أصبح تحليل الوضع العسكري والسياسي للكيان الصهيوني محط اهتمام لوسائل الإعلام العبرية بعد الهجوم الذي شنته المقاومة الفلسطينية في السابع من تشرين الأول وغرق الكيان في فوضى وتشتت على جميع الأصعدة ، حيث نشرت صحيفة “إسرائيل هيوم” العبرية مقالاً لمحلل الشؤون العسكرية “يوآف ليمور” عن 6 تحديات متزامنة يواجهها الكيان الصهيوني وعليه التعامل معها مع دخول الحرب على غزة أسبوعها السادس وهي على الشكل التالي :
أولاً :
تحدّي الشمال
من بين هذه التحدّيات ، وفق “ليمور” هو منع توسّع الحرب في ساحات أخرى ، في حين أنّ الجبهة الشمالية “تنمو باطّراد”، موضحاً أنّ “حزب الله، في الحقيقة لا يشن حرباً لكنّ التحدي من اتجاهه يتزايد باستمرار”.
يأتي ذلك إلى جانب عمليات الإطلاق المتواصلة من اليمن والضغط المتزايد من العراق، لذلك، يتوجب “على “الجيش” الإسرائيلي الحفاظ على ردع ومنع تصعيد على عدة جبهات، حتى يتمكن من الاستمرار في التركيز على غزة”، بحسب “ليمور”.
ثانياً :
تحدي الضفة الغربية
التحدي الثاني هو في الضفة الغربية، حيث تتزايد الاضطرابات تضامناً مع غزة، ولذلك وبحسب “ليمور” : “يجب على إسرائيل أن تفتح 7 أعين لضمان عدم اشتعال المنطقة، إذ إنّه “من المستحيل ترك الضفة دون مراقبة”.
ثالثاً :
تحدّي الأسرى
أمّا التحدي الثالث هو مسألة الأسرى لدى المقاومة في غزة وفي هذا الشأن أفاد “ليمور” أنّه “تجري طوال الوقت اتصالات من أجل صفقة كبيرة، 80 إلى 100 أسير مقابل هدنة لعدة أيام، لكن فرص تحقيق ذلك حتى الليلة الماضية متوسطة فقط”.
ومع ذلك، فإنّه “يتعين على القيادة السياسية – الأمنية الذهاب إلى الفراش كل ليلة والاستيقاظ كل صباح مع صور الأسرى الـ 239 أمام أعينها”، بحسب “ليمور”.
ولفت إلى أنّه “يمكن افتراض أنّه يُبذل جهد عملياتي أو دبلوماسي للتقدم في هذه المسألة، لكن في وقت قريب، سيكون من الضروري أيضاً تقديم نتائج”.
رابعاً :
تحدي دبلوماسي
وعن التحدي الرابع، ذكر “ليمور” أنّه تحدي دبلوماسي، بهدف “إنتاج شرعية لاستمرار العملية”، فمعظم الحكومات في الغرب والمنطقة “تواصل دعم إسرائيل ، لكنّها تطرح أيضاً المزيد من الأسئلة وتواجه انتقادات متزايدة في الرأي العام لديها”.
وأشار إلى أنّ ذلك “يتطلب من إسرائيل أن تبذل جهداً زائداً في الدبلوماسية، بموازاة القتال في غزة”.
خامساً :
تحدّي اقتصادي
هناك تحدّي خامس يتعلق باستقرار الاقتصاد، إذ إنّه أيضاً مهم للمعركة، وخاصةً بالتزامن مع “مساعدة الذين تم إجلاؤهم، وعلى رأسهم لاجئو الغلاف”.
وقال إنّ “وزير المالية “بتسلئيل سموتريتش” يُكثر من غمر وسائل الإعلام بعجائب أفعاله، لكن النتائج هزيلة”، فعلى سبيل المثال، “قادة بيري، الكيبوتس الذي تعرض لأقسى ضربة في٨ 7 تشرين أول قالوا أمس إنّهم بحاجة إلى 10 ملايين شيكل لإعادة تشغيل الكيبوتس في موقعه الحالي على البحر الميت، لكنّهم حصلوا حتى الآن على مليوني شيكل، ودفعوا الباقي من صندوق الكيبوتس”.
ساساً :
تحدّي إعلامي
التحدّي السادس هو الإعلام التوضيحي، بحيث إنّ “إسرائيل تنزف في هذا المجال الذي أُهمل على الدوام، وبزخمٍ أكبر في العام الماضي”، فهي “لن تكون قادرة على الانتصار فيه، لكن يجب عليها تحسين تعاملها بشكل كبير، عن طريق التجنيد الفوري لأدمغة وشركات متخصصة في هذا المجال”.
ونوه “ليمور” في هذا السياق أنّ ساحة الإعلام “هي ساحة مركزية وتأثيرها حاسم على قرارات قادة في جميع أنحاء العالم”.
مع كل هذه التحديات التي يواجهها الكيان الصهيوني يرى متابعون أن بوادر انهيار الكيان بدأت تلوح في الأفق وجرائمه الأخيرة التي صعد منها بحق المدنيين في المستشفيات والجوامع والكنائس خير دليل على فشله على الجبهة القتالية ، ناهيك أن هذا الكيان لديه مشكلة جذرية داخلية تعود إلى هويته المزيفة والمبنية على الاحتلال والاغتصاب والتهجير والجريمة وبلسان أبلغ تعود إلى اللاهوية التي تحكم عليه بالانهيار والزوال والتفكك عاجلاً أم آجلاً .