هو أمير، وقائد عسكري، وشاعر عربي مسلم من القرن الرابع الهجري.
وهو الحارث بن سعيد بن حمدان بن حمدون بن الحارث الحمداني، ويُكنى بأبي فراس، ينتمي إلى أسرة بني حمدان المؤسسة للإمارة الحمدانية بعاصمتها حلب، أمير، قائد عسكري، وشاعر عربي مسلم من القرن الرابع الهجري في عهد الدولة العباسية.
نشأ أبو فراس الحمداني في بلاط سيف الدولة، والذي جمع فيه الكثير من الشعراء، والأدباء، والعلماء، فأتاح له ذلك أن يلتقي بأئمة عصره في جميع الفنون، وقام سيف الدولة بإرساله إلى البادية؛ ليتلقن اللغة السليمة عن البدو، ودرس اللغة على يد أشهر الأئمة، فتميز بفصاحته وبلاغته، وشهد له بذلك شعراء عصره، وقد عهد سيف الدولة إلى ابن خالويه مهمة الإشراف على تعليم أبي فراس، وقد نشأت بينهما علاقة قوية ، وقد كان ابن خالويه الراوي الوحيد لشعر أبي فراس.
اهتم سيف الدولة بتدريبه على الفروسية وأساليب القتال، فعيّن له أمهر القادة لتحقيق ذلك، كما اصطحبه معه في العديد من غزواته منذ صباه؛ ليكتسب المهارات العملية، وقد شارك أبو فراس مع سيف الدولة في معظم معاركه ضد الروم، والقبائل العربية المتمردة.
يذكر بعض المؤرخين أنّ أبا فراس الحمداني قد تم أسره من قبل الروم مرتين، إذ اقتاده الروم في المرة الأولى إلى منطقة تقع على الفرات، وقد كان لهم فيها حصنٌ منيع، إلا أنه لم يمكث فترة طويلة في الأسر، إذ افتداه سيف الدولة.
والمرة الثانية، كانت عند سقوط منبج بأيدي الروم وذلك في عام 350 هجريًا، قاده الروم إلى القسطنطينية، إذ مكث فيها طوال مدة أسره والتي بلغت أربع سنوات وحتى عام 354 هجريًا، إذ استطاع سيف الدولة إعادة ترتيب وتجهيز جيوشه، فهاجم الروم، وانتصر عليهم، وأسر البعض منهم، ومن ثم قام بافتداء أبو فراس ومن معه من الأسرى المسلمين.
قضى أبو فراس فترة سجنه في تنظيم أجمل وأبلغ قصائده الشعرية، والتي كانت مليئة بمشاعر الحزن، والألم، والحنين إلى الوطن ووالدته، بالإضافة إلى الرسائل التي كان يرسلها إلى ابن عمه؛ يشكو فيها من الأسر، ويلومه على تأخره في فدائه.
و يتميز شعر أبي فراس الحمداني بسهولة الألفاظ، ووضوح المعاني،وهذا ما يجعله يتفوق على الكثير من الشعراء في عصره اذ انه لم يتخذ من الشعر صناعة، أو وسيلة للتكسب، فنجد أشعاره يغلب عليها طابع الأنفة والكبرياء، وخالية من أغراض المدح التكسبي، والهجاء، واللعب كغيره من الشعراء.
وقد اشتهر من شعره الروميات، نقل أبو فراس فيها معاناته في الأسر، وحالته النفسية المتعبة وقد ذكر فيها العديد من المزايا والصفات التي عُرف وتحلى بها الشاعر كعزة نفسه، وجرأته، وشجاعته، وصبره، وثقته الكبيرة بالله.
قتل أبو فراس الحمداني في ربيع الأول من عام 357 هجريًا، الموافق 968 ميلاديًا، عن عمرٍ يناهز 37 سنة، وذلك بعد عامٍ واحد من وفاة سيف الدولة الحمداني، وسبب مقتله عائد إلى خلاف وقع بينه وبين أبي المعالي وهو ابن أخت أبي فراس، إذ تنافسا على تولي إمارة مدينة حمص، فأرسل أبو المعالي جيشًا لقتال خاله، فوقعت بينهما معركة شديدة نتج عنها مقتل أبي فراس وهو ما زال في أوج قوته، وريعان شبابه.