نشر موقع “العهد” الإخباري مقال تحت عنوان “مرتزقة سوريون إلى أوكرانيا وقوداً للصراع” بيّن فيه أن واشنطن وجدت غرضها في الهياكل السياسية للفصائل المعارضة على اختلاف تناقضاتها من فصائل “قسد” المسلحة ومن يحاربونها من عملاء أنقرة، مؤكداً أن كل من أمريكا وتركيا يرسلون هؤلاء للمحرقة الأوكرانية لتنفيذ مآربه الخاصة.
مكاتب خاصة في أنقرة لتجنيد المسلحين
وذكر المقال نقلاً عن الخبير العسكري العميد “علي خضور” أن المجموعات الإرهابية الموالية لأنقرة في شمال سوريا قد افتتحت مكاتب خاصة لتجنيد المسلحين وإرسالهم إلى أوكرانيا بالتزامن مع قيام واشنطن بتجميع إرهابيين في قاعدة التنف شرقي سوريا للغاية نفسها وذلك تزامناً مع تجهيز مقاتلين أكراد من فصائل “قسد” الموالية لواشنطن بغية التوجه نحو أوكرانيا.
وأضاف الخبير إلى أن السبق في التجنيد لمصلحة القتال في أوكرانيا بالنسبة للمرتزقة السوريين كانت “الفصائل التركمانية” التابعة للجيش التركي والتي تسيطر في أرياف “حلب والرقة والحسكة وشمالي شرق سوريا” حيث قامت بافتتاح مكاتب يسجل من خلالها المقاتلون أسماءهم ويوقعون على عقود تلزمهم بالقتال ضد الروس في اوكرانيا لقاء مبالغ مالية ضخمة.
حيث أكد أن الفصائل التركمانية التابعة لأنقرة ومنها “فرقة الحمزات، فيلق الشام، سليمان شاه، أحرار الشرقية” قد افتتحت مكاتب بإشراف قياديين فيها توزعت على مدن “عفرين وأعزاز وجرابلس والراعي بريف حلب وتل أبيض بريف الرقة ورأس العين بريف الحسكة” وذلك لقاء رواتب شهرية ضخمة تصل إلى حوالي (5000) يورو شهرياً يقدمها الناتو كبدلات انتقال إلى أوكرانيا، مشيراً إلى أنها تماثل المبالغ التي يدفعها حلف شمال الأطلسي للمرتزقة في “التشيك وبولندا” وبعض الدول الأفريقية والآسيوية.
لقاءات بين ضباط أتراك وأوكرانيين
وأشار العميد خضور للموقع ذاته إلى أن ما تقوم به الفصائل التركمانية التابعة لأنقرة من عمليات تجنيد للمرتزقة السوريين للقتال في أوكرانيا جاء بعد لقاءات أجراها ضباط استخبارات أتراك رفقة عدد من ضباط الاستخبارات الأوكرانية وعدد من قيادات الفصائل ممن يسمون بـ”الجيش الحر” حيث تم الاتفاق على إرسال الدفعة الأولى من المقاتلين وعددهم (500) مرتزق للقتال في اوكرانيا بينما تكفل الجيش الأمريكي بشحن دفعات من الإرهابيين المنضوين تحت ميليشيا “مغاوير الثورة” إلى جانب مقاتلين ومعتقلين سابقين في تنظيم “داعش” الإرهابي ممن يحملون في معظمهم الجنسيات الروسية والشيشانية والكازاخية في قاعدة التنف عند مثلث الحدود السورية الأردنية العراقية بالتوازي مع إرسال مقاتلين من “قسد” لقاء مبالغ مالية ضخمة وهو أمر بات مؤكداً رغم مسارعة القيادات الكردية في “قسد” لنفيه.
المصالح الأمريكية التركية واحدة
وفي السياق ذاته ذكر موقع العهد نقلاً في حديثه مع عضو مجلس الشعب السوري “مهند الحاج علي” تأكيده على أن المعلومات التي تتحدث عن عمل واشنطن مع المجاميع الإرهابية وخاصة في منطقة الجزيرة السورية وشمال حلب وإدلب بغية إرسال بعض المقاتلين إلى أوكرانيا ليكونوا مرتزقة تحت إمرة زيلينسكي وزمرته النازية.
حيث أشار عضو مجلس الشعب إلى أن هذا الموضوع ليس بجديد فقد سبقته محاولات ناجحة من واشنطن بجمع ألف مقاتل من تنظيم “قسد” الإرهابي وإرسالهم إلى أوكرانيا بعد أن أقاموا عدة دورات تدريبية في منطقة التنف لقاء رواتب ضخمة مدفوعة باليورو من قبل الناتو، مشدداً على أن أمريكا وتركيا لديهما عدة أهداف من وراء ذلك فقد سبق لتركيا أن استخدمت هؤلاء المقاتلين وخاصة من إدلب وشمال حلب للقتال في كل من ليبيا وأرمينيا لدعم حلفائها هناك وأرسلت قسماً منهم إلى أفغانستان ليكونوا ضمن القوات التركية التي انتشرت في مطار كابول وإلى ما هنالك، لذلك فهي تحاول أن تبحث عن مخرج من هذا الفائض الإرهابي الموجود على حدودها في شمال سوريا بعد أن أصبح هؤلاء مشكلة كبيرة لها وهي تقوم بإعادة تدويرهم مرة أخرى عبر إرسالهم إلى مناطق جديدة.