذا الأمر يؤشر بأن لديها القدرة والإمكانية لتصنيع صواريخ أو أسلحة نوعية أخرى، تكون مميزة ولافتة وتحقق ما يشبه السبق أو الإنجاز على ساحة التصنيع العسكري الدولية.
ولعل مسيّرة شاهد التي شكلت صدمة لأغلب المراقبين والمتخصصين في العالم، هي شاهد على هذه الإنجازات.
ثانيًا:
مع “فتاح” إيران تدخل نادي الفرط صوتي العالمي، وإنّ نجاحها في معركة الفرط صوتي التي تتواجه وتتبارز فيها اليوم وبشراسة الدول الكبرى الثلاث فقط “أمريكا وروسيا والصين” فهذا يضع الجمهورية الإسلامية في مربع متقدم جدًا على الصعيد العالمي، تنافس به الكثير من الدول الصناعية المعروفة عالميًا بصناعاتها العسكرية مثل بريطانيا وفرنسا واليابان.
ثالثًا:
قد يكون هو الأمر الأكثر حساسية على الصعيد الدولي حيث يضع “فتاح” إيران اليوم في موقع الطرف المؤثر وبقوة من بين اللاعبين الكبار، في ظل الاشتباك الاستراتيجيّ العالمي بين الشرق والغرب وتحديدًا على صعيد المواجهة غير المسبوقة حاليًا بين واشنطن وحلفائها الآسيويين والغربيين من جهة، وبين موسكو وبكين وطهران من جهةٍ أُخرى.
وأخيراً إنّ “إسرائيل” اليوم مع ما حققته إيران أو يمكن أن تحققه عبر “فتاح” الطرف الأكثر اهتماماً بقدرات هذا الصاروخ.
وتل أبيب هي التي ستكون طبعاً المستهدف الأول على صعيد التداعيات التدميرية في حال المواجهة مع إيران أو على صعيد الردع مع ما يراكمه هذا الصاروخ المميز بامكانياته في هذا المجال.