مازال المدنيون في شمال وشمال شرق المناطق الصحراوية في محافظة حمص تعيش في توتر وخوف؛ جراء ما تفعله المجموعات الإرهابية المسلحة من هجمات متزايدة عليهم، وخاصة ما يتعرض له الفلاحون في تلك المناطق.
وفي هذا السياق نقل موقع أثر برس الإخباري عن وكالة “نوفوستي” الروسية تأكيد نائب رئيس مركز المصالحة الروسي “أوليغ غورينوف”، أنه في إطار عملية خاصة للبحث عن الجماعات الإرهابية في المحافظات الجنوبية من سوريا ورصدها وتحييدها، أجرت قوات الجيش السوري المشتركة بالتعاون مع القوات الروسية، عمليات استطلاعية وتفتيش في المناطق الشمالية والشمالية الشرقية من صحراء بلي في محافظة حمص.
وأضاف الموقع عن “أوليغ” أنه “تم القضاء على 20 مسلحاً و9 مخابئ للأسلحة والذخيرة و30 ملجأ للجماعات المسلحة”.
حيث بين أن بادية حمص تشهد باستمرار هجمات مسلحة، تودي بحياة عدد من المدنيين كما تسببت باختفاء آخرين من دون معرفة مصيرهم، وكان آخر هذه الهجمات في 6 حزيران الجاري، إذ قضى 4 أشخاص جراء تعرضهم لهجوم من مجموعة مسلحة في أثناء عملهم بالحصاد في المنطقة الواقعة بين محطة T4 والفرقلس بريف حمص الشرقي.
وأكد أن التحقيقات الأولية بينت أن المهاجمين استخدموا القنابل اليدوية وأطلقوا النار على العمال ما أدى إلى وفاتهم واحتراقهم واحتراق آلية الحصاد والمحصول.
وأضاف: “كذلك شهد شهر شباط الفائت هجمات عدة على جامعي “فطر الكمأة” في بادية حمص، ففي 18 شباط قضى 53 شخصاً بينهم 46 مدنياً و5 من عناصر شرطة الطرق العامة وعسكريين إثر هجوم نفّذه مسلحو تنظيم “داعش” على جامعي الكمأة في منطقة الضبيات جنوب شرقي السخنة بريف حمص الشرقي، كما شهدت البادية السورية مؤخراً هجمات متكررة على حافلات سوريّة، إلى جانب الاستهدافات التي طالت مناطق سوريّة أخرى”.
وأشار إلى أنه في بداية حزيران الجاري، حذّر جهاز الاستخبارات العسكرية الروسية من هجمات يمكن أن تشنها الولايات المتحدة الأمريكية على أماكن عامة مزدحمة ومؤسسات حكومية في سوريا.
كما أكد أن “إدارة هذا النشاط الإجرامي تتم في القاعدة العسكرية الأمريكية في التنف، حيث يتم تدريب العشرات من مقاتلي تنظيم داعش”.
ولفت إلى أن “الأمريكيين يجددون بانتظام صفوف الإرهابيين، ويطلقون سراحهم من السجون في الجزء الشمالي الشرقي المحتل من سوريا”.
وأوضح أنه “يتم جلب الأسلحة الصغيرة والذخيرة وأنظمة الصواريخ المضادة للدبابات بوساطة الشاحنات إلى معسكرات التدريب”.
ونوّه إلى أن “الطريق السريع المهم استراتيجياً بين مدينتي تدمر ودير الزور يتعرض لهجوم من قبل الإرهابيين”.
وأخيراً إذا كان هناك ما يساعد على حماية المدنيين من الهجمات الإرهابية، والتخلص من الجماعات المسلحة المدعومة من أمريكا، هو أن يرى الجميع إلى هذا الواقع من رؤية المدنيين الذين يعيشون في تخبط وخوف، وكلما حاولت الدولة مساعدتهم وإنقاذهم من الإرهاب والرهاب قام الغرب متهماً الدولة بالقصف والتهجم على المدنيين.