صرح الصحفي الأمريكي “سيمور هيرش” في تقرير له أن إدارة الرئيس “جو بايدن” اختارت تفجير خط نقل الغاز “السيل الشمالي”، ظناً منها أنه من السهل مهاجمته ولأنها قررت أنه يمكنها بسهولة إنكار تورطها في ذلك، مشيراً إلى أنه سمع هذا الكلام من مسؤول أمريكي لم يكشف اسمه.
وبين “هيرش” أنه لا علاقة لتفجير خطوط الأنابيب، بالانتصار في الحرب أو إنهائها في أوكرانيا.
وتابع لقد فجر الأمريكيون خطي الغاز بسبب مخاوف البيت الأبيض من إقدام ألمانيا على تشغيل الخط الثاني وبالتالي وقوعها ومن ثم الناتو لأسباب اقتصادية، تحت تأثير روسيا ومواردها الطبيعية الهائلة وغير المكلفة.
وأوضح أنه بهذه الطريقة ساد الخوف الرئيسي بأن تفقد أمريكا تفوقها الذي دام لفترة طويلة في أوروبا الغربية.
ووفقاً للتقرير كشف “هيرش” أن مجموعة من الرجال والنساء الأمريكيين زارت النرويج بشكل خفي على مدى عدة أشهر قبل عام للتخطيط وتنفيذ تدمير خطوط الغاز في بحر البلطيق، لافتاً إلى أن هذه المجموعة عملت ببراعة ولم تترك أي أثر، ولا حتى أدنى تلميح، ولم يكن هناك ما يشير إلى وجودها سوى إكمال مهمتها بنجاح.
ونوّه بأن جميع معلومات المهمة تمت طباعتها على آلة كاتبة من نوع Royal أو ربما سميث كورونا مع نسخة أو اثنتين، كما لو أن الإنترنت وبقية العالم الإلكتروني لم يتم اختراعهما بعد.
ولفت إلى أن البيت الأبيض كان معزولاً عما كان يحدث في أوسلو؛ حيث ذهبت مختلف التقارير والمعلومات الميدانية مباشرة إلى مدير وكالة المخابرات المركزية بيل بيرنز، الذي كان حلقة الوصل الوحيدة بين المنظمين والرئيس “بايدن”، الذي أذن بالمهمة في 26 سبتمبر 2022.
وأكد أنه بعد انتهاء المهمة، تم تدمير الأوراق المكتوبة والنسخ الكربونية، دون ترك أي آثار مادية، معلقاً “يمكنك القول إن هذه هي الجريمة المثالية بشكل كامل”.
ويذكر أن اليوم يصادف الذكرى الأولى لتفجير “نوردستريم” الذي استهدف خطيّ الغاز اللذين تمد بهما روسيا أوروبا بالغاز، فيما لا يزال المجتمع الدولي صامتاً.
علماً أن روسيا طالبت بعقد اجتماع مجلس الأمن الدولي في 22 شباط بشأن المعلومات الجديدة بشأن تفجير أنابيب الغاز، ليرفض المجلس من جهته اعتماد مشروع قرار روسي صاغته الصين وعدة دول أخرى يدعو لتشكيل لجنة دولية للتحقيق في ملابسات الحادثة الإرهابية.